العيد فرحة
العيد موسم الفضل والرحمة

الدكتور معراج أحمد معراج الندوي
الأستاذ المساعد، قسم اللغة العربية وآدابها
جامعة عالية ،كولكاتا – الهند
merajjnu@gmail.com
عندما يقبل العيد يبدو الكون في أزهى الحلل، وتشرق الشمس في أبهى الصور، فالسرور يعلو وجه المسلم ، تٌبسط فيه الأيادي بالجود والسخاء، وتتحرّك النفوس بالشفقة والرحمة، وتسري في الدماء روح المحبة والإخاء.
لقد شرع الله تعالى العيد ليكون موسم للخير وعنوانًا على البهجة والفرح، ففيه يلتقى الأهل والأصدقاء، ويسعد البعيد بالقريب، فتزيد الألفة والمودة وتمتلئ النفوس بالحب والتسامح. وللعيد فرحة بإكمال العدة واستيفاء الشهر، وبلوغ يوم عيد الفطر بعد إتمام شهر الصوم، فلله الحمد على ما وهب وأعطى، وامتن وأكرم، ولله الحمد على فضله العميم ورحمته الواسعة “قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فيلفرحوا هو خير مما يجمعون”.
إن أيام العيد موسم الفضل والرحمة، وبهما يكون الفرح ويظهر السرور، يجمع العيدُ المسلم بإخوانه المسلمين، فيحس بعمق انتمائه لهذه الأمة ولهذا الدين، فيفرح بفضل الله الذي هداه يوم ضل غيره “ولتكملوا العدّة ولتكبروا الله على ما هداكم”.
في مناسبة العيد السعيد، تسمو الأخلاق، وتتراحم القلوب، ويمتلئ الوجدان بالمشاعر الجملية، ويزداد الشعور بالفقراء والمساكين، كما يتجلّى فَضْل الصدقة في يوم العيد المبارك في أنّها تأتي في زمانٍ مخصوصٍ فضّل الله فيه الأعمال الصالحة والعبادات ورتّب عليها الأُجور المضاعفة.
العيد فرحة بإكمال الشهر وبلوغ يوم الفطر فهذا العيد موسم الرحمة والفضل ولهذا يجب إظهار السرور في الأعياد لأنه من شعائر الدين. العيد هو مناسبة دينية واجتماعية حيث يتزاور الناس فيما بينهمن ويبتادلون التهاني والتبريكات، وهومناسبة تعزز العلاقات الاجتمعية والتماسك الاجتمعي وتحقيق روح المؤدة والمحبة بين الناس.
العيد موسم فرحة وسعادة وسرور، فتتصافى القلوب، وتتصافح الأيدي، ويختفي من الوجوه العبوس، وتعلوها البسمة ،يتطهر المؤمن خلالها من درن الأخطاء، ويعلوه بياض الألفة ونور الإيمان، فإن العيد ليس لمن لبس الجديد، ولكن العيد لمن خاف يوم الوعيد