المميزةالنص الحلومن القلب للقلب
الرد على رسالة : معاناتي مع الحياة

تقدمه
د أماني موسى:
نواجه في حياتنا العديد من المشاكل والمواقف التي تجعلنا حيارى، لا نعرف كيف نتعامل مع هذه المشاكلات وماهي الحلول التي يمكن أن نقوم بها للتخلّص من هذه المشاكل، فكما نعلم أنّ المشاكل أكثر ما يقلق ويوتر الأشخاص، ويتراكم المشاكل فوق بعضها البعض دون وجود الحلول لهذه المشكلة قد يزيد من تفاقم المشكلات، والهروب من مواجهة المشكلة يعتبر بحد ذاته مشكلة؛ لأنه قد يوقعك في دوامة كبيرة لا تعرف كيف تتعامل معها ولا تعرف كيف تنقذ نفسك.
كل شخص لديه ردة فعل مختلفة عن الآخر وهذا بميز البشر عن بعضهم، كل شخص لديه اتجاه ومعتقدات تختلف عن الآخر فالنظرة للموقف تختلف من شخص لآخر ويدخل فيها عوامل التنشئة والبيئة والمجمتع، بالتالي في الطبع هناك اختلاف بين البشر من حيث نظرتهم للمشاكل منهم من يندب حظه ومنهم من يحاول ادراك المشكلة والسعي لحلها.
ولم تظهر الأفكار الإبداعية فجأة فى عقول الناس دون سبب واضح، بل نتيجة محاولة حل مشكلة معينة أو تحقيق هدف معين.
*خطوات مواجهة جميع المشاكل وحلها بطرق بسيطة*:
*تحديد المشكلة*
أول خطوة يجب اتباعها لمواجهة المشاكل التي تعكر صفو حياتك ، أن تحدد المشكلة بالضبط فإذا تعرفت على الأسباب والعوامل التي أدت لظهور هذه المشكلة ستكون قادرا على إيجاد الحلول ببساطة، فعندما تواجهك مشكلة يجب أن تجلس مع نفسك وتبدأ بالتفكير بهدوء ودون أي عصبية أو توتر، فحل المشكلات يحتاج لاسترخاء وتفكير جيد ومتمعن لإيجاد الحلول المناسبة التي تساعدك في جعل حياتك أكثر إشراقاً، وفي الكثير من الأحيان تكون المشكلة بظاهرها سبب معين، لكن ما خفي كان أعظم والسبب الرئيسي يحتاج منك لأن تكون أكثر حذرا فلا تستعجل في اتخاذ القرارات.
*وضع الفرضيات*
في أي مشكلة تواجه الإنسان بعد أن يحدد السبب الرئيسي للمشكلة يبدأ بوضع فرضيات أي تخمينات وحلول قد يقوم بفعلها فيقوم برصد مجموعة من الحلول لاختيار الأنسب، وفي هذه الخطوة عليه العناية الشديدة فعليه أن يبحث عن طرق ووسائل متعددة قد تساعده في التخلص من المشكلة ويُحكم عقلة تارة ويحكم قلبه تارة أخرى ، ويحدد أيهما أنسب للتعامل مع المشكلة وحاول أن تجد حلاً منصفاً يتناسب مع قلبك وعقلك، في عملية وضع الفرضيات عليك أن تتخيل الإيجابيات والسلبيات التي ستعود عليك عند اختيار إحدى الحلول التي قمت بوضعها، وبعد حساب الإيجابيات والسلبيات عليك باختبار الحل الذي يعود عليك بأكثر الإيجابيات وأقل السلبيات.
*الاستعانة بأهل الخبرة والمعرفة*
فكما نعلم أنّ هناك أشخاص لديهم قدرات ومهارات عالية تفوق قدراتنا ولهم مجال أوسع منا في حل المشكلات فعليك باللجوء إليهم لتستفيد من خبراتهم ويساعدونك في مواجهة المشاكل، ويرشدوك للطريق الصحيح الذي تستطيع سلكه لحل هذه المشكلة، وعليك أن تحدد المشكلة بشكل جيد للشخص الذي ستستعين به، كي لا تكون ارشاداته لا علاقة لها بالحل الذي تريده لمشكلتك فتتفاقم المشكلة، وعليك أن تستمع لنصائح هذا الشخص دون أي حزازية حتى لو كان الأمر يدعو للضيق فالمهم أن يكون لمصلحتك.
*السرعة في عملية حل المشكلة*
فبعد أن تعرفت على سبل العلاج للمشكلة عليك الاسراع في حل المشكلة ولا تتردد في ذلك فكلما تم حل المشكلة بطريقة أسرع كلما استطعت امتلاك زمام الأمور بشكل أفضل وكذلك تستطيع الحصول على نتائج أفضل، فكلما اتسع نطاق المشكلة كلما زاد المؤولون وزاد المخربون، الذين يتربصون لك وكل أملهم أن يوقعوك فلا تسمح لهم أن ينتهزوا هذه الفرصة وحكم عقلك وتدبر أمورك بكل حذر ودقة، وإياك في التساهل في هذه المشاكل فقد يحدث هذا التساهل تفاقم أكبر للمشكلة أو أن تقع في مشاكل أكبر منها فعليك أن تجد الحلول لمواجهة المشاكل أولاً بأول؛ وذلك لتضمن أنك ستجلس صافي الذهن مرتاح البال بعد حلك لمواجهة هذه المشاكل، وعليك أن تراقب فعالية ومدى نجاح هذه الحلول التي قمت بوضعها، فيجب أن تضمن الحصول على نتائج سليمة وإلا فعليك التفكير في طرق جديدة وطرق مختلفة عن السابقة وعليك ألّا تيأس من رحمة الله عزّ وجل، ولا يحطمك من حولك، فالذي يخطئ ليس بفاشل، الفاشل هو من لم يستطع الوقوف حين يسقط، فعليك أن تحرص على أن تتعدى مرحلة هذه المشاكل وتكتسب ثقتك بنفسك، وتطوير المهارات لديك إذا كنت بحاجة لذلك فجميع هذه الأشياء تعود عليك بالنفع وتزيدك تحمل للمسؤولية، وتجعلك تقدر ذاتك عندما تجد نفسك أصبحت جدير بالاعتماد عليه، فمواجهة المشاكل والقدرة على حل المشاكل هي من أهم القدرات التي يجب أن يتمتع بها الشخص، كي لا يجد المطبات الكثيرة في حياته ويقف أمامها عاجزا.
*تنمية قدراتك على مواجهة المشاكل*
تكون تنميتك لقدراتك في حل المشاكل من خلال تطوير نفسك، فلا تنتظر أن تقع في المشكلة كي تبدأ في البحث عن الحلول الأنسب بل تستطيع اكتساب المهارات من خلال قراءة القصص، التعرف على أشخاص جدد، تنمية علاقاتك الاجتماعية، تقوية شخصيتك، دراسة فن التعامل مع المواقف المختلفة، فكل هذا يتم حفظه في اللاوعي وعندما تتعرض لمشكلة تستطيع بسهولة إيجاد الحلول المناسبة كذلك يجعلك تقي نفسك من العديد من المشاكل فكلما أصبح الشخص متعلماً كلما كان لديه القدرة على التعامل أكثر مع المشاكل .
لذلك عليك أن تبدأ من الأن في تنمية مهاراتك وكذلك يمكنك تنمية مهاراتك من خلال اختيار للأشخاص الذين تعرفهم فعليك أن تتقرب دائماً بمن لديهم حنكة وذكاء وخبرات كثيرة؛ وذلك كي تستفيد من خبراتهم، كذلك يمكنك قراءة الكتب فمجال القراءة واسع ما خاب من جعل الكتاب صديقه ففي الكتب عالم يأخذك إلى أوسع الحدود و الأفق البعيدة لتحلق مع كبار الشخصيات والعلماء الذين تركوا بصمة في حياتهم في قدرتهم على التعامل في العديد من الأمور.
*لا تفقد الأمل بحل المشكلة مطلقاً*:
لعل من الأمور التي تُصعّب عليك حل المشكلة، وتُفقدك زمام الأمور لمواجهتها وإيجاد الحلول المناسبة والمنطقية لها: “سيطرة الحزن والاكتئاب عليك، وفقدان الأمل في الوصول إلى الحل الملائم”؛ لذلك عليك التذكر دائماً أنك لست الوحيد الذي تواجه المشكلات، وأن كل الناس معرضون إلى ذلك في حياتهم، وربما تكون مشكلاتهم أصعب بكثير من مشكلتك.
*تقبل الفشل، والتعلم منه*:
من الأمور التي تساعدك على حل المشكلات: “قبولك بفكرة النجاح والفشل، واعتبارهما جزءاً لا يتجزء من الحياة اليومية”.
كل ما عليك فعله هو تقوية ثقتك بنفسك، وتطوير مهاراتك والجوانب الشخصية العملية والمهنية والأخلاقية، والتعلم والاستفادة من كل التجارب التي مررت بها.
*نفذ الحل مباشرة*:
بعد أن تعثر على الحل المناسب، لا تطل التنفيذ، وسارع في معالجة المشكلة؛ فكلما حلت بطريقة أسرع، استطعت التحكم بالأمور بشكل أفضل، وقللت حجم الخسائر، وتمكنت من الحصول على أفضل النتائج.
لا تنسَ أن تأخذ الحيطة والحذر خلال حل المشكلة، وذلك لتلافي أي خطأ يمكن أن تقع فيه.
والابتعاد عن العشوائية في حل المشاكل واختيار الدقة.
وايضا لابد من التقييم المبكر لكل خطوة، تجنبا لتفاقم النتائج السلبية وازدياد الوضع سوءًا.
مما سبق يمكن تلخيص خصائص الشخص القادر على حل المشكلات في كونه شخص: محايد، متفائل، تفكيره علمي، منظم، اجتماعي، سريع الملاحظة ومبتكر، وهي خصائص يمكن تطويرها وتنميتها بسهولة من خلال الدراسة الأكاديمية لها أو من خلال الممارسة والخضوع لتجارب شخصية ومهنية والتعلم منها بشكل مستمر.