المميزةمن القلب للقلب
الرد على رسالة…..هربيها على إيدى واتجوزها

تقديم/د. أماني موسي
بنت خام
.
انت عارف يعنى ايه بنت خام
يعنى تحكى لك حكاية عمرها من البداية
للسلام
يعنى تعمل لك اجندة باللى بتقابله طول حياتها
من ميلادها ولحد ما قابلت جنابك يا هُمام
عن كل واحد شاور لها من اول كلمة
سلام عليكم
وكل واحد اتقدم لها وكان هيدفع مهر كام
وبالمره تبقى تذكر لك بقى
الداية اللى ولِدت امها ادوها كام
يعنى من الاخر كده
تستأذن جنابك لما تيجى تدخل تنام
بس قول لى يا اللى عايز بنت خام
انت بسلامة خطوتك على الارض
من يوم ما اتولدت ولحد ما خط شنبك
من البنات اللى عرفتهم وقابلتهم وكلمتهم وعلقتهم
عشمت كام ؟!
طب بلاش دول
قولى جنابك عاكست كام ؟! ضايقت كام ؟!
روحت لكام واحده وقلت عنها اسوأ كلام
لا دى طويلة .. دى قصيرة.. لا دى تخينة ومبعجرة
لا دى كبيرة عليا ولا دى صغيرة
لما انت عايز بنت خام
ما تسيب بنات الناس فى حالها وبدل ما ترمى بلاك عليهم
قول سلام
ولا اقولك حاجه احلى
اقعد جنب مستشفى ولادة
واستنى واحده تولد لك بُنيه
ربيها على مزاجك وكيفك وحطها فى قمم
ولا سجن مفتاحه فى ايدك
واهى تبقى عمرها لا بصت كده ولا كده
واتصبحت بجنابك طول عمرها واتمست عليك
بس صدقنى ساعتها
انت فى عقلك الجامد
عمرك ما هتصدق ان اللى ربتها على ايدك
بنت خام .
نجد أن بعض الشباب تستهويه فكرة البحث عن الفتاة
“الخام” نتيجة لسيطرة غروره، أو خوفه من المرور بتجربة فاشلة لشخص آخر، معتقدا أنها صيد ثمين، وأن انعدام تجاربها العاطفية سيجعلها تخضع لمشكلاته النفسية ومعتقداته الخاطئة التي يريد إسقاطها على كل من حوله.
البنت ” الخام ” لفظ اجتماعي توصف به حينما تكون بلا تجارب أو تطلع واسع للحياة بخبراتها الواسعة.. فهي فقط تستعد للتعلم.. إلا أنها تجهل أن كل تعلم محبوب إلا تعلم المشاعر والتجارب .
سألناها تختارى مين لشريك حياتك.. قالت: “اللى مقطع السمكة وديلها”.. سألناه هتختار مين قال: “القطة المغمضة”..معايير اختيار شريك الحياة فى مصر بين الولد والبنت.
وحدة قياس خاصة ابتدعها المصريون لمعرفة مدى صلاحية شريك الحياة، ميزان من ذهب يزن عليه كل طرف فى العلاقة ما فعله الشخص الآخر فى الماضى، وبناءًا عليه يتحدد الرد سواء بالرفض أو القبول، وعلى الرغم من أن كلاهما يفكر بنفس الطريقة إلا أن الرجل يختلف عن المرأة فى شروطه حتى يوافق عليها كزوجة، وهى على عكسه تماماً تبحث عن شىء آخر فى هذا الرجل الذى يستقر عليه قلبها ولا ترضى بدون ذلك.
قد يتعرف الشاب على فتيات كثيرات، وقد يعجب بإحداهن أو يحبها، ولكن في الارتباط الرسمي، يعطي الأولوية دائماً للفتاة الخام.
هذا الهاجس يراود عدداً كبيراً من الشباب، ولديهم مبرراتهم، فقد يشك بعضهم من ماضي الفتاة، فحتى لو كانت خرجت مع شاب آخر، هو لا يثق فيما حدث بينهما، وهو لا يريد أن يتزوج امرأة لمسها شخص آخر.
خبرة ولا خام ، هنا ستكون الإجابة محسومة بكل تأكيد فـأى بنت مصرية أصيلة تبحث عن شريك للحياة، بشرط أن يكون سبق وأن ارتبط عشرات المرات وليس لديها مانع فى أن يكون وعد غيرها بالزواج وفى النهاية استقر فى الاختيار عليها، هذه التركيبة الغريبة تجعلها أكثر ميلاً لهذا الرجل دون غيره، فهو فى عينها الرجل الذى جمع من حوله عشرات الفتيات، وهو الآن بين يديها، سبب كاف لكثير من الفتيات للموافقة على شريك الحياة، ووفق تحليل الكثير من الفتيات أن هذه النوعية من الرجال يكون على حد تعبيرهن (شبعان.. وزهق من اللف).
أما على الجانب الآخر، نجد أن قواعد الرجل للاختيار مختلفة بكل تأكيد وأن من ستنول شرف الزواج منه والحصول على لقب عائلته هذه القطة المغمضة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، تكون أقصى معلوماتها عن الزواج أن “البوسة ممكن تخلينا نخلف”، غير مُطلعة لا تنشغل بغيره ،اهتماماتها بالحياة محدودة أفكارها وسقف طموحها أقل بكثير من سقف غرفة النوم، هذه هى المواصفات التى يفضلها الكثير من الرجال فى هذه البؤرة فى العالم، حتى إن ادعوا بغير ذلك، فأى رجل مصرى أصيل يبحث عن امرأة لا تحلم بسواه ولم تعرف عن عالم الذكور إلا ما سيطلعها عليه فقط.
هو.. بيحب القطة المغمضة
مهما اختلفت طريقة تفكيرهم فإجاباتهم لن تختلف كثيراً إذا عُرض عليهم سؤال “تحب تتجوز مين اللى جربت ولا القطة المغمضة؟”، قبل أن تنهى سؤالك ستكون إجابته حاضرة والتى لا تخرج بكل تأكيد عن “طبعاً البنت اللى ملهاش تجارب”، وهى كانت الإجابة ذاتها لعدد كبير الرجال، أنهم يفضلون البنت التى لم يسبق لها الارتباط بأى شكل من الأشكال، ويفضلوا الزواج من البنت التى تم تربيتها على إيدىهم وليس لها اى خبرات فى الحياة.
ارائهم لم تخرج خارج هذا الإطار الضيق فى المفاهيم، ونظرتهم إلى النساء بشكل عام، فلأنه يراها مُجرد جسد يعتقد أنها سلعة تباع وتشترى، يتخيل أنه إذا كانت على علاقة بشخص آخر أو حتى سبق لها وأن تمت خطبتها فهى بهذه الطريقة تكون تجاوزت كل الخطوط، وأنها فتاة سلوكها غير جيد، وجهة النظر هذه التى ظهرت واضحة فى ردود بعض الشباب “لايوجد رجل مصرى يقبل على نفسه الزواج من فتاة سبق لها الارتباط بأشخاص من قبله، وإذا لم تكن زوجة المستقبل بدون خبرات سابقة لن أتزوجها بكل تأكيد لأن لا شىء يجبرنى على الزواج من فتاة سبق وأن كانت على علاقة بأشخاص سابقين”.
الكثير يرفض الارتباط بتلك الفئة الخام وقلة تتعاطف معهم، ويراهم علم النفس والاجتماع ضحية ديكتاتورية الأسرة .
ومن الأسباب الجوهرية لاختيار الشاب للفتاة الخام فكرة (هربيها علي إيدي) أي أن يتعرف عليها صغيرة ليتولى هو تربيتها على طريقته، ليحدد لها مصيرها، وتصبح المرأة التي يريدها عقله، لتطيعه بشكل أعمى في قراراته، ولا ترى غيره، وتصبح مع الوقت انعكاساً له، فإن تحدث أنصتت، وإن غضب لا تناقشه، وإن تأخر في الخارج لا تسأل، وإن أعطاها القليل من المال لا تطلب زيادة، وإن أخبرها أن تقاطع صديقاتها أطاعت.. إلخ.
عادة ما ترتبط رغبة بعض الرجال في السعي للزواج من فتاة “خام” إلى رغبته في امتلاكها، بالإضافة إلى وجهة نظرهم أن الحياة الزوجية بهذه الطريقة ستكون مريحة بشكل أكبر.
عقلية الرجل المصرى لها حسابات خاصة خصوصاً إذا ارتبط الأمر بـ”الستات”، ترتفع لديه كافة هرمونات الذكورة وأفكاره البدائية ومعتقداته الخاطئة عن المرأة، حتى إذا بلغ درجة كبيرة من الانفتاح فهى مازالت بالنسبة له جسد وشهوة، وهو يبحث بها عن رجولته، لذا يجب أن تكون لم تكن لأحد غيره من قبل.
فى مجتمعنا البنت التى تصلح للزواج هى بكل تأكيد هذه التى لم يسبق لها الارتباط، قانون وضعه بعضهم لاختيار زوجة المستقبل وعلى الرغم من اختلاف ثقافتهم وطبائعهم إلا أن هذه الأفكار المجتمعية البالية ما تحكم هذه العقول وتتحكم فى درجة قياس وتقييم النساء فى بلدنا، فمن سبق لها الزواج مستعملة، ومن ارتبطت قبل الزواج فهى خرجت عن إطار الأدب والأخلاق وأنها يجب أن تُرجم بالنار أو تعاقب بالترك أو الإهمال أو عدم الزواج لأنها بالنسبة له لا تصلح للزواج أو تحمل مسئولية بيت، فبهذه الطريقة يرى الرجل المصرى المرأة، وهذه هى قواعده الظالمة لاختيار الزوجة.
(هى.. بتدور على الراجل اللى مقطع السمكة وديلها وعرف بنات بعدد شعر راسه)
على الجانب الآخر، تبحث الفتاةعن زوج وشريك للحياة بمعنى مختلف تماماً غير مفهوم الرجل عن الارتباط والحب والزواج،
الفتاة تبحث بمنطق مختلف لا يتشابه مع منطق الرجل فى الاختيار، إذا كان هو يبحث عن هذه المرأة التى لم يسبق لها الارتباط أو الدخول فى أى علاقة عاطفية من قبل، أما هى تبحث عن شخص مختلف تماماً هذا الذى سبق له الارتباط عشرات المرات وكان له مغامرات عاطفية تتجاوز شعر رأسه، هذا يجعلها أكثر فرحاً ورضا بهذه التجربة، التى تراها مختلفة وستنجح بها، لأنها حصلت على قلب رجل كان له عشرات الحكايات العاطفية وقرر أن يختارها هى دون غيرها.
فشروط الاختيار الآن تختلف كثيراً عن قواعد الاختيار فى الزمن الجميل،
(لأنها حاسة بالضعف فبتدور على الراجل المسيطر.. ولأنه عنده شعور بالنقص فبيختار المقهورة الغلبانة.. “الطب النفسى بيقول كده)
وجد الطب النفسى تفسيراً واضحاً لطريقة تفكير الرجل المصرى والمرأة على النقيض تماماً، أكد مينا جورج الطبيب النفسى بجامعة عين شمس ورئيس قسم التأهيل النفسى بالمستشفى تعليقاً على هذا وفيما يخص الرجل المصرى، قائلاً :”الرجل بطبيعته يعشق السيطرة، ويسعى لاختيار زوجة خام لا خبرة لها فى الحياة بشكل عام لأن هذا هو الأفضل بالنسبة له، وهذه هى الطريقة المضمونة لإثبات رجولته والحفاظ عليها فى الوقت نفسه، فيفضل أن تكون الزوجة مغلوبة مقهورة لا صوت لها، حتى يمارس عليها سلطاته كاملة، فضلاً عن أن هذا المجتمع المصرى ذكورى بطبعه، يعطى المساحة للرجل لكى يجرب كل شىء فى الحياة، ووقت الزواج يبحث عن امرأة خبرتها فى الحياة “زيرو”.
أما الست المصرية فهى فى الأساس تربت على مبدأ أنها مكسورة الجناح وقليلة الحيلة، ولا رأى لها فى الحياة، وأن كل ما يجب أن تقوم به يجب أن يكون من خلال رجل، وهو ما يجعلها تبحث عن رجل “سيطرة” بمعنى أنه سبق وأن ارتبط عشرات المرات، فهذا يضمن لها رجل قوى من وجهة نظرها، كما أن فكرة أنه ارتبط قبل ذلك تُشعرها بالثقة الزائدة بالنفس وأنها بذلك أفضل من كل النساء اللاتى ارتبط هو بهن، وهذا يجعلها تشعر بأنها “ست مفيش زيها اتنين”، وهذا يجلها تثق بنفسها أكثر، فهى تتعامل هنا بمنطق الحصول على “سيد الرجالة” وهو أمر يجعلها تشعر بالتميز عن غيرها من النساء الأخريات.
وعن اختيار كلاهما فيؤكد مينا جورج، أن هذه الاختيارات لا تنذر إلا بأننا نعيش فى مجتمع مريض، ونقص فى أنفسنا، لذا يبحث كلاهما عن ما ينقصه فى الشخص الأخر، لكى يشعر بالطمآنينة.