المميزةصحتك تهمنا

الفاصوليا تعزز ميكروبيوم الأمعاء للوقاية من سرطان القولون والمستقيم

 

 

 

كتب/ساجدة خليل 

 

 

يعد سرطان القولون والمستقيم ثالث أكثر أنواع السرطان إنتشاراً في العالم، والأمر الذي يدعو للتفاؤل هو إمكانية علاجه خصوصاً عند إكتشافه مبكراً. لكن لا تظهر أعراض سرطان القولون والمستقيم دائما في مراحله المبكرة بحيث يتم تشخيص 3-4 فقط من أصل 10 أي نسبة تصل إلي 35% من هذا النوع من السرطان. وتعتبر الوقاية منه هامة وذلك بإتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة والحفاظ علي وزن صحي. وهذا ما كشفت عنه دراسة أجراها باحثون من مركز أندرسون للسرطان بجامعة تكساس والتي ركزت علي أهمية الفاصوليا والعدس والبازلاء في تحفيز ميكروبيوم الأمعاء للوقاية من سرطان القولون والمستقيم.

إن تكرار الإصابة بسرطان القولون والمستقيم وأمراض القلب والاوعية الدموية وغيرها من الحالات المزمنة وجميعها تشترك في مجموعة من عوامل الخطر القابلة للتعديل والتي تتعلق بالنظام الغذائي والسمنة والالتهابات والتي يلعب ميكروبيوم الأمعاء دوراً مركزيا فيها. وتشير الأبحاث إلي أنه من المهم للناجين من سرطان القولون والمستقيم أن يكون لديهم ميكروبيوم أمعاء متوازن حيث يتفاعل بشكل مباشر مع الخلايا الطلائية في القولون والتي إذا ما تحولت وأصبحت خلايا تنقسم بمعدل كبير عن الطبيعي مما يترتب علي ذلك ان يتطور منها سرطان القولون والمستقيم.

ولأنه يوجد ارتباطا وثيقاً بين الخلايا البشرية والميكروبات مع جهاز المناعة والتواصل متبادل بينهما بحيث تعمل تلك الميكروبات على منع حدوث الالتهابات أو تحفيزها ومن ثم تطور السرطان. وقد اكدت نتائج دراسات سابقة علي الدور الهام الذي يلعبه ميكروبيوم الأمعاء في حالة سرطان القولون والمستقيم، وأشارت دراسة نشرت في يوليو 2023 إلي أن ميكروبيوم الأمعاء قد يكون هدفاً للعلاجات بالميكروبات ضد سرطان القولون والمستقيم. هذا ووجدت دراسة نشرت يونيو 2020 أن إتباع نظام غذائي يساعد في توازن ميكروبيوم الأمعاء وصحته يعود ذلك بالفائدة علي الصحة حيث يمنع تطور سرطان القولون والمستقيم وكذلك يؤدي لتحسن في فعالية العلاج المضاد للاورام.

أكدت نتائج الدراسة أن تناول الفاصوليا يومياً يحسن من ميكروبيوم الأمعاء، حيث ومن خلال فحص المشاركين في البحث والذين لديهم تاريخ من الإصابة بسرطان القولون والمستقيم وكانوا اكثر عرضة لإنتشار خلايا السرطان المتنقلة بنسبة تقترب من 50%، هؤلاء المرضي أصبحوا بمأمن من خطر إنتشار السرطان ومن ثم التعافي وذلك عندما بإتباعهم نظام غذائي طبيعي وانتظموا في تناول الفاصوليا يوميا عن طريق إضافة كوب يومي من الفاصوليا البيضاء والغنية بالألياف الغذائية كمصدر ممتاز للبروتين النباتي والسكريات قليلة التعدد أي الأحادية والثنائية وكذلك الحمض الأميني ليسين والتي تعمل علي تحفيز الكائنات الدقيقة بواسطة دورها الغذائي أي بريبيوتك لها. هذا وتحتوي الفاصوليا كذلك علي مغذيات أخري ومركبات مفيدة مثل مضادات الأكسدة واهمها الفلافونويد أبيجينين وجميعها تحفز توازن ميكروبيوم الأمعاء بما يساعد في مقاومة السرطان.

ولأن الشخص لديه ما بين 2-3 تريليون بكتريا داخل جسمه لذا إهتم العلماء بتسليط الضوء علي ميكروبيوم الجسم لأن البكتريا الموجودة ضمن هذا الميكروبيوم تلعب دوراً هاما في الوقاية من السرطان وامراض القلب والاوعية الدموية وبعض تلك البكتريا ضار إذا ما أصبح نشطاً وكثرت عددها لتزاحم البكتريا المفيدة لذل فإنه ومن خلال نظام غذائي طبيعي يمكن الإستفادة من البكتريا المفيدة من اجل مقاومة الامراض وخاصة السرطان.تضمنت التغيرات الإيجابية لميكروبيوم الأمعاء بسبب تناول الفاصوليا حدوث زيادة كبيرة في تنوع البكتريا المفيدة ألفا فيكاليباكيتريوم Faecalibacterium ويوباكتيريوم Eubacterium و بيفيدوباكتيريوم Bifidobacterium بالتزامن مع إنخفاض في البكتريا المسببة للأمراض أو البكتريا الانتهازية لذا ومن أجل ميكروبيوم متوازن صحي ينصح الأطباء بممارسة الرياضة وتناول المزيد من الفواكه والخضروات ومنها الفاصوليا وتقليل اللحوم الحمراء واللحوم الحمراء المشوية بشدة أي المتفحمة وكذلك اللحوم المصنعة والتي تحفز نمو وسيطرة البكتريا الضارة وتزيد من خطر سرطان القولون والمستقيم.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق