أقلام حرّة

القصة الشاعرة – بنت الشعر العربي والقصة الحديثة

 

بقلم: إسراء نجيب

 

الوصف

هذه المقالة تعليق على الفن الجديد الذي أسماه مبدعه بالقصة الشاعرة، وكان ذلك بعد لقاء على إذاعة البرنامج الثقافي المصرية، حول القصة الشاعرة في برنامج: بلا حدود مع المذيعة أماني عبد اللطيف في الثالثة والنصف عصر يوم الخميس الموافق 8 سبتمبر 2022م.

 

الموضوع

نَحنُ في عصرٍ تفرقت فيه أصابع يدنا الواحدة، فتهشَّمت قوتُنا، وتهَمَّشت هويتُنا، واليوم عندما ينادي منادٍ باسم الهُويَّة لا أحدَ يأبه به، ولكن الخير فينا إلى يوم القيامة كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم- ومن ملامح الخير أن نجد إبداعا عربيا أصيلا استطاع أن ينشط سريعا بين الأدباء والنقاد والعلماء وتتناوله الأبحاث وتُقام له المهرجانات والجلسات وهو ابن الخمسة عشر عاما!

وفي حين نجد شعوب الغرب قد صدروا إلينا كل شيء حتى أفكار أسلافنا، نجد واحدا يصيح “كفانا اجترارٌ من الغرب”، ويبتكر بنفسه جنسًا أدبيًّا مُغايرًا، يلفتُ انتباه سامعه منذ وهلة العنوان، ويأخذه في ملكوت من الصور والأزمنة المتعانقة والمتعاصرة والمتداخلة، قد يٌقبَل من الشعر لوزنه وإيقاعيته المعهودة في الشعر، إلا إنه لم يَشأ أن يُقحمَه في دائرة الشعر كما حاول من حاول في فنون أخرى، ولوفرة تقنيات السرد فيه فقد ينسبه نقاد القصص إلى قصصهم التي اختلفت واتسعت مجالاتها حاليا، ولكن ميزة الإيقاعية هنا تبني جدارا عتيدا بين القص العادي وبين ما كتب هذا المُبدع، فيجمع بين المسميين إذ اجتمعت خصائصهما في قالب واحد، وتولد لنا “القصة الشاعرة” من صُلب الشعر العربي الموزون ورحم القصة الحديثة، وهي من ابتكار الشاعر محمد الشحات محمد ، الذي من قبل ذلك هو كاتب شعر، وكاتب قصة ومسرح، وناقد أدبي، وفائز بعدة جوائز، ولكنه ابتكر فنا أثبتت سرعةُ انتشاره مدى حاجة العصر إليه.

وبينما كنت أستمع باهتمام إلى لقاء له مع د. حسن مغازى في إذاعة البرنامج الثقافي – برنامج بلا حدود، أمس (8 سبتمبر 2022م) كنت أشعر بمدى براعته وسحر هذا الفن الجديد، كما أن دكتور حسن مغازي وهو من المتعصبين للشعر التقليدي العمودي ولا يعد ما دون ذلك تحت مسمى الشعر وإن كان يوسم بالإبداعية والإمتاع للمتلقي، إلا أنه اعترف بأن نجاح الشاعر محمد الشحات محمد في ابتكاره يكمن في اختيار مسمى لهذا الجنس الجديد لا يفرض نفسه على أي جنس أدبي آخر له ضوابطه ومعاييره المتفق عليها. اللقاء في غاية المتعة لمن أحب الاستماع إليه، هذا رابطه:

https://youtu.be/6B2SpwMLwlI

وأرجو أن يُتاح لهذا الفن العربي الأصيل حديث عصره أن تتسع دائرته أكثر؛ تحقيقا وترسيخا لهويتنا العربية وأننا ما زلنا نبدع وأنَّ فينا الخير إلى يوم القيامة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق