المميزةالنص الحلومن القلب للقلب
الرد على رسالة …..الابتزاز العاطفى

تقدمه
د.أماني موسى
عندما يستخدم الناس في حياتك الخوف والإلزام والشعور بالذنب للتلاعب بك وبمشاعرك ….*الابتزاز العاطفى*
وجود شخص فى حياتك يحاول الحصول على ما يريده منك، وسبيله لتحقيق ذلك هو التلاعب بك وبمشاعرك.
إذن يُعرف الابتزاز العاطفي بأنه طريقة يوظف فيها شخص ما مشاعرك بوصفها طريقة للتحكم في سلوكك أو إقناعك برؤية الأشياء بطريقته.
ويتضمن الابتزاز العاطفي عادة.. شخصين تجمع بينهما علاقة شخصية قوية، أو علاقة حميمية (الأم والابنة، والزوج والزوجة، والشقيقتين، الأصدقاء المقربين).
ونجد أنه عند التعرض للابتزاز العاطفي ،يصبح الشخص رهينة عاطفية للآخر .
ولكي ينجح المبتزون، يجب أن يعرفوا ما يخشاه الهدف. غالبا ما يكون هذا الخوف عميق الجذور، مثل الخوف من الهجر والوحدة والإذلال والفشل”.
في العديد من البلدان يُنظر قانونيا في حوادث الإساءة النفسية. كانت فرنسا أول دولة تحظر “العنف النفسي في العلاقة الزوجية” في عام 2010. كذلك تم الاعتراف بالسيطرة القسرية على أنها جريمة يُحكم فيها بالسجن في المملكة المتحدة منذ عام 2015.
ينص قانون المملكة المتحدة على ما يلي: “يتم تعريف السيطرة القسرية من خلال نمط السلوك الذي يهدف تدريجيا إلى ممارسة القوة والسيطرة على شريك حميم آخر. يعتبر القانون أن الجاني هو الشخص الذي يرتكب هذه السلوكيات القسرية باعتباره المسؤول الوحيد. يمكن أن تشمل السلوكيات القسرية ما يلي: جعل الشخص معتمدا عليك عن طريق عزله، استغلال نقاط قوتهم ومواردهم، إذلالهم وتحطيمهم، استخدام الترهيب أو الإساءات التي تُسبب الأذى”.
*مراحل الابتزاز العاطفي، وهي كالتالي*:
*الطلب*: هو التكلم بصراحة عن ما يريده المبتز، مثل أن عليك ألا تخرج مع صديقك أو صديقتك بعد الآن.
*المقاومة*: يبدأ الشخص المعرض للابتزاز بمقاومته قدر الإمكان وتجنب الانصياع لهذه الطلبات غير المنطقية والمتكررة سواء بالرفض المباشر أو غير المباشر عن طريق الخروج مع الصديق أو الصديقة دون علم الشريك.
*الضغط*: يبدأ المبتز في الضغط على ضحيته وذلك عن طريق تكرار الطلب، أو الانتقاد والتحقير.
*التهديد*: يستمر المبتز في الضغط ليصل إلى حد التهديد بالانسحاب من حياة الشريك أو البحث عن ما هو أفضل منه في علاقة جديدة مع شخص آخر.
*الامتثال*: يبدأ الشخص المعرض للابتزاز بالامتثال لأوامر المبتز والتعود بأن العلاقة بينهما هي حب مشروط.
*التكرار*: سيستمر المبتز في تكرار الأساليب السابقة، ويستمر الطرف الآخر في الامتثال ليتجنب التعرض للضغط والتهديد مرة أخرى.
قد يلجأ الشخص المبتز سواء كان رجل أو امرأة لاتباع هذه المراحل دائما لتحقيق الهدف المنشود.
-*حدد فوروارد وفرايزر أربعة أنواع من الابتزاز يتميز كل منه بأسلوب تلاعب عقلي خاص*-:
*العقاب*:
شعاره «أنا وليكن من بعدي الطوفان». وبصرف النظر عما تشعر به أو تحتاجه، يتجاهله المعاقب.
*العقاب الذاتي*:
يلعب الذين يقومون بالعقاب الذاتي دور الناضج البالغ الوحيد في العلاقة… فيفترض بأن عليه أن يسرع عندما يكونون في حاجته.
*المعاناة* :
يتخذ المعانون موقفًا «إذا لم تفعل ما أريده منك فسوف أعاني، وأنت من يتحمل مسؤولية ذلك» (انظر لعب دور الضحية)
*التعذيب* :
المعذبون هم أكثر المبتزين مكرًا، فهم لا يقدمون شيئًا عن طيب خاطر.
فالمبتزون ليسوا دوما أشخاصا سيئين ولا أشرارا يتضح بشكل واضح شرهم من أعينهم، عادة ما يكونون أقرب الناس إليك وأكثر من يحبك في الحياة على الإطلاق، لكنه يريد السيطرة عليك باستخدام تقنيات مختلفة، قد لا يكون واعيا لمدى سوئها،
قد يمارس المبتزون الابتزاز العاطفي حتى دون وعي منهم بأنهم يتلاعبون بمشاعرك ويستخدمونها لأجل قيادتك والسيطرة عليك.
الابتزاز لا يحمل فقط التهديدات والمشاعر السلبية، قد يحمل أيضا الوعود البراقة والمكافآت، هل وعدك أحدهم مرة أنه سيفعل شيئا جيدا لأجلك فقط إذا فعلت له شيئا ما؟
-*كيف تتعامل مع من يمارسون الابتزاز العاطفي*؟
الابتزاز يمكن أن يحدث بشكل واضح جدا، أو قد يكون خفيا ويتم بشكل بارع، وبالتالي نجد أنفسنا أمام موقف محرج ولا نحسن اتخاذ القرار.
الابتزاز العاطفي قد يحدث في حياتنا اليومية بعدة أشكال وطرق، إذ إن أطفالنا على سبيل المثال قد يمارسونه وينجحون فيه، إضافة إلى زملائنا في العمل الذين يحاولون التلاعب بنا لتحقيق المنافع، كما أن شريك الحياة قد يستخدم هذه الطريقة لفرض سيطرته.
لذلك فإنه من المهم جدا أن نتعلم كيفية التعرف على الابتزاز العاطفي والتصدي له، من أجل بناء علاقات متوازنة وصحية.
– *نصائح تساعد في صد الابتزاز* :
في بعض الظروف يكون من الصعب التفطن إلى أن الطرف الآخر يمارس الابتزاز العاطفي ضدنا ونواجه صعوبة في الابتعاد عنه، لذلك فإنه من الضروري اتباع بعض النصائح للتعامل مع هذه الوضعيات.
1- التعرف على الابتزاز العاطفي، والتعامل معه بوعي، والانتباه إليه وتسمية الأمور بمسمياتها، كخطوة أولى للنجاح في صده.
2- قبول جزء من المسؤولية في كل علاقة بين طرفين والتعامل بواقعية.
3- فرض حدود وخطوط لا يمكن تجاوزها، وهذا سيمكنك من الابتعاد عن أي علاقة غير صحية أو غير متوازنة.
4- توقف عن ترك المجال للآخرين ليقرروا بدلا عنك، وعزز ثقتك بنفسك وقوة حضورك.
5- تعلم إستراتيجيات إدارة الخلافات والتفاوض من أجل إيجاد حلول صحية ومعقولة.
6- انتبه إلى احتياجاتك الشخصية التي قد تكون تجاهلتها بسبب تعرضك الدائم للابتزاز والضغط من الآخرين.
7-تدرب على التوقف قبل الاستسلام:
تدرب على التوقف قبل الاستسلام والامتثال لمطالب المُبتز، تدرب على قول “لا” حتى عندما لا تكون التهديدات واضحة. كن حازما، لا تستسلم فورا لما يريده المبتز، خاصة إذا كان الابتزاز يشتمل على تهديد، لأن عدم قول “لا” يعني أن التهديد سيستمر.
8-اطلب المساعدة المهنية المتخصصة:
يُمكنك الحصول على الاستشارة أو العلاج من متخصص أو الانضمام إلى مجموعة دعم للمساعدة في التعافي. خلال رحلة التعافي من الابتزاز العاطفي يكون من الضروري أن يتذكر الضحايا أن تعرضهم للإساءة لم يكن ذنبهم، وأن كل الناس يستحقون أن يعامَلوا باحترام.