سوق عكاظ

المراهقة السياسية

 

بقلم: يحي سلامة

-انت ديماجوجي

-انت اللي مدعي

-اخرس يامحدود الرؤية

-اخرس خالص يافاشي يا امعة

أنا موش هاضيع وقتي مع المراهقين سياسيا أمثالك.

هذه الشتائم المتبادلة كانت بين الفنان الراحل (سناء شافع) والفنان الكبير (صلاح السعدني) في أحد روائع أفلام التليفزيون وهو فيلم (فوزية البرجوازية) قصة الكاتب الساخر الراحل/أحمد رجب.

واستدعي هذا المشهد تحديدا وخاصة الجملة الاخيرة التي جاءت علي لسان الفنان صلاح السعدني وهي المراهقين سياسيا

للحديث عما كتبه أحد من يطلق عليهم (المثقفون المتنورون) تعليقا علي بيان الأزهر حول الضوابط الشرعية لأداء صلاة العيد بالنسبة للمرأة وأنها يجب أن تؤدي الصلاة (صلاة العيد) مرتدية للحجاب والا تصلي بجانب الرجال (الي هذا كان ملخص بيان الأزهر)

فما كان من هذا المثقف التنويري الا ان كتب تغريدة هذا نصها (بيان الأزهر تغول علي الدولة) ليكشف بتغريدته هذه عن تلك المراهقة السياسية التي قصدها السعدني في الفيلم

فقوله بأن الأزهر تغول علي الدولة يعني سياسيا ودستوريا أن الأزهر تجاوز حدود اختصاصاته التي حددها له القانون والدستور وأن مسائل الدين والفتوي والشرع الخ منوط بها جهات ومؤسسات اخري (ليس من بينها الأزهر) .

أو أن الدولة نفسها لم ينص دستورها علي ان مصدر التشريع هو (الشريعة الاسلامية) وان هناك مادة منفردة في الدستور تخص الأزهر كمؤسسة من مؤسسات الدولة وتحدد دورها وألية عملها وكذلك ألية ووسيلة اختيار شيخ الأزهر (كرئيس للمؤسسة) .

وبالمناسبة جاء في هذه المادة ان الازهر هو المؤسسة المنوط بها مراجعة وبيان كل مايتعلق بالأمور الدينية والفقهية والقانونيةلكل مايعرض عليها من تشريعات وقوانين لبيان مدي توافقها او عدم توافقها مع الشريعة الاسلامية (المصدر الرئيسي للتشريع في الدولة بمقتضي الدستور)

هذا ردي السياسي والدستوري والقانوني علي تغريدة هذا التنويري الذي أكد لي بالمناسبة فكرة الفيلم الرائع المعتمدة علي ترديد الالفاظ والمصطلحات السياسية والفكرية الضخمة دون الدراية او المعرفة الكافية بمعني هذا اللفظ او هذا المصطلح ومدلوله فضلا عن استخدامه في سياقه المناسب ليثبت الفيلم وتثبت الوقائع والأحداث اننا لسنا امام حالات من المراهقة السياسية فقط بل امام حالات من الطفولة والأمية الثقافية والفكرية والحديث بلا وعي وترديد الكلام كالببغاوات

لمجرد التواجد وركوب الترندات والموجة وحتي يقال عنهم انهم (مثقفون تنوريون)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق