أخبار

الرد على رسالة ..المرأة الخارقة

 

تقدمه:

د.أماني موسى

 

هل سمعت عن متلازمة المرأة الخارقة من قبل؟

إنها شائعة جدًا بين النساء اللاتي يقمن بتنفيذ آلاف المهام والإلتزام بآلاف المسؤوليات دون إظهار التعب.

وقبل التعرف أكثر عليها، من المهم توضيح أنه، إلى الآن، هذه المتلازمة غير معترف بها رسميًا من قبل المجتمع الطبي ولم يتم تصنيفها كمرض، أو اضطراب في الشخصية، و لم يتم مناقشتها بشكل واسع.

 

المرأة الخارقة،قوية، تظهر بمظهر الفرد الذي لا يقهر، وتبدو وكأنها تمتلك القوة لمواجهة أي صعوبات في حياتها. تتصرف وكأن جميع من حولها غير مؤهلين، أي أنها الوحيدة التي تستطيع القيام بالمهام بشكل مناسب.

برغم ذلك يجب توضيح أن هذه السلوكيات ليست إيجابية إطلاقًا، بل قد تؤدي بسهولة إلى الإجهاد العاطفي، فبعض الدراسات تربط بينها وبين القلق والضغط العصبي والتوتر.

وكما تشير بعض الأبحاث، عندما لا تتمكن هذه المرأة من تلبية توقعاتها العالية، يمكنها الشعور بالذنب، التعب المزمن، المعاناة من الأفكار السلبية، وحتى الاكتئاب.

السيدة المصابة بمتلازمة المرأة الخارقة تعانى من تضخم الذات بعض الشئ، ويظهر ذلك عليها فى عدم طلبها المساعدة، مهما كانت مرهقة، أو فى حاجة إليها،وتقدير الأنا بشكل مبالغ فيه والفخر الدائم بالإنجازات وإن كانت لا تستحق الذكر.

عدم اظهار الضعف حتى في الظروف التي تدفعها الى الشعور بذلك. تسعد كثيراً بمدحها، خاصة عندما يلقبها الآخرون، بلقب المرأة الخارقة. ونجد أن الكثير من النساء المصابات بمتلازمة المرأة الخارقة، تتحسن حالتهم النفسية، بسبب ما يحصلون عليه من إطراء، ومدح، من محيطهم، بسبب ما يقومون به. يشعرن أيضاً بثقة كبيرة بالنفس، بيقظة ذهنية، وفطنة عالية.

وينعكس تصرفات المرأة الخارقة، على من حولها، حيث يشعرون بالإطمئنان، و الكثير من الراحة، لأنها تهتم بكل أمر يخص من حولها.

المنقذ فى المواقف الصعبة، حيث تقوم بكثير من المهام، التي يستصعبها الكثيرون، لذلك يطلقون عليها المرأة الخارقة.

نادرا ما تتذمر، وتشتكي، لأن هذا يشعرها بالضعف، و هى لا تريد أن تشعر بذلك.

 

يغلب على مصابات تلك المتلازمة، ظهور عدد من العوارض، التى تنتشر بينهم،

وتؤكد الأبحاث أنه عندما لا تتمكن هؤلاء النساء من الارتقاء إلى مستوى توقعاتهن الخاصة، يمكن أن يعانين من الشعور بالذنب والإرهاق المزمن ، وحتى القلق والاكتئاب.

 

*صفات المرأة الخارقة*

بشكل عام، من بين أبرز الخصال التي تتسم بها المرأة الخارقة التالي:

 

* تقوم بمهام فردية ولا يمكنها العمل بشكل جيد في مجموعات وهذا يتطلب عدم وجود فريق عمل .

 

*ترفض تفويض المسؤوليات لشخص آخر، وتشعر بالفخر عندما تحقق الأشياء بشكل شخصي.

 

* لا تطلب المساعدة أبدا، حتى في أسوأ اللحظات.

 

* يكون مستوى الأنا لديها عاليا.

 

* هى امرأة فخورة بنفسها ولا تظهر أبدا العلامات التي تدل على شعورها بالضعف.

 

* تقبل جميع المهام الموكلة إليها في العمل، حتى لو كانت على وشك الإنهيار.

 

* تشعر بأنها في حال طلبها الدعم فسيُنظر إليها على أنها ضعيفة أو عاجزة.

*طرق اكتشاف المتلازمة*:

1. ضغط عصبي،دائما فى حالة توتر، و قلق، يصل الى حد الشعور بالضغوط تتفاقم.

2. صعوبة النوم رغم الإرهاق الشديد .

3. نادرا ما تشعر بالراحة.

4. تراكم الأهداف دون تحقيقها بسبب التسويف، والانشغال، بالكثير من المهام. أو تتطلب بذل المزيد من الجهود.

5. صعوبة في قول كلمة “لا” عندما يتم تكليفها بمهمة.

6.القلق من الرغبة في تحقيق كل شيء.

7.لديها رغبة دائمة، فى تحقيق الكثير من الأهداف، و تشعر بالقلق، من الاخفاق فى ذلك.

 

*علاج متلازمة المرأة الخارقة*

إذا لاحظت أنك تتسمين ببعض الصفات السابقة، فيجب أن تعملي على تحقيق رفاهيتك، وحاولي تغيير هذا النمط من السلوك الضار، وهذا ما عليك فعله:

*ضعى فى اعتبارك، أنك لست مسئولة عن حياة، وسعادة من حولك، فكل شخص، مسئول عن حياته، وسعادته.

* ينبغي أن تكوني مدركة أنك إنسانة عادية محدودة الطاقة، و بشر عادى، و ليس خارق، أى أنك يا سيدتى، لست امرأة خارقة، بل بشر مثل الجميع.

*تعلمى أن توكلي، بعض المهام للآخرين، فلا ضرار من ذلك، بل العكس صحيح.

*لا تترددي أبدا، في طلب المساعدة، متى كنت بحاجة لها، بل يجب عليكي فعل ذلك.

*كفى عن نزعة التحكم، فى كل الأمور، فذلك سوف يكون مرهق لك، فلن تسير الأمور دائما كما تتمنيها.

*تخلي عن اندفاعك للتحكم في كل شيء ،مهما حاولت، لن تسير الأمور دائمًا كما يروق لك؛ لذلك يجب أن تتركي مساحة لعدم اليقين كي تسير الأحداث بشكل تلقائي.

*تذكري أن كل شخص مسؤول عن حياته الخاصة، ومن الجيد أن ترغبي في مساعدة الآخرين، لكن من المحتمل أن يصبح ذلك أمرا ضارا عندما تصرين على القيام بكل شيء من أجلهم.

*تعلمي تفويض المهام للآخرين، كما يمكن للآخرين أيضًا أداء الكثير من المهام بشكل جيد. ولا تتصرفي كما لو أن الآخرين لا يتسمون بالكفاءة اللازمة، لأن ذلك سيحد من قدرتهم على تطوير أنفسهم.

* اطلبي المساعدة إذا كنت بحاجة لها، ولا تتواني في الحصول على بعض الدعم الإضافي والإرشاد من طبيب نفسي.

* اتبعي هذه الإرشادات، وستفاجئين بالنتائج الإيجابية. ركزي على نفسك وابدئي في تحديد أولوياتك. بذلك ستحصلين على جودة حياة أعلى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق