أقلام حرّةالمميزة

المقاطعة

 

 

 

بقلم / عصام الدين عادل ابراهيم

 

 

لقد استثارني ما تناقله بعض الأصدقاء وإرساله لي عبر الواتساب عن دعوة مقاطعة السلع بشكل زمني متوافقه مع صرف المرتبات والأجور للحصول على الاحتياجات فترة المقاطعة والاتجاه نحو البدائل.

نقول : أن دعوات المقاطعة ليست بجديدة ونتائجها دائما عكسية مع مجتمع مستهلك بالدرجة الأولى وسوق مفتوح لجميع منتجات الدول وخاصة الرديء منها تناسبا مع مستوى المعيشة ومواصفات المستورد الذي يستهدف تعظيم ربحه على حساب الجودة والسعر .

إن المشكلة في الغلاء ليس استهلاك الناس لأن مع ارتفاع الأسعار مع ضعف زيادة الدخل يؤدي إلى انخفاض الكميات المشتراه من الأفراد العاديين وهم السواد الأعظم. هذا أولاً. ثانيا الإتجاه نحو البدائل للسلع يؤدي إلى ارتفاع سعرها لأنها تخضع لأليات السوق ( العرض والطلب) . وفي حالة السلع سريعة التلف يتم ارتفاعها مضاعف بسبب تحميل ثمن الفاقد منها وثمن التخزين الجيد للحفاظ على ما تبقى منها بالإضافة لفتح سوق لم يغلق لها في الفئات الأكثر قدرة على الشراء والترف. ( المطاعم والفنادق والكمباوند وأثرياء المجتمع، والمنتجات الغذائية ). وعليه فالمقاطعة لن تجد صدى وقبول .ولكن ضبط السوق والثمن لن يأتي إلا برفع القوة الشرائية للعملة مع زيادة الناتج القومي وفتح أسواق تصدير منافسة وإنتاج محلي منافس للسلع المستوردة . فيقل الاستيراد وتزيد الصادرات . فيتم بذلك معالجة وإصلاح ميزان المدفوعات وتقل نسبة التضخم تدريجيا حتى يتحول المجتمع منتج ويصبح اقتصاده الخارجي منافس جيد فتزيد حصيلة الدخل القومي من الصادرات . وليس من دورة رأس المال في دائرة المجتمع المغلقة على نفسها . والله المستعان والموفق وعليه قصد السبيل.

نا هيك عن الضرائب التي يتحملها المستهلك فتجد أن حجم ما يدفعه الفرد من ضرائب بشكل مباشر أو غير مباشر سبب أساسي في الغلاء وضعف القدرة على اختيار الجيد من احتياجاته ، ورفع أسعار الرديء منها بسبب الإقبال عليها. واخيرا خراب الذمم عند الناس فالغالبيه مستغل وغشاش ومنعدم الضمير بحثا وراء المكاسب ( اعلانات تسويقيه ونصب علني دون رقابة حقيقية)، وإن كان لديه يقين أنها مهالك ما أقدم عليها . رحمنا الله وثبتنا على هداه واتباع منهجه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم قولا وفعلا وليس تشدقا وتمتمه.

إن الفاتورة لا يتحملها إلا السواد الأعظم، ولن يغيرها إلا مستوى وعيه وإرادته بالتعليم الحقيقي وصحيح العقيدة، ووجود قدوة حسنه وما أعظمه قدوة إن افندينا به صلى الله عليه وسلم وبأصحابه الذين قال عنهم أنهم كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم.

فمن يمتلك عقل واع وقلب سليم ورع يمتلك قوة إرادة قادرة على صناعة التغيير بالإيقاظ والهمة .

لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم

ولا حول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق