صحتك تهمنا

العادات السبعة المُنجيات من وطأة الإكتئاب

 

 

 

 

تقديم/ دكتور رضا محمد طه

 

 

وفقاً لمنظمة الصحة العالمية يعاني واحد من كل 20 بالغاً من الإكتئاب بما يمثل عبئاً كبيراً علي الصحة العامة في جميع أنحاء العالم. دراسة جديدة نشرت مؤخراً في مجلة Nature Mental Health اجراها باحثون من جامعة كامبريدج في إنجلترا، كشفت نتائجها عن 7 عادات صحية ىتساعد في تجنب الإكتئاب، تعتمد هذه العادات علي نمط الحياة وتتمثل في نظام غذائي صحي، والحصول علي نوم جيد وممارسة النشاط البدني بإنتظام والحرص علي التواصل الإجتماعي وعدم التدخين والحد من إستهلاك الكحول.

وتتنوع عوامل الخطر نحو الإصابة بالإكتئاب وهي بيئية وبيولوجية ووراثية ونفسية، وأوضح الباحثون أن الأشخاص الذين لديهم مخاطر وراثية عالية أو متوسطة أو منخفضة للإصابة بالإكتئاب فإن إتباعهم نمط حياة صحي سوف يقلل من فرصة إصابتهم، ويشمل الإقلال من الجلوس مفابل الحركة والنشاط البدني، والتفاعل الإجتماعي المستمر وغذاء صحي، أما المخاطر الجينية أي الوراثية فليس للإنسان يد فيها ولا قدرة علي تغييرها إلا أن بإمكانهم مساعدة أنفسهم عن طريق إرادة قوية لإتخاذ الخيارات الصحية التي تخدم شعورهم بالإيجابية وكذا إختيار نظام غذائي صحي.

كشفت النتائج أنه يمكن التقليل من خطر الإصابة بالإكتئاب المقاوم للعلاج بنسبة تتعدي 22% بالحرص علي النوم الجيد ليلاً مدة كافية تتراوح ما بين 7-9 ساعات، بما يساعد في إزالة سموم الجسم مثل التخلص مما يتراكم من بيتا أميلويد والمرتبط بالتدهور المعرفي والزهايمر، في المقابل فإن الحرمان من نوم كاف بسبب الإجهاد في العمل أو القلق وغيرها من المشاكل المعيشية سيكون لها تداعيات سلبية علي المشاعر وزيادة في مخاطر الإصابة بالإكتئاب.

أوضح الباحثون أن إتباع نظام غذائي صحي قلل من خطر الإكتئاب بنسبة 6%، والإقلال من الكحول قلل بنسبة 11%، والحرص علي الحركة والنشاط البدني قلل بنسبة 14%، والسلوك المستقر دون توتر بنسبة 13% أما عدم التدخين فقد قلل بنسبة 20%، أما التواصل الإجتماعي المستمر والخروج لرؤية الأصدقاء فكان هو العامل الأكثر حماية ضد إضطراب الإكتئاب حيث وصلت النسبة إلي 18%.

قام فريق الدراسة بالبحث عن علامات في الدم تشير إلى مشاكل في الجهاز المناعي أو التمثيل الغذائي (كيفية معالجة الطعام وإنتاج الطاقة)، ومن بين تلك العلامات التي وجد أنها مرتبطة بنمط الحياة، كان بروتين سي التفاعلي، وهو جزيء ينتج في الجسم استجابة للتوتر، والدهون الثلاثية، أحد الأشكال الأساسية للدهون التي يستخدمها الجسم لتخزين الطاقة لوقت لاحق. على سبيل المثال، يمكن أن يؤثر التعرض للتوتر في الحياة على مدى قدرتنا على تنظيم نسبة السكر في الدم، مما قد يؤدي إلى تدهور وظيفة المناعة وتسريع الأضرار المرتبطة بالعمر للخلايا والجزيئات في الجسم. يمكن أن يؤدي ضعف النشاط البدني وقلة النوم إلى الإضرار بقدرة الجسم على الاستجابة للتوتر. تم العثور على الشعور بالوحدة ونقص الدعم الاجتماعي لزيادة خطر الإصابة بالعدوى وزيادة علامات نقص المناعة. ووجد الفريق أن المسار من نمط الحياة إلى وظائف المناعة والتمثيل الغذائي كان الأكثر أهمية، بمعنى آخر، يؤثر نمط الحياة السيء على نظام المناعة لدينا والتمثيل الغذائي وكذلك علي الصحة العقلية، مما يزيد بدوره من خطر الإصابة بالاكتئاب.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق