المميزةمن القلب للقلب

الرد على رسالة ..ابني ..مدمنا

 

 

تقدمه : د.أماني موسى

يهدد مستقبلهم، ويبدد طموحاتهم،ويقضى على آمالهم هذا هو حال الإدمان الذى يشبه السوس الذى ينخر فى عماد حاضرنا وأمل مستقبلنا – شباب مصر – ورغم وقوعهم فريسة لمروجى المخدرات الذين يستهدفون تخريب عقولهم إلا أن ضحايا آخرين يتألمون فى صمت ويصرخون بلسان حالهم “ابنى مدمنا”.
يتراوح تعاطي المواد بين المراهقين من التجريب إلى اضطرابات تعاطي المواد الشديدة.
تضع جميع أشكال تعاطي المواد، حتى الاستخدام التجريبي، المراهقين في مواجهة خطر مشاكل قصيرة الأجل مثل الحوادث والمشاجرات والنشاط الجنسي الطائش أو غير المرغوب فيه والجرعة الزائدة.
ويكون المراهقون عرضة لتأثيرات تعاطي المواد، ويواجهون زيادة في خطر حدوث عواقب طويلة الأجل مثل اضطرابات الصحة النفسية وسوء التحصيل المدرسي واضطراب تعاطي مادة ما.

وعن أسباب لجوء الشباب للإدمان :
الفضول وحب الاستكشاف بجانب التمرد ورفض الواقع وتقبل كل ما هو مرفوض من أهم سمات مرحلة الشباب والمراهقة التى تدفع الشباب لتناول المواد المخدرة، فمعظم الشباب تبدأ لديهم المرحلة الأولى للإدمان عن طريق التجربة واعتباره نوع من أنواع الدواء المنشط واعتقادهم الخاطئ بأنه يساعد على التركيز ويزيل القلق والتوتر والنسيان فى بعض الحالات خاصة العاطفية أو المشكلات الأسرية، ومن أهم الطرق غير المباشرة لانتشار المواد المخدرة فى المجتمع بين شبابنا التشبه بالكبار وغالبا تكون صورة الأب أو الأم أو الابن الأكبر بسبب تعاطيهم المخدرات علنا وكأنه أمر عادى فينشأ على أنه أمر طبيعى فيتعاطى مثلهم.

وايضا انشغال الكثير من الآباء فى أعمالهم والبحث عن توفير متطلبات الحياة أدى إلى انعدام القدوة, فأصبحت هناك مساحة أكبر ليتسلل أصدقاء السوء منها، يبحث عن الراحة والاستمتاع وتحقيق المتعة الغائبة لديه فيعتقد أنها فترة مؤقتة حتى تتحسن الأحوال لكنه يصطدم بالواقع ويقع فى فخ الإدمان, وتظهر السرقة والأفعال الغريبة على مجتمعنا كالاغتصاب وانتشار السلوكيات والانحرافات الأخلاقية مع الاستسلام والتقاعد وعدم البحث عن فرصة عمل.

كيف اعرف ان ابني مدمن مخدرات؟ ماذا افعل؟

ليس من السهل أن يكون هناك دليل صريح على معرفة إذا كان ابنك يتعاطى نوع معين من المخدرات، لكن توجد العديد من الأعراض التي تجذب انتباه الأم والأب إلى أن ابنهم في قد وقع في خطر التعاطي، وهذه الأعراض تنقسم إلى ثلاث أقسام، منها ما يلي:

الهرمونية
يحدث تحول في العادات اليومية التي تطرأ على الإبن خلال فترة التعاطي، وتظهر بشكل ملحوظ عليه، ومن أهمها:

الشهية
يرغب المدمن في أكل الكثير من الطعام، وارتفاع في مستوى الشهية، ومن الممكن أن يحدث العكس ولا يرغب في تناول الطعام.

الشكاوي
نجد أن الكثير من الأشخاص ينزعجون من تصرفات الابن المدمن التي لم تكن بعاداته القيام بها.

ضياع المستقبل
قد يكون الابن الذي يدمن المخدرات مازال في سن المراهقة، فمن المؤكد أن يؤثر التعاطي على مستقبله الدراسي ورسوبه بشكل مستمر.

التغييرات البدنية
هناك فرق بين التغيرات البدنية التي يتعرض إليها الشخص طبقا إلى المخدر الذي يتعاطاه وبين التغييرات العادية التي تحدث في فترة المراهقة، وإذا كنت ترغبين في معرفة أمر تعاطي ابنك عليك الانتباه إلى الأعراض التالية:

العيون
يصبح لون العينين أحمر مثل لون كريات الدم.

الرعشة
ملاحظة الرعشة في اليدين والساقين بشكل مستمر خصوصا أثناء الجلوس.

نزيف الأنف
يحدث سيلان المخاط من الأنف بصفة مستمرة، وفي بعض الأوقات يتعرض إلى نزيف الدم.

الجروح
وجود آثار جروح على الأذرع دون وجود أي سبب في ظهورها.

العرق
يفرز المدمن الكثير من العرق خاصة في منطقة الخدود وتحت الإبط دون القيام بأي مجهود.

التغييرات السلوكية
معظم الأبناء خصوصا الشباب يميلون إلى العزلة الإجتماعية، فهذا أمر ليس غريبًا، لكن إذا تطور الأمر عن ذلك وظهور العديد من السلوكيات الغير معتادة، فيجب الانتباه إليها، ومنها ما يأتي:

الخروج
يفضل الابن الخروج في منتصف المساء ويظل خارج المنزل مدة طويلة.

الأبواب
يغلق المدمن باب حجرته على نفسه لفترة طويلة.

المكان السري
نجد في غرفته الكثير من المخابئ السرية التي يخفي بها المخدرات حتى لا يراها أحد.

السرقة
في بعض الأحيان يلجأ المدمن إلى سرقة الأغراض من المنزل من أجل أن يشتري المخدرات.

الملابس
يرتدي المدمن ملابس طويلة الذراعين حتى إذا كان في فصل الصيف.

الإهمال
يهمل المدمن في نظافته الشخصية والاعتناء بنفسه كما كان في السابق.

الرائحة
من الممكن استنشاق رائحة غير جيدة على الملابس ومن فمه أيضا لذلك يلجأ إلى تناول العلكة من أجل القضاء على تلك الرائحة.

الفرق بين تصرفات المراهق والمدمن:

كما ذكرنا أن الابن خلال مرحلة المراهقة يتعرض إلى الاضطرابات البدنية، النفسية، والسلوكية، وقد تتشابه في معظم الأوقات هذه الأعراض مع أعراض التعاطي، ولذلك يحدث خلل في المعرفة لدى الوالدين، لكن يجب الانتباه إلى تصرفات إبنك جيدا وأي أمر قد تندهشين منه ينبغي عليك أن تتبعيه حتى تتأكدي بالدليل إذا كان ذلك علامة من علامات الإدمان أم المراهقة.

الاخطاء التي يقع فيها الآباء مع ابنائهم المدمنين؟
يقع الوالدين في بعض التصرفات الخاطئة خلال التصرف مع الابن المتعاطي الذي ينتج عنها عناد الابن ولجوئه إلى الإدمان أكثر، ومن أهم الأخطاء التي يجب عليك تجنبها ما يلي:

الإهمال
ينشغل الوالدين عن الاهتمام بدخول ابنهم مستشفى علاج الادمان ومتابعة النظام العلاجي الذي يتابعه.

الإنكار
ينكر الأب والأم حقيقة تعاطي الابن، وعدم التصرف مع الأمر بشكل صارم.

المسكنات
يتم ترك الأدوية المسكنة بالقرب من الابن المتعاطي، مما يجعله يتناولها من أجل تسكين آلامه، فذلك يسبب تعوده على مادة فعالة جديدة.

إعطائه المال
يعطي أحد الأبوين الابن الكثير من الأموال حتى بعد تعرفهم على أمر إدمانه، مما يؤدي إلى شراء الابن المخدرات مرة أخرى.

التهديد
يلجأ الوالدين إلى تهديد ابنهم بضرورة العلاج في المستشفى

عزيزتى الام :

كيف تقنعى ابنك بالالتحاق بـ مركز علاج ادمان ؟

وهل يمكن ان تعالجيه في المنزل؟
من السهل أن يتم البدء في معالجة الابن المدمن في المنزل، لكن هذا الأمر بالتأكيد ينتهي بالفشل، وذلك لأن الأعراض الانسحابية التي سوف يواجهها المدمن شديدة للغاية، ولا يتمكن المدمن من التعافي منها بمفرده، ومن أبرز هذه الأعراض هي:

نزلات البرد الحادة.
ارتفاع معدل ضغط الدم.
الاكتئاب الحاد.
الافكار الانتحارية.
انقباضات في العضلات.
الغثيان.
القئ.
تلك الأعراض الحادة تجعل المدمن يرجع إلى التعاطي بعد مرور فترة قصيرة من التوقف عن تناول المخدر، وذلك لأنه يتعرض إلى الشعور بالوجع الشديد، لذلك تصبح محاولة علاج الابن المدمن في المنزل صعبة.

عزيزتى الأم :

يجب التصرف مع الابن المدمن بطريقة أكثر هدوءا وحكمة حتى تتمكنى من إقناعه من الخضوع إلى مرحلة العلاج، وإليك الآن أهم الخطوات التي يمكن اتباعها مع ابنك:

معرفة المخدر
إن الخطوة الأولى في مرحلة الإقناع هى معرفة نوع المخدر الذي يتعاطاه وما هو السبب الذي جعله يلجأ إلى إدمان ذلك المخدر، وكيف كان شعوره عندما يتناول جرعة المخدر.

السيطرة على المشاعر
من الضروري التحكم في إحساس الغضب الذي يمكن أن يسيطر عليك عند معرفتك أن ابنك مدمن مخدرات، لكن يجب التفاهم مع الإبن بشكل عقلاني والتحدث معه بإسلوب لطيف حتى يستجيب لك ويوافق على فكرة العلاج.

عدم توجيه اللوم إليه
في بعض الأوقات لا نعرف الدافع الذي جعل الابن يتعاطى المخدرات، وتظن أن ذلك هو رغبته الشخصية، فتبدأ في توجيه اللوم إليه، ومن هنا يجب أن تعلم أن التعاطي مرض نفسي وليس رغبة الشخص، ولذلك يجب الإنصات إليه بشكل جيد.

إظهار المحبة
من الأفضل أن تٌظهرى مشاعر المحبة إلى الابن، وتوضيح مدى خوفك عليه والسعي في مساعدته في التخلص من أمر الإدمان.

التدخل الطبي
يجب اللجوء إلى التدخل الطبي بشكل سريع والبحث عن أفضل مستشفى من أجل معالجة الإدمان ووصف نظام علاجي يناسب حالة ابنك حتى يتعافى ولا يقع في الخطر أكثر من ذلك.

وضرورة التوجه إلى أحد المستشفيات الخاصة بعلاج الإدمان من أجل أن يقدم إليك الفريق الطبي حل هذه المشكلة، ويتم العلاج في المستشفى على عدة مراحل التي اوضحها فيما يلي:

الفحوصات
يتم إجراء العديد من التحاليل البدنية، النفسية على الابن المدمن، مع تقديم تقرير شامل عن الحالة الصحية للمدمن، وبعد ذلك يتم تحديد النظام العلاجي.

الأعراض الإنسحابية
تأتي بعد ذلك خطوة التخلص من السموم المتراكمة داخل الجسم بسبب المادة الفعالة للمخدر، حيث يساعد الطبيب الابن المتعاطي في التخلص من الأعراض الانسحابية من خلال النظام العلاجي المناسب لحالته.

التأهيل النفسي والسلوكي
بعد ذلك يقوم الطبيب بالتعرف على الأسباب التي جعلت الابن إلى تعاطي المخدرات والبدء في معالجته وتأهيله إلى التعامل مع الضغوطات والمشاكل بشكل واعي، ثم يبدأ في تأهيله إلى العودة إلى الحياة الطبيعية مرة أخرى.

عزيزتى الام
لضمان نجاح العلاج،
١_ على الأسرة أن تحفز ابنها المتعافى من الإدمان، فى اكتساب مهارات جديدة فى حياته مثل حل المشكلات والتكيف مع الضغوط وممارسة الرياضة وغيرها من الأنشطة ومتابعته خلال عودته للدراسة أو العمل.
٢_ على الأسرة ألا تفرط فى مكافاة وتدليل ابنها بعد التعافى والإدمان وألا تلبى له احتياجاته، فربما كان هذا التدليل هو السبب فى تعاطيه للمخدرات، ويجب أن يفهم الشاب الذى تعافى من المخدرات أنه علاجه من الإدمان كان مشكلته الخاصة، وعندما حل هذه المشكلة فعل ما ينبغى أن يفعله أى إنسان.

٣_وجود الأسرة داخل تفاصيل ابنها المتعافى ومشاركته فى الاهتمامات وخلق جو من التآلف والمشاركة بين أفراد الأسرة يعد نمط حياة صحى يساعد على التعافى الدائم من المخدرات وعدم العودة مرة أخرى.

الأبناء أغلى ما يمتلك الإنسان على هذه الأرض، ومن أجل نعمه – سبحانه- على العبد، وأقر الله تعالى بذلك، حيث قال فى كتابه الحكيم: «الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا»، (سورة الكهف: الآية 46)، كما أن الوالدين يسعدان دائما إذا كان أولادهما فى أفضل حالٍ ومحفوظين من أى شر أو سوء.

ادعوا لاولادكم

-«اللهم احفظ لي أولادي ووفّقهم لطاعتك، وبارك لي فيهم، اللهم اجعلهم هداةً مهتدين غير ضالين ولا مضلّين، اللهم حبّب إليهم الإيمان وزيّنهُ في قلوبهم، وكرّه إليهم الكُفر والفسوق والعصيان».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق