أقلام حرّة

الحلوي والآيس كريم والمعجنات تسبب الوفاة المبكرة

 

يمكن للطعام الذي نأكله أن يلعب دوراً كبيراً في الصحة وطول العمر بأكثر مما يدركه الكثير من الناس، حيث تشير الأبحاث السابقة إلي أنه بالإمكان منع حالة وفاة واحدة من كل خمسة حالات وفاة حول العالم وذلك عن طريق تحسين النظام الغذائي وتغييره نحو ما يفيد الصحة. فقد أكدت دراسات علي أن الأشخاص الذين يتبعون نظاماً غذائياً منخفض الجودة ولا يحتوي الطعام الطازج والألياف الغذائية والحبوب الكاملة ويحتوي في المقابل علي أطعمة فائقة المعالجة مثل البيتزا والنفائق وقطع الدجاج المقلي بالدقيق والبهارات (كنتاكي) واللحوم المصنعة، هؤلاء يكونون أكثر عرضة لخطر الموت الناجم عن جميع الأسباب مثل السمنة والكوليسترول وإرتفاع ضغط الدم وبعض أنواع السرطان والموت القلبي الوعائي.

دراسة جديدة تم تقديمها في الدوريات العلمية لجمعية القلب الأمريكية لإرتفاع ضغط الدم 7-10 سبتمبر الحالي في سان دييجو، ويعتبر هذا الإجتماع هو التبادل العلمي الأول الذي يركز علي التطورات لبحديثة حول أبحاث ضغط الدم الحديثة وعلاقتها بأمراض القلب والكلي والسكتة الدماغية والسمنة مع الجينات. أشارت نتائج تلك الدراسة إلي أن إستهلاك الأطعمة الفائقة المعالجة والتي تحتوي علي نسبة عالية من السكر والملح والدهون المتحولة غير الصحية والنكهات والألوان الصناعية، علي سبيل المثال الخبز الأبيض والحبوب والحلويات والمشروبات الغازية واللحوم المصنعة والحمراء بما تحتويه علي مواد حافظة ونترات كذلك أطعمة أخري مثل رقائق البطاطس والعصائر المحلاة ومشروبات الطاقة والمعجنات والشوربة المسحوقة والفورية والسمن وغيرها، بسبب أنها لذيذة للغاية أو مصممة لتكون مسببة للإدمان لذا يقبل عليها الناس وخاصة المراهقين فيأكلون منها دون أن يدركوا مخاطرها لأنها رخيصة الثمن وسهلة الأكل مما يجعل من الصعب مقاومتها، وغالباً ما تشكل 60% من السعرات الحرارية التي يحصل عليها المواطن في الكثير من البلدان حول العالم، وقد ربطت الأبحاث السابقة بين الإستهلاك المرتفع للأطعمة فائقة المعالجة وأمراض عديدة منها إرتفاع ضغط الدم وزيادة الوزن وزيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب والوفاة المبكرة.

الزيادة في إستهلاك الحلويات المجمدة والمعجنات وجميع الأطعمة الأخري فائقة المعالجة أصبحت واضحة، لذا فهذه الدراسة قد أكدت علي أن العلاقة بين الإكثار من النظم الغذائية السيئة وعوامل الخطر القلبية الوعائية وأمراض أخري أخطرها سرطان القولون والمستقيم راسخة ومؤكدة بالأبحاث، وغالباً ما يتم وضع تلك الأطعمة في حاويات بلاستيكية وعند تسخينها يتسرب منها مواد كيميائية تدخل في الطعام الذي نتناوله بما يترتب عليه حدوث إلتهابات شديدة وقد تسبب السرطان، الأمر الذي يدفع الباحثين بدق ناقوس الخطر والحث علي تغيير السلوكيات الغذائية من أجل تعزيز صحة القلب والأوعية الدموية والصحة العامة للناس.

معروف أن عوامل نمط الحياة مثل السمنة وقلة النشاط البدني وسوء التغذية ترتبط بزيادة خطر الإصابة بسرطانات متعددة، ومن المحتمل أن تزيد هذه العوامل من خطر الإصابة بالسرطان بشكل مباشر وغير مباشر. على سبيل المثال ، يمكن أن تسبب التهابًا متزايدًا وتؤثر أو تعطل العمليات التنظيمية الخلوية وبالتالي تزيد المخاطر بشكل مباشر ، ويمكن أن تسبب أمراضًا مزمنة أخرى تؤدي بدورها إلى زيادة خطر الإصابة بالسرطان . وتشير أبحاث عديدة ومنشورة في مجلات متخصصة علي تزايد سرطان القولون بين الشباب أكثر من أي سرطان آخر، بما يسبب حيرة بين الأطباء جراء هذا التغيير الهائل في معدلات أنواع السرطان. وتؤكد بعض الدراسات علي أن السبب ينحسر في ويرجع إلي الزيادة في إستهلاك الاطعمة المصنعة والتي تعمل علي تعطيل العمل الجيد للخلايا والخلايا المناعية وكذلك الميكروبيوم وخاصة البكتريا المفيدة في أجسامنا، وتلك الخلايا لها دور كبير في محاربة السرطان ومن ثم التقليل من فرص الإصابة بالسرطان، فضلاً عن زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

دكتور رضا محمد طه

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق