أقلام حرّة

الفن ليس سلعة تباع وتشترى

 

 

بقلم:منى إبراهيم حمزة

في ظل الصمت الرهيب الذي يجتاح صفوف بعض الفنانين للرد على إهانة رئيس هيئة الترفيه تركي آل الشيخ للفنان محمد صبحي، كان لزاما على حاملي رسالة الفن أن تتضافر جهودهم لدعم أيقونة الفن المصري، لمعلم الأجيال، وحامل وسام الأخلاق والمبادئ الفنان محمد صبحي..

كيف لتركي آل الشيخ أن يصف الفنان محمد صبحي بالمشخصاتي وهو يعتقد أنه يهينه، ولكن هذا وسام على صدر محمد صبحي، فالمشخصاتي هو الممثل، ولكن العيب هو وصف تركي آل الشيخ أن محمد صبحي قواه العقلية ليست على ما يرام لمجرد رفضه لأربعة ملايين دولار وذلك في مقابل عرضه مسرحية خيبتنا على أرض السعودية، لأن الفنان محمد صبحي وباختصار لا يتعامل مع الفن على أنه مصدر للترفيه فقط، بل هو عمل فني متكامل يحمل رسالة ومضمون وأنه يفضل العمل على أرض بلاده ويترك الساحة الفنية متروكة للسعوديين ليثبتوا أنفسهم، وكأنها رسالة من تركي آل الشيخ بأنه يتعامل مع الفن كسلعة، فهو يشتري الفنانين بإغرائهم بالملايين، لم يخطأ الفنان محمد صبحي لأنه بكل بساطة يملك حق الرفض أو القبول، فالفن يا سادة من أهم القوى الناعمة التي تستخدمها البلاد كسلاح لحمايتها ضد الهجمات المعادية، الفن رسالة ومضمون وليس سلعة تباع وتشترى.

والآن قد وصلنا لزمن نقارن به الفن السعودي بالفن المصري وإلى أين ستسقر بوصله الفن، لا ننكر أن السعودية تشهد نقلة حضارية في الفن، ولكن إذا عدنا بالزمن يجب ألا ننسى ما قدمته مصر من تاريخ فني لا يستطيع أن يختلف عليه اثنين وأن مصر كانت نقطة البداية في الريادة الفنية في الوطن العربي وستبقى متربعة على عرش الريادة الفنية ولا يجب أن يتناطح الفن السعودي مع الفن المصري لأن الفن السعودي في مطلع الطريق ويجب أن يتعلم من الخبرات المصرية ويضعها بعين الاعتبار ولا يخسروا جواهرها من الفنانين والمخرجين، وكل من ساهم في صناعة أي شكل من أشكال الفن المصري.

 

وفي الختام لا يصح بأي شكل من الأشكال أن يهان أي انسان لمجرد اختلافه مع شخص ما، فالإهانة مرفوضة على كل الأصعدة فيجب علينا كعقلاء احترام رأي الآخر حتى وإن كان معارض لي هذه هي أحكامنا التي ذكرت في ديننا الحنيف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق