الرد على رسالة…رفقا بالقوارير

تقديم /د.امانى موسى

قد تتعرض المرأة لمعاناة مع زوجها العصبى وذلك لأنها لا تجد منه الاحترام في التعامل ، وقد يرتكب أخطاء كثيرة في حقها تجعلها حزينة.

يكون الزوج عصبيا بشدة بسبب ظروف العمل والضغوط التى يتعرض لها ,

وقد لا يتصرف مع زوجته بطريقة طيبة وهادئة نتيجة لعدم محبته إليها أي أنه لا يحترمها بسبب مشاعره الخالية تجاهها.

وقد تكون هناك محبة بينهما ولكن الزوجة تتفاجأ بطريقته السيئة وعدم احترامه لها، وذلك بسبب طباعه الصعبة وزيادة الخلافات والأزمات بينهما.

*دار الإفتاء*:

ما حكم الرجل الذي يهين زوجته وهل يجوز لها رد الإهانه :

لا يجوز للرجل أن يهين زوجته أو يضربها، لأن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال عن الزوج الذي يضرب زوجته ويهينها (إنهم ليسوا بخياركم).

وهذه مشكلة عند بعض الرجال بأنهم يعتقدون أنفسهم لا مثيل لهم ويفعلون ما يحلو لهم فيهينون زوجاتهم، إلا أن هذا أسلوب خطأ وليس له علاقة بالإسلام، فقال رسول الله ((خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي))، فكان صلى الله عليه وسلم يعامل الناس بالرفق واللين، مشيرًا الى أن معاملة الرجل للمرأة لست معاملة فرض وقوة، بل هي مسألة رحمة ومودة فالراحمون يرحمهم الرحمن.

وأكد الشرع على حق الضعيف في الرحمة به، وجعل المرأة أحد الضعيفين؛ فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «اللَّهُمَّ إنِّي أُحَرِّجُ حَقَّ الضَّعِيفَينِ: اليَتِيم وَالمَرْأة» رواه النسائي وابن ماجه بإسناد جيد كما قال الإمام النووي في “رياض الصالحين”، والمرأة أحق بالرحمة من غيرها؛ لضعف بنيتها واحتياجها في كثير من الأحيان إلى من يقوم بشأنها؛ ولذلك شبَّه النبي صلى الله عليه وآله وسلم النساء بالزجاج في الرقة واللطافة وضعف البنية، فقال لأنجشة: «ويحكَ يا أَنْجَشَةُ، رُوَيْدَكَ بِالقَوَارِيرِ» رواه الشيخان.

وقبل أن نطلب من الزوجة أن تحترم زوجها وأن لا يعلو صوتها عليه، على الزوج أيضًا أن يتعامل معها بصوت منخفض لأن المرأة على دين زوجها، كذلك إذا رفع الرجل صوته على زوجته فعليها ألا يعلو صوتها عليه لأن الأصل فى المرأة الاستكانة والحياء، فيجب أن يعامل كل واحد منهم الآخر برفق ولين كما أنه لا يوجد تفرقة بين الرجل والمرأة فى المعاملة فعلى كل واحد منهما أن يحترم الآخر.

*إذا أبكى الرجل زوجته*.. عن عبد الله بن مسعودٍ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر،

الكِبْرُ: بطَر الحق، وغمط الناس؛ رواه مسلم..

و إهانة الزوجة حرام، والتباهي بذلك نوع من أنواع الكبر ولا يدخل الجنة.

اما عن ضرب الزوج لزوجته على نحو مبرح لا يجوز شرعًا؛ فالنبي –صلى الله عليه وسلم- عندما فعل ذلك كان بالسواك، وهو أخف من القلم الرصاص.

ضرب الزوج لزوجته مرفوض من الناحية الشرعية؛ لأنه أمر يمس كرامها ومن الواجب عليه أن يراعيها حتى تستقيم الحياة بينهما.

إهانة الزوجة ظلم والظلم ظلمات يوم القيامة،

والنبي حذر من دعوة المظلوم، لأن دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب مشيرا إلى أن ظلم الزوجة أشد من ظلم أي شخص فهي سكن ومودة.

*عزيزتى الزوجة* :

لوضع حد لهذه الإهانة:

الزوج الذي يحب زوجته يستحيل إهانتها، حاولي أن تكسبي مودته ومحبته ، كوني له أم حنون وطفلة مرحة تسعده وعشيقة رومانسية تذيبه بكلماتها الجميلة ، لا تخجلي من زوجك واجعلي العلاقة بينكما قوية رائعة، ادعميه واجعليه يثق بك.

تفاخري به وبصفاته الحميدة، أكثري من الثناء عليه أمام أقاربه وأصدقائكم، إياكِ أن تحرجيه أو تهيني رجولته أمام الأقارب، بل ارفعي من شأنه ليرفع من قيمتك أمام الجميع، ويمكنك قراءة الكتب التي تساعدك في كيفية التعامل مع الزوج الذي يهين زوجته.

إذا حاولت بكل الطرق السابقة ولم يتحسن، عليكِ أن تتوجهي لشخص يستطيع الحديث معه وتوجيهه للصواب، فالسكوت عن حقك في أن تعيشي بكرامة سيجعله يتمادى.

مغادرة عش الزوجية، اجعليه الخيار الأخير

فالمرأة الحكيمة تستطيع معاقبة زوجها وهي في المنزل؛ عليكِ أن تتصرفي بهدوء وذكاء ومع المعاشرة ستتعرفين على كيفية التعامل مع الزوج الذي يهين زوجته وتوخي الأمور التي تجعل زوجك يهينك.

توجهى الى الله بهذا الدعاء:

“اللهم يا مؤلف القلوب الف بين قلبي وقلب زوجي برحمتك يا ارحم الراحمين اللهم ارزقني بره وارزقه بري . اللهم حببني الى قلبه وجملني في عينه واستر عيوبي عنه واستر عيوبه عني وألف بين قلوبنا واجمعنا في الفردوس الأعلى من الجنة. اللهم اجعل غضب زوجي على بردا وسلاما كم جعلت النار بردا وسلاما على سيدنا ابراهيم”.