أقلام حرّة

الحرب ليست للسخرية

 

 

منى إبراهيم حمزة

monahamzan1@gmail.com

 

أعدت روسيا عدتها لتغزو أوكرانيا وفي ظل مرور العالم بأزمات طاحنة نتيجة تلك الحرب، إلا أن البعض يسخر ويأخذ موضوع الحرب الأوكرانية الروسية على سبيل الضحك ليجعلوها متنفسا لكبتهم، ولكن لا يعلمون ان هناك الكثير من الشباب الدارسين المغتربين في أوكرانيا الذين يتمنوا رؤية آبائهم، ولكن حياتهم مهددة بخطر القصف الروسي ولا يعلموا هل هناك امل من العودة لبلادهم ليشعروا بالاطمئنان في أحضان أمهاتهم، ام هو ذهاب بلا عودة، وهناك الكثير من الأسر فقدوا أحبائهم في تلك الساعات القليلة الماضية، فما بالكم إذا استمرت الحرب لأكثر من ذلك، فالخسائر فادحة ليست فقط مادية بل وبشرية فلا مجال للسخرية، فصرخات النساء والأطفال وصمت الرجال لقلة الحيلة في لحظات الحرب شعور قاسي ومؤلم ولا يدفع ثمن الحرب سوى الأبرياء، في حين تناطح الدول لتصفية الحقوق والواجبات، فلا يجب أن تصنف السخرية من الحرب “خفة دم”، فالحرب ويلاتها ستؤثر على العالم وليس على الطرفين المحاربين.

وأجد أن هؤلاء الشباب الذين يسخرون من الحرب بالنكت ومقاطع الفيديو ليضحكوا ثواني في ظل معاناة شعب من ويلات الحرب في المستقبل هم حفنة من المستهترين، وبالنسبة لتلك “الكوميكسات” التي تعبر عن كيفية جذب الرجال المصريين للسيدات الأوكرانيات، مما آثار غضب النساء المصريات من هذه النكت. وكل ذلك في ظل هلع السيدات الأوكرانيات وخوفهم من فقدان احبائهم، يا سادة الحرب ليست مادة للتسلية، بل هي أصعب اختبار يمر به شعب بريء هو الوحيد الذي يدفع ثمن تلك الحرب من تشريد وتدمير وتفريق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق