المميزةالنص الحلومن القلب للقلب

الرد على رسالة : الوسادة الخالية

 

تقدمه

د.أماني موسى

أسير أنا في هذه الحياة، فالحزن يرافقني، والفرح يهجرني، والعباد ترمقني بنظرات تتعبني.
سألت نفسي لم قد يتخوف الرجل من الزواج؟
الرجل بطبعه لا يحب أبداً أن يظهر كالعاجز عن تدبير أموره وتحمل مسئولياته، حتى وإن كان لا يتحملها من الأساس! هو يحب دوماً أن يظهر في هيئة الرجل المسيطر على زمام الأمور، المتحكم في كل شيء، كالقائد الماهر الذي يقود عربته بيد واحدة، وبالتالي فكرة أن الزواج قد يكون سبباً في إحراجه مادياً وإظهاره بالرجل المقصّر هي فكرة لا يستهويها على الإطلاق. الزواج يتطلب نوعا ما من التقيد خاصة بعد إنجاب الأطفال لذلك يتردد الرجال على هذه الخطوة، فمن الصعب أن ينتقل الرجل من مرحلة عازب إلى متزوج مسؤول عن أسرة بأكملها، قد يعتقد البعض أنه يقضي على حريته بهذا القرار!
يتجنب الكثير من الرجال الزواج لأسباب مختلفة منها الخوف من تحمل المسئولية أو التقييد بأسرة وغيرها من الأسباب التي يتحجج بها بعض الرجال للعزوف عن الزواج.

 

ومن أكثر الأسباب الشائعة لعزوف الرجال عن الزواج:

*لا يشعر بالضغط*

بعض الرجال لا يتعرضون لضغط للزواج من قبل أصدقائهم أو أقاربهم، لذلك لا ينشغلون طوال الوقت بفكرة الزواج ولا يهتمون بالبحث عن شريكة حياتهم.

*طلبات الزواج*

يخشى بعض الرجال الزواج بسبب متطلباته من شراء شقة وقطع أثاث وغيرها من مستلزمات الزواج، التى تكلفه الكثير من النقود، لذلك يجد نفسه بأنه ليس مؤهل لهذه المرحلة فيتراجع عن تنفيذ الفكرة.

*الخوف من الالتزام*

يخشى الكثير من الرجال الزواج لأنه لا يريد أن يدخل فى علاقة جادة ويصبح مطالب بالالتزام بها، وإنهاء حياة الحرية التي عاش فيها لسنوات طويلة.

*تغيير السلوك*

نجد الكثير من الرجال يضطرون لتغيير سلوكهم بعد الزواج، لذا فهو يعتقد أنه يتطلب الكثير من التضحيات، لذلك يفضل أن يظل عازباً.

*الخوف من الطلاق*

الطلاق يهدد حياة الرجال والنساء، واستقرارهم، لذلك يخشى بعض الرجال الزواج بسبب رغبته في الاستقرار وتكوين أسرة، ولا يرغب في العيش بمفرده بعد أن اعتاد على الحياة المستقرة الهادئة.

*الجهل بفوائد الزواج*

يجهل بعض الرجال فوائد الزواج، التي أشارت إليها بعض الدراسات منها أن الزواج له تأثير إيجابي على صحة الرجل العقلية، وأيضًا يحد من شعوره بالوحدة والاكتئاب، ويساعده على طول عمره وتحافظ على صحته، وهذا ما يجهله الكثير من الرجال.

*أهمية الزواج وحكمه والرد على من يرغبون عنه
السؤال:*

أيهما أفضل الزواج، أم عدمه، مع العلم أن عددًا من كبار العلماء كانوا عزابًا، كالطبري شيخ المفسرين، أو ابن تيمية إمام أهل السنة، والعقيدة، والمجاهد في سبيل الله، وغيرهما.

الجواب:

لا كلام في أنَّ الزواج هو السنة، ولا كلام في أن الواجب على المؤمنين أن يعتنوا بالزواج، ولا يتركوه، وإن تركه بعض الناس لأسباب، قد يكون تركها؛ لأنه ما فيه شهوة، قد يكون شغل عنه، قد يكون لأسباب ما علمناها، أما الرسول ﷺ فقد حث على الزواج، وقبل ذلك في كتاب الله، قال الله -جل وعلا-: فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ [النساء:3] وقال وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ [النور:32].

فالزواج أمر مطلوب لا بد منه، فهو واجب في الجملة، والنبي صلى الله عليه وسلم قال: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة؛ فليتزوج، فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع؛ فعليه بالصوم، فإنه له وجاء وقال: تزوجوا الولود الودود؛ فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة.

فالمقصود: أنه ﷺ حث على الزواج ،كما حث عليه كتاب الله ،فالقول بأن الزواج يترك، أو يشرع تركه، أو كذا، هذا منكر من القول، ولو فعل ذلك بعض الناس، إن صح أن ابن جرير ما تزوج، أو صح أن شيخ الإسلام لم يتزوج، قد يكون لهما أعذار، لكن ليسوا حجة في هذا الأمر، والرسول ﷺ قد بين هذا الأمر، شيء قد بينه الرسول، وبينه الله ليس لأحد كلام في مخالفة ذلك كائنًا من كان، بل يجب أن يؤخذ بقول الله، ورسوله، ولو تركه كثير من الناس، فلا عبرة بتركهم؛ لأنهم قد يكونون معذورين، وأيضًا ليسوا حجة فيما يخالف شرع الله.

السؤال هنا : الأمر للوجوب، أم على التخيير؟

الجواب: للوجوب على الصحيح، وقال بعض أهل العلم: يجب عند خوف الفاحشة إذا اشتدت به الشهوة، ولكن الأصل هو للوجوب مطلقًا إذا قدر؛ لأنه إذا قدر يحصن فرجه بذلك، ويتباعد عن أسباب الشر.

والرسول ﷺ قال: يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة؛ فليتزوج يعني استطاع مؤنة الزواج؛ فليتزوج، فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج،
حث على النكاح، وعلى الآباء أن يسارعوا في تزويج أبنائهم، وبناتهم، وأن لا يردوا الكفء إذا خطب وإن تعاونوا على ذلك في تسهيل المهور، وتسهيل الولائم، وعدم التكلف في هذه الأمور حتى يسهلوا لأبنائهم، ولبناتهم، ما شرع الله من الزواج.

أمّا إذا عجز، ولم يستطع؛ فعليه بالصوم -كما قاله النبي ﷺ، والاستعفاف، وقد أمر الله بذلك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق