شئون دولية
السفير الصيني بالقاهرة: العلاقات الصينية المصرية تمر بأفضل مراحلها في التاريخ

كتب : د.أحمد فارس – ساجدة خليل
أكد السفير الصيني لدي مصر لياو ليتشنج أنه على يقين تام بأن بلاده ومصر ستسجلان فصلا جديدا للصداقة والتعاون في المسيرة الجديدة ونقطة الانطلاق الجديدة،خاصة وأن العلاقات بين البلدين تمر بأفضل مراحلها في التاريخ.
وأضاف لياو في نهاية مايو، أجرى الرئيس شي جين بينغ محادثات معمقة مع الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال زيارته للصين، وحدد الاتجاه للعلاقات الصينية المصرية في العقد الباهر المقبل، وأصدر الجانبان بيانا مشتركا وأعلنا هذا العام “عام الشراكة الصينية المصرية”، وأكدا على ضرورة رفع العلاقات الثنائية من أجل بناء مجتمع المستقبل المشترك في العصر الجديد لتصبح مصر أول دولة عربية أدرجت “بناء مجتمع المستقبل المشترك” في البيان المشترك بخصوص العلاقات الثنائية.
وشدد لياو على أولوية حسن تطبيق نتائج المحادثات بين الرئيسين، وتطوير وتعميق الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين.
وأضاف لياو أن توسيع انفتاح الصين على الخارج يعد الميزة الواضحة للتحديث الصيني النمط، فلا بد من الالتزام بالانفتاح كسياسة وطنية، والالتزام بدفع الإصلاح عن طريق الانفتاح، ورفع القدرة على الانفتاح وبناء نظام اقتصادي أكثر انفتاحا من خلال توسيع التعاون الدولي، مع الاعتماد على ميزة الصين المتمثلة في السوق الهائلة.
وأشار لياو أن هذا يبعث لمصر والمجتمع الدولي رسالة واضحة مفادها أن الصين ستلتزم بالإصلاح والانفتاح وستدفع باستمرار الانفتاح على الخارج على مستوى أعلى.
وأكد أنه وفقا لرأيه يمكن انتهاز فرصة الانفتاح بعد كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي، بالأمس بمناسبة العيد الوطني،التى أكد فيها على ضرورة مواكبة العصر والانفتاح على العالم ورفع القدرة في المجالين الاقتصادي والاستثماري ،انتهازها من ناحتيين:
من ناحية، تعميق التعاون في إطار بناء “الحزام والطريق” بجودة عالية. طرح “القرار” استكمال آليات بناء “الحزام والطريق” بجودة عالية، ودفع المشاريع النموذجية والمشاريع المعيشية بخطوات منسقة، إنه يتفق مع خصائص التعاون بين الصين ومصر. هناك المواءمة العميقة بين “الحزام والطريق” و”رؤية 2030″ المصرية، على هذه الخلفية، أجرى الجانبان تعاونا مثمرا. في هذا العام فقط، تشرفت بمرافقة الرئيس عبدالفتاح السيسي لحضور 3 مراسم التدشين للمشاريع بمقاولة الشركات الصينية، وهي المركز المصري للبيانات والحوسبة السحابية، ومنطقة هاير مصر البيئية والمرحلة الأولى لمشروع تخزين الحبوب في المنطقة الصناعية. وقبل فترة وجيزة، حضر الدكتور مصطفى مدبولي الجلسة الافتتاحية للدورة الثانية للاجتماع رفيع المستوى لمنتدى العمل العالمي من أجل التنمية المشتركة في الصين، وقام معالي الدكتورة رانيا المشاط وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي بزيارة إلى الصين، ووقعت سلسلة من وثائق التعاون مع الصين، مما ضخ قوة دافعة جديدة للتعاون الصيني المصري.
أعرب الدكتور مصطفى مدبولي في برنامج الحكومة الجديدة عن التقدير العالي لانضمام مصر إلى مجموعة بريكس، وصنف تحديث البنية التحتية الصناعية وتطوير الزراعة كالمهام الرئيسية للحكومة الجديدة، الأمر الذي يتفق مع ما مرد في البيان المشترك بين البلدين بشأن تعميق الشراكة الاستراتيجية الشاملة. ستعمل الصين مع مصر على دفع توطين الصناعات ونقل التكنولوجيا، وجعله أولوية التعاون الثنائي في السنوات المقبلة؛ العمل على توسيع استثمار الصين الصناعي في مصر، بما فيه صناعة السيارات الكهربائية والمعدات الإلكترونية واللوحات الشمسية والصناعة الكيميائية ومواد البناء وتقنيات الزراعة الحديثة، بما يساعد مصر على تحقيق هدف “بناء مستقبل مستدام”.
كما تحرص الصين على تكثيف التنسيق مع مصر في محافل متعددة الأطراف، مثل الأمم المتحدة ومنظمة شانغهاي للتعاون ومجموعة بريكس ومنتدى التعاون الصيني العربي ومنتدى التعاون الصيني الإفريقي، للحفاظ على العدالة الدولية والمصالح المشتركة للدول النامية. في سبتمبر المقبل، ستعقد الصين دورة جديدة من القمة الصينية الإفريقية، وتتطلع الصين للعمل سويا مع مصر لرفع التعاون الجماعي الصيني الإفريقي إلى مستوى جديد.
من ناحية أخرى، يجب الاستفادة من الفوائد الناجمة عن جهود الصين لرفع مستوى الانفتاح المؤسسي. طرح “القرار” ضرورة مواكبة القواعد الدولية في مجال الاقتصاد والتجارة، وتوسيع الانفتاح الأحادي على الدول أقل نموا، وتوسيع سوق البضائع والخدمات والرأسمال والعمالة بخطوات منتظمة، واستكمال الأنظمة لتسهيل إقامة الأجانب في الصين والرعاية الصحية ووسيلة الدفع. هذا يعني أن التكلفة المؤسسية ستشهد انخفاضا أكثر، وسيصبح التواصل والتعاون بين البلدين أكثر حرية ويسرا في المستقبل.