أقلام حرّة
العالم يترقب الوضع بين روسيا واوكرانيا
ماذا لو استمر الحال على ماهو عليه اليوم بين روسيا وأوكرانيا

تحليل يكتبه : د..ابراهيم يونس
رغم القلق الأوروبي والتوتر شديد الخطورة على الحدود الاوكرانية.، وتصاعد حدة الخلافات في جلسة مجلس الامن الاخيرة حول اوكرانيا،، تزامنا مع إنتشار اكثر من 150 الف من القوات الروسية . وتبادل القصف المدفعي في اوكرانيا، و الانتهاكات بين الطرفين ..
الا ان وزارة الدفاع الروسية قد اعلنت من قبل انها لا تحبذ احتلال مداخل وحدود اوكرانيا، بل انها قررت انسحاب بعض قواتها من الحدود مع أوكرانيا.
مع وجود تحركات مكوكية مستمرة لوزراء خارجية أوروبا
.
ولكن تبادل الانتهاكات مازال قائما ، والوضع غير مطمئن بالمرة..
واذا استمر الحال على هذه الوتيرة فسوف تستمر معه المناورات والانتهاكات في ظل مايسمى في زمن مضى بالحرب الباردة ، والتي استمرت لسنوات طويلة بين الاتحاد السوفيتي وامريكا، الى ان تتغير السياسات، ، والتي تحدثها المناورات والانتهاكات وتبادل الاتهامات، لتاتي بنظام حديث يشكل المنطقة من جديد ..
فيظل الوضع الداخلي في قلق مستمر وتشتد معه الازمات الاقتصادية ، مع اضطرابات داخلية مستمرة وعدم استقرار من جانب رعايا الدول فتغادر اوكرانيا تحسبا لنشوب حرب روسية أوكرانية..
فهل بإمكان تلك الأزمة الحقيقية والمتوهجة ان تجر العالم الى حرب عالمية ثالثة؟. وان صح التعبير، فالدول الكبرى تعتبر شركاء في هذا الصراع ، أمريكا وروسيا وأوروبا والصين ، وربما أيضا إيران التي تترقب الوضع لحظة بلحظة، “فكل يلعب على ليلاه” ، والمصالح والأهداف هي المسير لتحركات ومشاركات جميع الأطراف بكل جدية..
أما أوروبا فتتعامل مع الموقف بحذر وقلق شديدين، خشية تدهور القارة العجوز، ولتفادي اندلاع الحرب بين اطراف النزاع ، فتعمل جاهدة على تقديم الحلول والمقترحات من خلال وزراء خارجيتها ..
وعلى صعيد اخر سوف تواجه المنطقة ازمات اقتصادية ومعيشية كبيرة، ففي حال نشوب حرب بين الاطراف سوف ينتج عنها غياب الغاز الروسى والمنتجات البترولية التى تصدرها روسيا لدول اوروبية عديدة ، فسوف يؤثر ذلك كثيرا على النقل والتصنيع وتبادل السلع بين الدول ألاوروبية ، ومن ثم على الاقتصاد والحركة التجارية والصناعية في العديد من الدول.
اما عن احلام بوتن وما يراوده من افكار فربما نستشعر بعد المعطيات المطروحه، ان هناك خارطة طريق تقودنا الى اهداف تاريخية، تعلل حرصه على المواجهه مع اوكرانيا ، كما يقول المراقبون، ان تلك الاهداف تتلخص في ضمان عدم انضمام اوكرانيا الى حلف شمال الاطلسي ، والهدف الثاني كما يراه المحللون هو سعيه الى استعادة دور الاتحاد السوفيتي السابق على المسرح الدولي. بما يؤكد بداية ميلاد نظام عالمي جديد..
من هنا جاءت مطالب الكتلتين، روسيا واوروبا في حصول كل منهما عل ضمانات أمنية متبادلة..
فموسكو تخشى أن يتوسع حلف الأطلنطي “الناتو” باتجاهها ويضيف اليه اوكرانيا ، اما اوروبا فتخشى من ويلات الحرب على القارة..
وفي اتجاه مبشر وايجابي بعض الشيء ، فقد أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي “الناتو” ينس ستولتنبرغ، إن الحلف لا يخطط لنشر قوات قتالية في أوكرانيا إذا تعرصت لغزو روسي ..
ومن جهة أخرى تواصل اللجان الدبلوماسية الاوروبية وغير الاوروبية جهودها المكثفة للوصول لإتفاق يرضى جميع الاطراف، وتقديم المقترحات للوصول لحل الأزمة في اسرع وقت ممكن..
بينما ياتي ذلك تزامناً مع التحركات المستمرة والحشد بين الطرفين لخوض المعركة.
ومع الايام القليلة القادمة سوف تتضح جميع الأمور ونتعرف على الحدث الدولي المرتقب بكل جوانبه.
كاتب المقال
نائب رئيس اتحاد الجاليات المصرية في اوروبا