صحتك تهمنا

الرد على رسالة التهاب البروستاتا …مرض العصر

يجب إجراء فحص البروستات سنوياً مدى الحياة.

تقديم د. أمانى موسى

التهاب البروستاتا المزمن

أحد الظواهر الشائعة التي تحدث عند الرجال، وذلك عندما يستمر الالتهاب لمدة تزيد عن 3 أشهر، وقد شهدت السنوات الأخيرة تزايد ملحوظ في نسب الإصابة بالمرض.

 

**أنواع التهاب البروستاتا المزمن :

يمكن تقسيم أنواع التهابات البروستاتا المزمن إلى ما يأتي:

 

*التهاب البروستاتا الجرثومي المزمن (Chronic bacterial prostatitis) :

 

يحدث هذا النوع من الالتهاب نتيجة الإصابة بأحد أنواع الجراثيم، وتعتبر هذه العدوى أكثر اعتدالًا لكنها متواصلة ومزعجة.

يتم تشخيص هذا الالتهاب عن طريق عمل مزرعة (culture) أو من خلال التصوير المجهري لخلايا الدم البيضاء (leukocyte) في إفرازات البروستاتا.

يتم علاج هذا الالتهاب بجرعات عالية من المضادات الحيوية الملائمة لحساسية الجرثومة، والتي يتم تناولها عن طريق الفم لفترة لا تقل عن 4 – 6 أسابيع.

يجب إجراء فحص عمل مزرعة بعد الانتهاء من العلاج للتأكد من القضاء على الجراثيم.

*التهاب البروستاتا غير البكتيري المزمن (Chronic Non – Bacterial Prostatitis)

أو ما يسمى متلازمة ألم الحوض المزمن (Chronic Pelvic Pain Syndrome – CPPS):

حيث لا يتم إثبات وجود التهاب في المنطقة، وتعد هذه الحالة الأصعب من ناحية التشخيص وتقديم العلاج المناسب، وبالتالي فقد تم تقسيمها إلى مجموعتين فرعيتين كما يأتي:

 

1. متلازمة الألم المزمن الالتهابي (Inflammatory Chronic Pain Syndrome) :

 

لا يوجد أدلة مباشرة بوجود الجراثيم في متلازمة الألم المزمن، ولكن هناك دلائل لوجود عدوى مثل وجود خلايا دم بيضاء في إفرازات سائل البروستاتا وفي البول الناتج عن تدليك البروستاتا وفي السائل المنوي (Semen).

 

2. متلازمة ألم الحوض المزمن اللاجرثومي (Non Inflammatory Chronic Pelvic Pain Syndrome)

لا يوجد أدلة بوجود التهاب في هذا النوع، حيث لا توجد خلايا دم بيضاء أو أي دليل آخر على وجود التهاب، ومن الجدير بالذكر أنه لم يتم إيجاد مسبب المرض في هذا النوع من المرض خلافًا للأنواع الأخرى.

 

**التهاب بروستاتا عديم الأعراض (Asymptomatic Inflammatory Prostatitis – AIP) :

في هذا الالتهاب لا يعاني المريض من أية أعراض، ولكن يمكن إيجاد خلايا دم بيضاء في الإفرازات أو في نسيج البروستات من خلال استيضاح اضطرابات أخرى، وفي معظم الأحيان لا يتم تقديم أية علاج لهذا الحالة.

 

**أعراض التهاب البروستاتا المزمن :

 

– ألم شديد في الحوض قد يكون مستمر أو متقطع.

الحاجة للتبول بشكل متكرر خصوصًا فترة الليل.

– ألم أثناء التبول، وظهور دم في التبول في بعض الأحيان.

– صعوبة التبول، ما يؤدي إلى تراكم البول في المثانة والإصابة باحتباس البول الحاد.

– ألم في العجان، وهي المنطقة التي تقع بين كيس الصفن والمستقيم.

– ألم وصعوبة في القذف.

– ألم في أسفل الظهر أو في الخصيتين.

– علامات عدوى، مثل: الحمى، والغثيان، والقيء.

ألم في الحوض بعد ممارسة العلاقة الزوجية.

 

**أسباب وعوامل خطر التهاب البروستاتا المزمن :

 

أسباب الإصابة بالتهاب البروستاتا المزمن

يمكن تقسيم أسباب التهاب البروستاتا المزمن تبعًا لنوعه كما يأتي:

 

1. أسباب التهاب البروستاتا المزمن الجرثومي :

يحدث هذا النوع من الالتهاب نتيجة الإصابة بعدوى بكتيرية، وعادة ما تحدث الإصابة بعد التهاب المسالك البولية أو بعد علاج التهاب البروستاتا الحاد.

 

2. أسباب التهاب البروستاتا المزمن غير الجرثومي :

لا ينتج هذا النوع من الالتهاب عن عدوى بكتيرية، وقد يعود لأسباب عدة، مثل: الإجهاد النفسي، وتلف المسالك البولية، والتعرض لإصابة ما في المنطقة.

 

**عوامل خطر الإصابة بالتهاب البروستاتا المزمن

تشمل عوامل خطر الإصابة بالتهاب البروستاتا المزمن ما يأتي:

 

– عدوى في المسالك البولية.

– اللجوء إلى القسطرة البولية.

– عدوى منقولة عن طريق الاتصال الجنسي.

– الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية.

– إصابة في الحوض.

– العنف الجنسي.

 

**مضاعفات التهاب البروستاتا المزمن

 

– تسمم الدم.

– تكون القيح في البروستاتا.

– التهاب الأعضاء الجنسية لقربها من البروستاتا.

– العجز الجنسي.

**تشخيص التهاب البروستاتا المزمن :

يعتمد تشخيص التهاب البروستاتا المزمن على الأعراض الظاهرة على المريض والتاريخ الطبي، كما يقوم الطبيب لإجراء بعض الفحوصات كما يأتي:

 

– فحص المستقيم:

حيث يقوم الطبيب بإدخال إصبع إلى المستقيم لفحص وجود أية انتفاخ في البروستاتا، وبناءً على ذلك يتم تحديد العلاج الملائم.

– فحص البول أو السائل المنوي:

حيث يمكن من خلاله هذه الفحوصات البحث عن علامات العدوى إضافة إلى أية مشكلات في البروستاتا.

– خزعة البروستاتا:

حيث يقوم الطبيب بأخذ عينة من أنسجة البروستاتا بواسطة إبرة دقيقة ليتم فحصها.

 

**فحوصات أخرى:

وتشمل التصوير بالموجات فوق الصوتية وتنظير المثانة، وفحص البروستاتا.

 

**علاج التهاب البروستاتا المزمن :

من المهم معرفة أنه لا يتم تقديم العلاج سوى للمرضى الذين تظهر عليهم أعراض الالتهاب، ويمكن علاج الحالة من خلال ما يأتي:

 

– المضادات الحيوية :

تعد المضادات الحيوية أحد أكثر الأدوية فعالية في علاج التهاب البروستاتا المزمن، حيث يتم تقديم العلاج بواسطة مضادات حيوية لمدة أسبوعين، وفي حال وجود جرثومة غير مألوفة يجب الاستمرار بالعلاج لـمدة 2 – 4 أسابيع إضافية.

 

لا يوصى بالعلاج بالمضادات الحيوية لفترة طويلة دون إثبات وجود جراثيم خوفًا من تطور سلالات جرثومية مقاومة للمضادات الحيوية.

 

– حاصرات مستقبلات ألفا (Alpha blocker)

قد يكون العلاج ببعض الأدوية الحاصرة لمستقبلات ألفا فعال في علاج التهاب البروستاتا، حيث يتم العلاج بواسطة لمدة 3 – 6 أشهر عند معظم المرضى، بينما يتم العلاج لفترة زمنية أطول لدى المرضى الذين يعانون من انسداد حتى لو كان بسيطًا.

 

– العلاج الفيزيائي (physiotherapy)

يمكن الاستعانة بالعلاج الفيزيائي أو ما يسمى العلاج الطبيعي أثناء العلاج بالمضادات الحيوية، إذ يساعد ذلك على تخفيف الآلام التي يعاني منها المريض، وتشمل طرق العلاج هذه ما يأتي:

 

؛ التدفئة.

؛ موجات الميكرويف (Microwaves).

؛ تحسين تدفق الدم.

؛ تدليك البروستاتا.

؛ تدليك قاعدة الحوض.

؛ الوخز بالإبر.

 

عزيزى صاحب الرسالة؟

الاجابة على الاسئلة الواردة فى الرسالة :

1. هل التهاب البروستاتا يسبب العقم؟

هنا تعتمد الإجابة على نوع الالتهاب الذي تعاني منه، وبشكل عام فإن التهاب البروستاتا لا يسبب العقم خصوصاً في حال تم الخضوع للعلاج المناسب دون تأخير، أما في حال التأخر في علاج الالتهاب فقد يؤثر في خصوبة الرجل نتيجة انخفاض عدد الحيوانات المنوية.

 

تتطور اضطرابات الخصوبة الناجمة عن التهاب البروستاتا في العادة نتيجة الإصابة بالتهاب البروستاتا غير المصحوب بالأعراض، ففي هذه الحالة قد تطول فترة الإصابة دون علاج، وهو ما قد يؤدي إلى تطور المضاعفات الصحية.

 

2. وبأي عمر يجب البدء بإجراء الفحص الأولي

للكشف عن تضخم البروستاتا واضطرابات التبول؟

الواقع أنه ما من برنامج محدد لأوقات إجراء الفحوصات. ففي فترة العشرينات والثلاثينات من العمر، ليس من الضروري عموماً القيام بفحص سنوي ما لم يكن لك تاريخ صحي عائلي حافل بحالات اعتلال البروستات أو كنت تعاني من أعراض مرتبطة بغدة البروستاتا.

 

ولكن مع بلوغ العقد الرابع، يجب إجراء فحص البروستات سنوياً مدى الحياة. ويختلف مضمون الفحص العادي اعتماداً على السن والطبيب إضافة إلى التاريخ الصحي العائلي ونتائج الفحوصات.

 

يخضع معظم الرجال لفحص البروستات أثناء الفحص الجسدي السنوي. فإضافةً إلى الإجراءات والفحوصات العادية التي يشتمل عليها هذا الفحص، كفحص ضغط الدم والرئتين.

3. هل عملية تضخم البروستاتا واضطرابات التبول يؤدي إلى الضعف الجنسي؟

مضاعفات تضخم البروستاتا الحميد: 1- عدم القدرة على التبول المفاجئ . 2- التهابات المسالك البولية . 3- الحصيات البولية . 4- اضطرابات في الكلية . 5- دم في البول . وهذه كلها تؤثر على الانتصاب والرغبة الجنسية

 

4. هل ممارسة الجماع تؤدي إلى تفاقم الحالة المرضية؟

 

لا، لن يؤدي الإكثار من الجماع إلى تطور التهاب في البروستاتا، حتى في حال الإصابة بالتهاب أو احتقان في البروستاتا فإن الجماع لن يؤدي إلى تفاقم المشكلة بل قد يساهم في التخفيف من أعراض التهاب أو احتقان البروستاتا، إلا أن حالات التهاب البروستاتا الشديدة قد تكون مصحوبة بألم عند القذف مما قد يؤدي بدوره إلى انخفاض معدل الجماع خلال فترة الإصابة.

يشار أنه لا يوجد حد معين للجماع، ولا تؤثر كثرة الجماع على الصحة إطلاقًا، خصوصًا في حال عدم استخدام أي من الأدوية أو المقويات الجنسية، أما الإفراط في استخدام هذه المقويات فقد يؤدي إلى إضعاف عضلة القلب.

 

أنصحك بمراجعة الطبيب دون تأخير لأن مشكلة التهاب البروستاتا قد تؤدي إلى تطور بعض المضاعفات الصحية في حال إهمال علاجها.

 

*”الوقاية من التهاب البروستاتا المزمن :

تعتمد طرق الوقاية من الإصابة بالتهاب البروستاتا المزمن في تجنب الأسباب وعوامل الخطر قدر الإمكان، وعادةً ما يوصى المصابين بالمرض ببعض الإرشادات كما يأتي:

 

– تجنب الأطعمة التي تسبب تهيج الحالة، مثل: الكافيين، والحمضيات، والأطعمة الغنية بالتوابل.

– استخدام الحمام الساخن، إذ يساعد على الاسترخاء وتخفيف الألم.

– شرب الكثير من السوائل للمساعدة على التخلص من البكتيريا.

– التوقف عن الأنشطة التي تزيد من حدة الألم، مثل: ركوب الدراجات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق