أقلام حرّة

المتناقضات

وليس كل من مات رحل مع النسيان.

بقلم/ عصام الدين عادل ابراهيم

عندما عرف السلطان قدر العلم ، وكان يوجد علماء يقدر علمهم بكنوز ولا يسعون للشهرة والفلوس وتزكت النفوس

تمنى السلطان مجالسة الشافعي.

وعندما كان للعلم قيمة كانوا طلاب العلم يضحون بالغالي والنفيس من أجل الحصول عليه وإن سافروا وتعرضوا لمخاطر السفر والطريق ، فكان العلم منقوش في قلوبهم ، وكانت الحكمة في أقوالهم. وكانوا على رأس المجالس.

– اليوم علماء الفضائيات والسفر والحشد للوقوف على الأقدام للتمايل والرقص والغناء، وإنفاق الغالي والنفيس على الملذات والرغبات ، واقتصرت الحياة بمعناها الدنيوي على فئة قليلة تمتلك ولا تملك، لكن تأثيرها إعلاميا على القاعدة العريضة تجعل طموحاتها تفوق قدراتها فتتولد أمراض القلوب وتنحرف النفوس وتسوء المعاملات ، وتضعف الروابط، ويتحول المرء إلى وريقات تعلو قمة موج المستحيلات حتى تلقى به على الشاطيء مهلهل في مجتمع المتناقضات.

وهنا يدرك حقيقته التي حاول أن يكذبها في ظل وجود المحفزات من النفاق والرشاوي المحاطه به والذي يستحسنها ليضمن البقاء. وعندما يرحل يذهب في عين دائرة النسيان،

وليس كل من مات رحل مع النسيان.

لكن للقبر ضمة ، و للقبر ظلمة، و للقبر وحشه، وفي القبر السؤال و القبر أول منازل الأخرة .

فإن لم يتذكر المرء نزلة القبر في حركاته و سكناته وعمل لها هلك .

و مات الصدق و فقدنا الكلمة الصادقة و غاب عنا الشخص الصدوق. في زحمة التطلعات و الطموحات والبحث عن المفقود.

فمن خاف الله في خلواته هون الله عليه منازل الأخرة.

فنسأل الله قلبا هينا لينا سهلا خاشعا ، وعينا تدمع من خشية الله وحبا في الله ورسوله صلى الله عليه وسلم

ورغبة في لقائه بقلب سليم.

اللهم آمين

ولا حول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق