المميزةالنص الحلو

الرد على رسالة أصرخ فى ابنى ..وألوم نفسى

 

 

 

تقديم/د.اماني موسي

 

 

هل تثورين وتصرخين فى وجهه لأنك تعتبرينه قد أخطأ؟ وقد تعاقبينه وتعترضين على تصرفاته رغبه منك فى فعل ما يُطلب منه بلا أى اعتراض أو نقاش، وأيا كان السبب؟

الأمهات يصرخن على أطفالهن ويقمن بمعاقبتهم، ثم يبدأن هن بالبكاء ويشعرن بالندم على ما أصاب الطفل من ألم داخلي ونفسي قد يكون خارجاً عن إرادتهن، فعادة تلجأ الأمهات للصراخ عند توجيه الكلام للأبناء، والذي يحمل في طياته التهديد والوعيد وردة الفعل الغاضبة، وبعد قيام الأم بذلك تبدأ بمراجعة نفسها وما أشعرت به طفلها من خوف وإهانة بسبب صراخها عليه.

نقدم الطرق الواضحة لمداواة الأبناء بعد الانفعال والصراخ عليهم من قبل الأمهات وكيفية تدارك الموقف لإصلاح ما أخطأن به.

لابد أن تعلم الأمهات أن صراخهن الدائم فى وجه أطفالهن يؤثر على نموهم النفسى فيصبح الطفل جبانا أو عصبيا أو سريع الانفعال.

صراخ على الأطفال يصدر منها كثيراً دون التخطيط له، فمع مواقف الحياة وضغط الأعمال عليها ودون شعور منها قد تنفعل لأبسط الأمور التي قد تصدر من الأبناء، ليكون ردها بالصراخ والتعنيف على أمل أن تضع حداً لهم، ولكن لا يتوقف الصراخ فقط عند الصوت العالي، والأهم ما يصاحبه من كلمات ولغة جسد الأم بملامحها الغاضبة والصوت الحاد والتلفظ المصحوب أحياناً بالإهانة والسب .

جميع تلك الأمور لا تمر مرور الكرام على الطفل، فهو يتأثر بها بشكل كامل دون انتباه الوالدين لذلك معتقدين أنها مجرد كلمات عابرة لا تؤثر به.

آثار الصراخ على نفسية الطفللا يخفى على الأمهات أن الصراخ هو السلوك الأكثر شيوعاً بينهن، وهو أمر مسلم به ولا يمكن لأحد إنكاره، إلا أنه يعتبر من أسوأ طرق التعامل مع الأطفال؛ نظراً لما له من آثار متراكمة على نفسية الطفل، ومنها:

*الصراخ* عقاب فاشل للأبناء يشعرهم بالخوف الدائم والتوتر من الاحتكاك بالأم والبعد عنها خوفاً من رد فعلها العنيف .

بعض الأبناء يسبب لهم صراخ الأم المتكرر أزمة نفسية تجعلهم يكرهون الصوت العالي ويميلون إلى سد آذانهم والاختباء عند سماعه، وهذا الأمر يعد من الاضطرابات السلوكية الناتجة عن صراخ الأم.

بناء رابط سلبي في وجدان وذاكرة الطفل يصاحبه خلال حياته، ليذكره دائماً الصوت العالي بما عاناه من تعنيف وإهانة كانت مصاحبة له.

غرس العصبية في أخلاق الأبناء دون الانتباه لذلك، فالطفل مثل الإسفنجة يتشرب جميع تصرفات من حوله كالعصبية المتكررة من أحد الوالدين وما يصاحبها من انفعال وصراخ، مما يجعل الطفل يقلدها مستخدماً هذا الأسلوب في تعامله مع الآخرين.

الصراخ لا يعالج المواقف أو يقدم الحلول لها، فقد يزيد من عناد الأبناء ويأتي بنتائج سلبية.

شعور الطفل بالحسرة والإهانة والغضب من تصرف الأم.

كيف تُداوين طفلك بعد صراخك عليه؟

ما يضحك في الأمر هنا أن الكثير من الأمهات بعد الصراخ على أبنائهن يشعرن بالندم وقد يلجأن للبكاء عند محاسبة أنفسهن بعد أن يهدأ اليوم وينظرن لأطفالهن بعين الرحمة، فتتساءل الأم: “كيف أقدمت على الصراخ عليهم بهذا الشكل؟” وتعتبر معاتبة الأم لنفسها أول طرق السلوك الصحيح في التربية طالما أنها شعرت بخطأ تصرفها، حيث أنها ستحاول علاجه وتقويمه، وقبل كل ذلك تقوم بإصلاح ما أفسدته ومداواة جرح أبنائها بسبب صراخها عليهم، وذلك باتباع النصائح التالية:

1. *ثقافة الاعتذار*: يجب على الأم تطبيق ثقافة الاعتذار، وأن تكون قدوة لأبنائها بأن تتقدم بالاعتذار لهم، فهو يزيد من قدرها لديهم، على عكس ما يعتقده البعض أنه قد يكسر هيبتها، فذلك يعلم الطفل أهمية التسامح والاعتذار عند الخطأ، ويشعر الطفل كذلك بأهميته لدى الأم.

2. *عدم التراجع عن أخطائهم*: بالتأكيد لم تصرخ الأم إلا بسبب خطأ أقدم عليه الطفل، ومن أكبر الأخطاء أن تسامح الأم طفلها على الخطأ؛ لأنها عاملته بقسوة، ومن الهام أن لا تتراجع الأم عن خطأ الطفل، بل توضح له الخطأ الذي ارتكبه، وتحرص على تنبيهه بعدم تكراره بعد أن تعتذر له.

3. *إبراز حبك له*: العنف يجعل الطفل يشعر بأن والديه يكرهانه، لذا اتبعي أسلوب الحوار معه بعد موقفك الحاد، واجعلي حديثك قائماً على الود والمحبة له، مبينة حبك له، وأن صراخك عليه كان بسبب الضغط الذي حل عليك.

4.*المشاركة والحوار* : لا تقاطعي طفلك بعد الصراخ عليه من منطلق العقاب، وإذا قاطعك الطفل حاولي أن تجذبي انتباهه لاستعادة الحوار بينكما وإعادة حلقة الوصل من خلال عرضك أن يشاركك القيام بأحد الأمور المحببة لديه كالرسم أو إعداد وجبة لذيذة أو مشاهدة التلفاز والتحدث معاً.

5. *الشرح والفهم*: قومي بشرح سبب غضبك الذي جعلك تصرخين موضحة الأسباب بعد أن يهدأ الأمر في جلسة صفاء بينك وبين الأبناء، واجعليها محطة تعلم لك ولهم كيفية تجنب الأخطاء التي قد تغضبك، وقدمي لهم وعداً بعدم تكرار الصراخ عليهم عند الغضب والتعامل بهدوء.

6. *خذي وقتاً مستقطعاً* أي التزمي بتغيير سلوكك، واعط وقتاً لنفسك ربما بضع دقائق قبل أن تفكري بالتصرف وليس الصراخ، هذا يساعدك على ممارسة ضبط النفس بشكل أفضل.

7. *لا تكوني شديدة في كل الأوقات* مع طفلك حتي لا ينفر او يشعر بالخوف منك فيجب أن يكون مع الحزم لين وحب و رحمة حتي يدرك الطفل مع تقدم عمره أنك تقومين بذلك لمصلحته لا لتزعجيه أو تغضبيه.

 

وأخيراً، على الآباء وليس الأمهات فقط أن يراعوا جداً سلوكهم في تعاملهم مع الأبناء، فأصغر ما يقدمون عليه من نظرة سخرية أو صراخ عنيف له تأثير كبير على نفسية الطفل، فلا تكونوا الأداة الجارحة لهم، لذلك من الأفضل أن يختار الآباء السلوك التربوي المبني على التفاهم وضبط النفس حتى لا يتعرض الطفل لأزمات نفسية واجتماعية هو في غنى عنها.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق