أقلام حرّةالمميزة
الذكاء الإصطناعي يحدد عمرك الحقيقي ويتنبأ بمشاكلك الصحية

تقديم/دكتور رضا محمد طه
من خلال الصدر وليس الوجه كما هو مألوف يمكن تحديد كم عمرك بيولوجيا، وذلك بإستخدام الذكاء الاصطناعي والذي يمكن عن طريقه معرفة عمر الشخص “الحقيقي” من خلال النظر إلى صدرك، بمعني أن “النظر إلى عمرك” بصورة دقيقة لا يشير إلى وجهك، بل إلى صدرك. نموذج يعمل بالذكاء الاصطناعي AI وعن طريق استخدام الأشعة السينية على الصدر مما يترتب عليه حدوث تطوير في المؤشرات الحيوية للشيخوخة، تم تطوير هذا النموذج عن طريق علماء جامعة أوساكا متروبوليتان بحيث يحدد وبدقة كبيرة عمر المريض.
عن طريق باستخدام صور شعاعية للصدر لأفراد أصحاء تم جمعها من مرافق متعددة، وبإستخدام النموذج الذي يعمل بالذكاء الإصطناعي كشف فريق البحث عن علاقة إيجابية بين الاختلافات في الأعمار المقدرة بالذكاء الاصطناعي والعمر الزمني ومجموعة متنوعة من الأمراض المزمنة ، مثل ارتفاع ضغط الدم ، وفرط حمض يوريك الدم ، ومرض الانسداد الرئوي المزمن. ويأمل الباحثون أنه في المستقبل يمكن تطوير المؤشرات الحيوية للذكاء الاصطناعي من أجل التنبؤ بمتوسط العمر المتوقع، وتقدير شدة الأمراض المزمنة ، والتنبؤ بالمخاطر المتعلقة بالجراحة. والأهم من ذلك ، عندما يكون هناك تفاوت حيث يمكن أن يشير إلى وجود علاقة مع مرض مزمن، لذلك تمثل هذه النتائج قفزة في التصوير الطبي، مما يمهد الطريق لتحسين الكشف المبكر عن المرض والتدخل فيه، ومن المقرر نشر النتائج قريباً في The Lancet Healthy Longevity.
للتحقق من فائدة العمر المقدر بالذكاء الاصطناعي باستخدام صور الصدر الشعاعية كمؤشر حيوي ، تم تجميع 34197 صورة شعاعية إضافية للصدر من 34197 مريضًا يعانون من أمراض معروفة من مؤسستين أخريين. وكشفت النتائج أن الفرق بين العمر المقدر بالذكاء الاصطناعي والعمر الزمني للمريض كان مرتبطا إيجابيا بمجموعة متنوعة من الأمراض المزمنة ، مثل ارتفاع ضغط الدم ، وفرط حمض يوريك الدم ، ومرض الانسداد الرئوي المزمن. بمعنى آخر ، كلما ارتفع العمر المقدر بالذكاء الاصطناعي مقارنة بالعمر الزمني، زاد احتمال إصابة الأفراد بهذه الأمراض.
ولأن العمر الزمني هو أحد أهم العوامل في الطب، تشير نتائج الدراسة إلى أن العمر الظاهر القائم على التصوير الشعاعي للصدر قد يعكس بدقة الظروف الصحية التي تتجاوز العمر الزمني. ولذلك تهدف الدراسة إلى زيادة تطوير هذا البحث وتطبيقه لتقدير شدة الأمراض المزمنة ، والتنبؤ بمتوسط العمر المتوقع والتنبؤ بالمضاعفات الجراحية المحتملة. ما سبق لا يقلل من أن عمر الشخص وحالته الصحية يمكن أن تظهر جلياً علي قسمات الوجه ونضارته وحيوته وما إذا وجدت تجاعيد بما يدل علي تقدم الشخص في السن أو لا يزال شباباً، لكن وكثيراً ما قد يبدو البعض شباباً وهم في الحقيقة عواجيز والعكس صحيح حيث يبدو علي البعض أنهم أكبر من سنهم الحقيقي بكثير، وقد يرجع ذلك لأسباب عديدة منها الهموم وضغوط الحياة وكذلك نمط الحياة.
صحيح أنه مع تقدمنا في العمر، يعاني جسمنا من البلى نتيجة عقود من الاستخدام. ومع ذلك، لا يجب أن يكون التدهور الجسدي كاملاً، ويمكن للناس في كثير من الأحيان إبطائه. ونصحت منظمة الصحة العالمية من أنه يمكن عن طريق زيادة النشاط البدني وكذلك تحسين النظام الغذائي معالجة العديد من المشكلات المرتبطة بشكل متكرر بالشيخوخة. تشمل هذه المشاكل الضعف والوهن، وزيادة دهون الجسم، وارتفاع ضغط الدم، وانخفاض كثافة العظام. وهناك عامل نفسي حيث تشير بعض الأبحاث إلى أن مجرد توقع التدهور الجسدي والخوف من الشيخوخة يزيد من احتمالية تدهور الحالة الجسدية، في المقابل فإن من المتفائلون والذين يشعرون بالشباب والقوة والصحة في أنفسهم مع الأخذ بالأسباب السابق ذكرها ينشط جهازهم المناعي لصالح قوتهم الجسدية.