أقلام حرّة

الحياة الحزبية في مصر

 

مجدي سبلة رئيس مجلس إدارة مؤسسة دار الهلال سابقا يكتب ..

 

غريب امر الحياة الحزبية في مصر حاليا نراها تغرد خارج السرب واحيانا في أجواءها واحيانا تكتفي بالتكريمات لزر الرماد في العيون ولم يشعر بها المواطن ولا يعرف حتى اسمها الا من السوشيال من أنفار لاتجيد فن كتابة الرسالة السياسية للمتلقي أو ندرة وجود كوادر اعلام حزبي متمرس لديهم القدرة على التسويق ..وربما هذا أحد أسباب فشل انصهار الأحزاب مع المواطنين والقواعد الشعبية وإقناعهم بأن يعيشوا حياة

حزبية أراهن إذا وجدت مواطن في قريتى أو عزبتى أو في الكفر الذى اسكنه يعرف اسم حزب واحد من ال ١٢٠ حزب المتراصة ورقيا في ادراج لجنة شئون الأحزاب بالرغم من أن الأحزاب المصرية حاليا أمام اختبار سياسى مهم بعد توجيه الرئيس بحوار وطنى يهدف إلى تحديد أولويات العمل خلال المرحلة الراهنة، اختبار يمكن أن تُقاس عليه قدرة الأحزاب المصرية على المشاركة الفعلية فى صناعة القرار المصرى خارج الإطار التقليدى المُتعلق بالبرلمان، وهذا عبر مساحة جديدة أتاحها الرئيس للحوار والنقاش بما يخدم مصلحة الوطن، وبالتالى استغلال الأحزاب لهذه الفرصة يجب أن يكون على قدر أهمية الحدث، مع مراعاة كافة المُتغيرات الداخلية والإقليمية والدولية وخاصة التحديات الداخلية، لنشهد حوارًا مُرتبًا من حيث الأولويات التى تتفق وأهداف كل حزب ووفقًا لما يخدم مصلحة الوطن.

محاور عدة على قائمة ترتيب الأوليات يجب أن تنظر إليها الأحزاب السياسية مع المُضى نحو جلسات الحوار سواء على الصعيد السياسى أو الاقتصادى أو الاجتماعى أو الثقافى أو غيرها من الأصعدة، بينما يمكن القول أن الجميع سيتفق على عدة أولويات من ضمنها أهمية استكمال المشروعات القومية الفاصلة فى تاريخ مصر وعلى رأسها مشروع “حياة كريمة”، بجانب مواصلة العمل فى خطط الدولة التنموية والإصلاحية فى مجالات الاقتصاد، وأيضًا الهيكلة الإدارية، مع إعطاء الأولوية لمشروعات الأمن الغذائى، والأمن السيبرانى، وتكثيف الاهتمام بمظلات الحماية الاجتماعية وغيرها من أدوات مواجهة التحديات الراهنة التى يفرضها علينا الواقع العملى، فمصر قلب العالم والمنطقة الأهم على الخريطة العالمية، ومن ثم ترتيب أولويات العمل فى الداخل المصرى يجب أن يتفق والمتغيرات الدولية والتحديات الداخلية، ما يصعب الاختبار على الأحزاب ولكن جودة الحياة السياسيه التى يتيحها الرئيس الآن تُبشر بنتائج إيجابية مُنتظرة من أحزاب الجمهورية الجديدة لكن بعد الدمج المنتظر وتغير قانون الانتخابات البرلمانية ..

الذى دعاني لكتابة هذا المقال هى الردود التى تلقيتها على مقال على صفحتي على فيس بوك يتعلق بمشاهدة كفلها القانون للصحفي المشتعل أن يكتب عنها وينقلها للرأى العام وما كتبته كانت مشاهدة لفعالية عقدها رجل اعمال دمياطي بمناسبة توليه موقع حزبي بأحد الأحزاب وكان الحضور مطعم بشخوص مهنئين من الجماعة المحظورة ومازلت أؤكد أن هناك أسماء حضرت هذه الفعالية فاندهشت أمام اختلاف الايدلوجيات بين هذا الحزب وبين الحضور ولم اقصد ابدا أهل قرية رجل الأعمال المضموم للحزب فهم أناس على الرأس والعين ولم اوجه لهم اى انتقاد على الاطلاق فهم اهالينا من قبل و أهالينا من بعد ولكن المشاهدة تحتم علينا أن نرصد ما لاحظناه بالضبط ونقف أمام ممارسة حزبية جديده سميتها بالمكس أو الخليط الايدلوجي ولم ولن ننتقد أشخاص لكننا نهاجم وننتقد سياسات لأحزاب وهذا حقنا لأنه احتفل مع أعضاء محظورة الذى لايختلف عليه أحد خاصة إذا تعلقت الممارسة الحزبية للحزب س أو ص بسياسة الحزب مع ايدلوجية حزب آخر..

المهم كتبت مقالا يشرح مشاهدة وملاحظة لفعالية لهذا الحزب كان لي عليها ملاحظات كفلها لي القانون المنظم لمهنة الصحافة بأن أكتب بشأنها فوجئت بأن قامت الدنيا ولم تقعد حتى وقتنا هذا وتحملت فيها مالم يتحمله بشر من عدم وعي وعدم فهم حتى لمعنى كلمة حزب وجدت أناس يسبون ويتطاولون سامحهم الله أنا تعودت في معاركى الصحفية أكثر من هذا ولكن كانت خصومي لديهم درجه من الوعي ..

المهم ماشاهدته يحتم على التدوين وليس فيه تجنى على أشخاص أو أفراد لكنها ممارسة حزبية تستحق الملاحظة والكتابة لمثل هذه الفعاليات و التحركات الحزبية الغريبه في محافظتى دمياط على الأقل ..

فوجئت بكتيبة معلقين على المقال كل همهم هو الدفاع عن رجل الأعمال الذى لا اعرفه ولا اسمع عنه إلا هذه الأيام واعتبروا أن مشاهدتى وملاحظتى التي خولها لي القانون بأنها انتقادا لهم وتعدى عليهم وخوض في أمورهم ولم يعلق أحد علي أهداف أو برامج او مبادىء او تعريف لهذا الحزب وهذه الفعالية ونصبوا من أنفسهم جنود تدافع عنه بدون خطه إ و خفراء سواحل لبر سحيق وعلقوا عليا بردود تتهمنى بأننى اكتب لمصالح شخصية وتبارى بعضهم في رده إلى درجة السباب والهرتلة (سامحهم الله ) ..

لم ارى اى منهم وكنت سأكون أكثر الناس سعادة عندما يعلقون ويردون عليا بهدف أو برنامج او تعريف مؤسسي يشرح لي وللناس الفكر المؤسسي الذى على أساسه انشئ هذا الحزب ويرد بايدلوجية ومرجعية حزبية تتفق أو تختلف مع من دعوهم في تلك الفعالية ..لم ينتبه اى من المعلقين المنتمين إلى هذا الحزب او (فقه الايدلوجيات) الحزبية المقنعة لجذب عضويات بقناعة كما يجرى في طريقة جذب العضوية لمعظم الأحزاب في مصر بفرز عضويتهم وإبلاغ الجهة المختصة لفحص هذه الاسماء ..

الغريب أن هناك من اعتبر مقالى الذى كتبته أمس هجوما وانتقادا لهم و للحزب وهو ماجعلنى احزن على غياب النخب الحزبية الواعية المدركة للتسويق الحزبي الجاد المبنى على تعريف وأهداف سواء من أعضاءه أو حتى من نواب تنتمى لهذا الحزب لكنهم قدموا العداء على الحوار الهادف علي الإصلاح الحزبي ..

ياسادة فقه الايدلوجيات الحزبية يلزمنى بأن اشرح للناس إن الحزب الذى ننتمى إليه يقدم لى كمواطن سياسات ورؤى في التعليم والصحة والاقتصاد والثقافة والسياسة وكل مناحي الحياة التى تصب في خانة المواطن لكنهم يختصروا الحزب في الفعاليات الاجتماعية فقط والتكريمات وهذا ليس عيبا لكنهم يعتبرون هذه الفعاليات هى كل أدوات الحزب و اهدافه و مبادئه و برامجه ..

ونسوا أن تعريف الحزب ياساده هو مجموعة من الأفراد تتفق على فكر معين في إطار تنظيمي معين بهدف الوصول إلى الأغلبية وهذا معناه أن الاتفاق بين الأفراد لا يأتي إلا بعد معرفة الأهداف والبرامج والمبادئ وإذا اقتنعت بها الأفراد ينضموا لهذا الحزب أو ذاك بما يتفق مع ميوليهم المعرفية والثقافية ورغبتهم في تطبيق هذه الأفكار إلى واقع فهل بالله عليكم هل اطلعت اعضاءكم على الأفكار والأهداف والبرامج اعتقد لا والف لا.. لا اعضاءكم ولا حتى كوادركم التنظيمية لله الامر من قبل ولله الامر من بعد هذا حال أحزابنا وحال أعضاءها وبنيتها التنظيمية الا من رحم ربي ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق