المميزةالنص الحلو

الرد علي رسالة….زوجة الأب جعلوها قاسية

 

 

 

 

تقديم/د.أماني موسي 

 

يبدو مصطلح *زوجة الأب* يحمل في ثناياه صفة سلبية، عند كثير من الأشخاص، رغم أن هناك نماذج لزوجات أب، كن في حياتهن *أمهات لأطفال لم يلدوهن*، وهن صورة مشرقة في أذهان أشخاص عاشوا معهن لحظات حياتهم بحنان ومودة.

عندما يضطر الأب للزواج بأخرى فى حالة الإنفصال أو موت الزوجة ، فإن المجتمع يطلق سهام الكراهية نحوها مسبقا خوفا منها على أبناء الزوج .

 

ولاشك أن الموروثات الثقافية قد لعبت دورا كبيرا في وضع زوجة الأب في قفص الاتهام عبر تكريس المفاهيم المغلوطة عنها وإظهار سوء نيتها ،حيث أن الثقافة السائدة تصورها على أنها امرأة قاسية مدمرة لأبناء الزوج.

 

وعكست الدراما والأفلام صورا والإعلام بأنواعه مشاهد قاسية لتعذيب الأبناء على يد زوجة أبيهم، بينما تحفل قصص الأطفال بالعديد من الصفات السيئة في زوجة الأب باعتبارها متكبرة، وأنانية، تأكلها الغيرة من حب الزوج لأبنائه، ومتجردة من قيم الوفاء والإخلاص، ولا تفكر إلا في أبنائها وتكره أبناء زوجها وتسيء معاملتهم، كما في قصص “سندريلا”. وفي سنو وايت “بياض الثلج والأقزام السبعة” تبدو شريرة متكبرة، تغار كثيراً من حب الملك لأطفاله كما في “الإوزات البريات”،

وغيرها من جرائم ترتكبها زوجات الآباء بحق الأبناء بشكل يوجع قلوبنا على الصغار، دون رحمة او ضمير او مخافة رب العالمين .

غير أن الميديا في المقابل لا تلقي الضوء على *النماذج المشرقة* لزوجة الأب الحنونة والرحيمة والتي تعامل أبناء زوجها نفس معاملتها لأبنائها في غياب تام لمعنى الحق والانصاف.

 

نجد أن المجتمع يفتقر الى الوعي بأهمية نشر ثقافة الحب والمودة والتكيف داخل الأسرة التي تدخلها زوجة الأب وتصبح هي سيدة البيت، فالأبناء يتم حشو عقولهم بالتحذير من قسوة زوجة الأب المحتملة ومن غدرها ووحشيتها، وفي أقل تقدير فإن الأبناء يتوقعون من زوجة أبيهم أن ترعاهم وتحنو عليهم كما كانت تفعل أمهم، وعندما لا يجدون نفس المعاملة فإنهم يصفوها بالقسوة دون أن يحاولوا كسب ودها وصداقتها حتى تغدق عليهم بمشاعر الحنان.

 

الأفكار المغلوطة أفسدت العلاقات الاسرية ووضعت حاجزا نفسيا بينها وبين أبناء زوجها لا تستطيع السنوات علاجه او طمسه للأسف الشديد،

غير أن هناك نماذج إنسانية مشرقة لزوجات الأب اللواتي تحملن تربية أطفال ازواجهن منذ مرحلة المهد وتولدت بداخلهن مشاعر أمومة حقيقية تجاه هؤلاء الصغار حتى كبروا بينما هؤلاء الأبناء يحملون بداخلهم مشاعر الاعتزاز بمن ربتهم وأحنت عليهم خاصة وانهم لم يعرفوا في حياتهم أما أخرى غيرها او حتى لو عرفوا أماً توفاها الله او ابتعدت لأي سبب من الأسباب فبادلوها الحب والحنان.

 

وهذا يعنى أن زوجة الأب التي تصور في مختلف المجتمعات والثقافات على أنها بطلة لجرائم العنف والضرب والقسوة والتعذيب بحق أبناء زوجها، فهي أيضا بطلة حقيقة في التفاني في خدمة زوجها وتربية ابناءه ورعايتهم، وعلى ذلك فإنه ليس من العدل بمكان أن نعمم الصفات السلبية على زوجات الآباء، لأن البشر مختلفين في طبائعهم وشخصياتهم ودرجات الرحمة بداخلهم، ومن ثم فإن التعميم يسلب الشرفاء والرحماء حقهم في التقدير الإنساني ويخالف السنة الكونية للخالق في أهمية العمل بحسن الظن.

 

وفي تقديري اننا بحاجة الى نشر الوعي بأهمية تقديم صورة إيجابية لزوجة الأب بوصفها أما بديلة للأم الحقيقة، وأن نحاول إخراج ما بداخلها من حرج إنساني من جراء الصورة الثقافية السلبية عنها والتي لا ذنب لها فيها سوى أنها ارتبطت برجل له أبناء واوكلت إليها مهمة رعايتهم وتربيتهم.

 

واتصور أيضا اننا نعاني من الذكاء الاجتماعي الضروري لأبعاد مشاعر الغيرة داخل مؤسسة الاسرة، وكثير من مشاعر الغيرة هذه لدى زوجة الأب تنبع من تقديم الأب الرعاية والحنان لأبنائه بينما يهمل زوجته وإشباع حاجاتها من الاهتمام والاحترام والتقدير، وكذلك فإن الأب قد يميز أبناء زوجته الأولى عن أبناء زوجته الحالية فتتولد مشاعر الغيرة والكراهية بين الجميع.

المشكلات النفسية لدى الزوجة والتي قد تدفعها الى السلوك العدواني تجاه أبناء زوجها ومنها الغيرة الناتجة عن رغبتها في ألا يشاركها أحد في زوجها وفي حبه وحنانه حتى ولو كانوا أبنائه. و ان تتعلم ان الحياة مشاركة أخذ و عطاء و ان الحب لا يقتصر على شخص بل ان القلب يتسع لمحبة الجميع بشكل متساوي و منصف كما أنه يجب على الزوج مراقبة أولاده و متابعة شؤونهم ليتسنى له كشف أية جرائم او حتى إهمال و تقصير بحقهم و معالجة الموقف و السيطرة على الأوضاع و بالمقابل زوجة الأب مكلفة أن تحمل في قلبها الحب و الرحمة مهما فعل الصغار لأنهم اطفال لا يفقهون شيء غير مدركين لما يقومون به ليسوا بالغين عاقلين مدركين لابعاد ما يفعلونه فهم مازالوا غير ناضجين فمن الأولى ان تحتويهم و تصادقهم و تحنو عليهم و تسامحهم و تضع نفسها بمكانهم او حتى أولادها بمكانهم فهل سترضى لنفسها و اولادها ما ترضاه لأولاد الزوج

 

القصة بالأساس أخلاقية و إنسانية و تربوية و عاطفية لأن الانسان الطيب لن يخرج منه سوى الطيب مهما حصل خاصة مع اطفال يحملون البراءة و يتحملون الظروف كالكبار.

إن زوجة الأب المؤمنة التي تخشى الله في كل ما تفعله، يكون لإيمانها آثار إيجابية على حُسن معاملتها لأبناء زوجها سواء كانوا بنين أو بنات، وتربيتهم التربية الإسلامية منذ نعومة أظفارهم، وتصل بهم إلى بر النجاة، لتعوض عنهم غياب الأم، الذي ينتج عنه في الغالب مشكلات نفسية للأطفال، المجتمع في غنى عنها!!

 

-هل زوجة الأَبِ تُعْتبر من الأَرحام التي يجب وصلُها؟

اولا : زَوْجَةُ الأَبِ لَا تُعْتَبَرُ مِنَ الأَرْحَامِ التي يَجِبُ وَصْلُهَا؛

 

وَلَا يَنْدَرِجُ تَحْتَ قَوْلِهِ تعالى: ﴿الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ﴾.

 

ثانياً : بر الأَب مطلوب شرعا،

ومنزلة الأَبِ لا يعرف قدرها إِلا من استحضر وُقُوفَهُ بَيْنَ يَدَيِ اللهِ تعالى يَوْمَ القِيَامَةِ، روى الترمذي عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «الوَالِدُ أَوْسَطُ أَبْوَابِ الجَنَّةِ، فَإِنْ شِئْتَ فَأَضِعْ ذَلِكَ البَابَ أَوْ احْفَظْهُ».

 

وَمِنْ بِرِّ الوَالِدِ أَنْ يُكْرِمَ الأَبْنَاءُ وَالبَنَاتُ زَوْجَةَ أَبِيهِمْ، وَأَنْ يَصِلُوهَا، لَا سِيَّمَا إِذَا كَانَ أَبُوهُمْ يَأْمُرُهُمْ بِذَلِكَ، لِأَنَّ طَاعَةَ الوَالِدِ في غَيْرِ مَعْصِيَةِ اللهِ تعالى وَاجِبَةٌ

 

وَبِنَاءً عَلَى ذَلِكَ:

_*عزيزتى الزوجة ،هذه رسالتى لزوجك*_ :

علم اولادك أنه ،

من الواجب شرعا أَن يصلوا زوجة أَبيهم وخاصة إِذا كان بأَمر منك، لأَن طاعتك واجبة عليهم.

 

كما يجب عليهم احترامها وَتقديرها إِكراما لك إِذا كنت حريص على تعليمهم برك، والتقرب إلى الله تعالى، ونيل رضاه، لأنه جاء في الحَدِيثِ الشَّرِيفِ الذي رواه البيهقي عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «رِضَا اللهِ مِنْ رِضَا الوَالِدَيْنِ، وَسَخَطُ اللهِ مِنْ سَخَطِ الوَالِدَيْنِ».

 

-لا تعطى فرصة لأحد أن يملأ عقول أبناءك بأفكار سلبية عن زوجة الأب حتى لايقع الأَولاد في العقوق، فالعاق لا يقبل منه مهما قدم من عمل، لِمَا وَرَدَ في الأَثَرِ: فَلْيَعْمَلِ العَاقُّ مَا شَاءَ فَلَنْ يَدْخُلَ الجَنَّةَ، وَليَعْمَلِ البَارُّ مَا شَاءَ أَنْ يَعْمَلَ فَلَنْ يَدْخُلَ النَّارَ.

 

-زوْجة الأَب لَا تعْتبر من الأَرحام بالنسْبة لِأولاد الزوج، وَلكن صلتهَا تجب إِكراماً للأَب.

-وهناك مسألة هامة أُحبّ أن أُنبهك إليها، وهي أن بعض الأبناء يظنون أن الإحسان لزوجة الأب فيه جحود لفضل الأم، أو نكران لجميلها على الأبناء، وهذا ظن خاطئ يدفع الأبناء لعدم الانسجام مع زوجة الأب.

 

وحتى لو كانتْ زوجة الأب غير عادلة فلا يعني هذا الإساءة إليها، بل الواجب مقابلة الإساءة بالقول أو بالفعل بالإحسان إليها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق