تحقيقات وتقارير

الجندى المصرى…. أيقونة حرب أكتوبر

 

 

بقلم/ساجدةخليل 

 

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إذا فتح الله عليكم مصر فاتخذوا فيها جندا كثيراً، فذلك الجند خير أجناد الأرض، فقال له أبو بكر: ولم يارسول الله؟ قال: لأنهم وأزواجهم في رباط إلى يوم القيامة”.

التاريخ المصرى علي مر العصور يزخر بالعديد من البطولات للجندى المصرى

التي تعكس العديد من الصفات التى لاتعد ولاتحصي “شجاعة،بسالة،عزيمة،ذكاء،فطنه….” صفات يبروزها ويبرزها بطولات الجندى المصرى علي ارض الفيروز ارض سيناء في حرب العزة والكرامة حرب اكتوبر

الجندى المصرى الذى لم ينم له جفن ولا يستريح له بال بعد هزيمة ١٩٧٨ وعمل وداب في تدريبات ومناورات عسكرية وهو كله ايمان بان الانتصار قريب حتما وبإذن الله حتي جاءت ساعة الصفر واطلقت صفارة العبور وتحقيق الانتصار

وماقبل الحرب وبعدها حكايات نرويها عن ابطال حرب اكتوبر لتأكيد علي انهم خير جند الارض

 

 

 

 

شفرة حرب اكتوبر

 

حتى أعوام قليلة مضت لم يكن أحد يعلم الشفرة التي استخدمها قادة الجيش المصري في حرب أكتوبر لإبلاغ التعليمات والأوامر للضباط والجنود في مواقع العمليات, حتى إسرائيل لم تستطع أن تفك تلك الشفرة، فقد كانت لغة جديدة وغير موجودة في أي قاموس من قواميس العالم.

 

لكن صاحبها هو أحد أبطال الحرب وصاحب الفكرة التي “دوخت” إسرائيل وجعلتها لا تستطيع أن تلتقط أي إشارات أو رسائل لقادة الجيش المصري.

 

أحمد إدريس، صاحب الشفرة والذى صرح قبل وفاته في ٢٠٢١ إن الشفرة كانت هي اللغة النوبية وهي لغة يتحدث بها النوبيون لكنها لا تكتب، وإلا كانت قد عرفت بها إسرائيل، مضيفاً أنه لاحظ أن قادته يتحدثون فيما بينهم عن البحث عن طريقة جديدة للشفرات غير معروفة، بعدما استطاعت إسرائيل فك شفرات عديدة. فاقترح إدريس عليهم أن تكون الشفرة باللغة النوبية على اعتبار أنها لغة “محادثة” وليست لغة “كتابة” ويتحدث بها أبناء النوبة في مصر فقط.

 

وأضاف: قلت لقادتي إن اللغة النوبية تنقسم إلى قسمين بين أهلها وهم “لهجة نوبة الكنوز”، و”لهجة نوبة الفديكا”. ويعود أصل “الكنزية” إلى٣ع اللهجة “الدنقلاوية” نسبة إلى دنقلة في السودان، بينما يعود أصل “الفديكا” إلى اللهجة “المحسية”، التي كان يتحدث بها سكان شمال السودان. وأضاف: “أبلغ قادتي الفكرة لرئيس الأركان الذي بدوره عرضها على الرئيس أنور السادات ووافق على الفور وفوجئت باستدعاء الرئيس الراحل لي”.

 

وقال: “وصلت لمقر أمني لمقابلة الرئيس السادات وانتظرت الرئيس بمكتبة حتي ينتهي من اجتماعه مع القادة, وعندما رأيته كنت أرتجف نظراً لأنها كانت المرة الأولى التي أري بها رئيسا لمصر، وعندما قابلني وشعر بما ينتابني من خوف وقلق اتجه نحوي ووضع يده على كتفي ثم جلس على مكتبة وتبسم لي وقال لي: فكرتك ممتازة.. لكن كيف ننفذها؟ فقلت له لابد من جنود يتحدثون النوبية وهؤلاء موجودون في النوبة وعليه أن يستعين بأبناء النوبة القديمة وليس بنوبيي 1964، وهم الذين نزحوا بعد البدء في بناء السد العالي لأنهم لا يجيدون اللغة.. وأضفت قائلاً هم متوفرون بقوات حرس الحدود.. فابتسم السادات قائلاً: بالفعل فقد كنت قائد إشارة بقوات حرس الحدود وأعرف أنهم كانوا جنوداً بهذا السلاح”.

 

وأضاف إدريس أنه بعد عودته إلى مقر خدمته العسكرية كان عدد المجندين 35 فرداً، وعلم أنه تم الاتفاق على استخدام النوبية، كشفرة وأنهم قرروا الاستعانة بالمجندين النوبيين والذين بلغ عددهم حوالي 70 مجنداً من حرس الحدود لإرسال واستقبال الشفرات، وتم تدريب الجميع، وذهبوا جميعاً وقتها خلف الخطوط لتبليغ الرسائل بداية من عام 1971 وحتى حرب 1973″.

 

وقال إن السادات طالبه بعدم الإفصاح عن هذا السر العسكري، وهدده بالإعدام لو أخبر به أحداً، مضيفا أن هذه الشفرة استمرت متداولة حتى عام 1994 وكانت تستخدم في البيانات السرية بين القيادات.

 

وقال: لقد كانت كلمة “أوشريا” هي الكلمة الأشهر في قاموس الشفرات النوبية بحرب أكتوبر، ومعناها العربي “اضرب”، وجملة “ساع آوي” تعني “الساعة الثانية”. وبتلقي كافة الوحدات كلمة “أوشريا” وكلمة “ساع آوي”.. بدأت ساعة الصفر لينطلق

 

 

 

 

أمير البحرية بحرب اكتوبر

 

الفريق أول فؤاد ذكري قائد القوات البحرية في حرب أكتوبر 1973م , وأول قائد مصري للبحرية يقود أسطولها الحربي في حرب حقيقية ويحقق انتصارًا تاريخيًا منذ عصر (إبراهيم باشا) أمير البحرية الأسبق، ويعد من أبرز قادة القوات البحرية في التاريخ المصري الحديث، وهو الذي خطط للضربة البحرية التي تحدث عنها العالم كله، وكانت إشارة النصر في حرب أكتوبر 1973 م، وهي حصار مضيق باب المندب والذي جعل إسرائيل لا تنام بسبب آثاره السلبية عليها ففي مساء الخامس من أكتوبر 1973 صدرت الأوامر للقوات بالتوجه فورًا إلى مواقع محددة عند مضيق باب المندب في سرية تامة عند نقط تسمح لها بمتابعة حركة جميع السفن العابرة في البحر الأحمر راداريًا وتفتيشها، ولم تجرؤ سفينة إسرائيلية واحدة على عبور المضيق طوال الحصار، كما انتشرت الغواصات المصرية بين المنطقة ما بين جدة وبور سودان وكانت مكلفة بتدمير أي وحدة بحرية متجهة شمالًا إلي ميناء إيلات، ونفذت هذه الوحدات مهامها على أكمل وجه.

 

 

 

الصاعقة المصرية …الكتيبة التى منعت شارون من دخول الإسماعليه 

 

أما اللواء نبيل شكري قائد قوات الصاعقة فيقول يوم 17 أكتوبر صدرت التعليمات من الجيش الثانى للمجموعه 129 صاعقة بقيادة علي هيكل أن تقوم بدفع الكتيبة 73 فى منطقة الدفرسوار وأبو سلطان وفعلاً تم الدفع بها والإشتباك مع العدو وكان وقتها لايزال التقديرات الأولية أن قوات العدو تتكون من كتيبة فقط ولكن بعد وصول الكتيبة 73 والإشتباك مع العدو إتضح أن قوات العدو تتكون من لواء بقياده شارون وهنا تم الدفع بالمجموعه 139 بقيادة أسامة إبراهيم مع قوات المظلات التي دفعتها القيادة ، وتم منع شارون من دخول الإسماعيلية وكان الوضع متداخل بين القوات لدرجة أن المسافه بين القوات حوالى 500 متر والطرفين كانوا يشاهدون بعض بسهولة وكان هناك دور للصاعقة فى صد الهجوم بالثغرة فى إتجاه الهجوم ولكن كانت العمليات لهم محدودة لأن العدو كان قد تمكن من الدخول بحجم قوات كبير وكانت طبيعة الأرض لاتناسب عمل الصاعقة وأتذكر أن الكتيبة رقم 43 بقيادة المقدم زغلول فتحي من المجموعة 127 المتواجدة فى نطاق الجيش الثالث إستطاعت أن تحاصر النقطة الحصينة فى لسان بورتوفيق حتى إستسلم لهم الجنود وتم أسر37 فرداً من العدو وكان ذلك يوم 13 أكتوبر وتم الإستيلاء على 3 دبابات سليمة وجميع الأسلحة الموجودة بالنقطة القوية.

 

 

 

الطيار المصرى المجنون

 

 

اللواء طيار أحمد المنصوري الشهير بـ “الطيار المصري المجنون” الذي يحكي لنا لماذا وصفوه بـ”الطيار المجنون” قائلا: الطيارين اليهود هم من أطلقوا عليَّ هذا اللقب، وأنا أعتبره بمثابة تكريم لي من جيش الدفاع الإسرائيلي، بعد انتهاء حرب أكتوبر 1973، والتي استطعنا من خلالها قطع يد إسرائيل، وأن هذه المناورة تسمي “مناورة الموت الأخير”، فعندما شعرت بأنني سأموت وأن طائرات العدو خلفي، قررت ألا أموت بمفردي وأنه يجب أن يشاركني الموت أحد طياري العدو، لذلك قررت أن أقوم بهذه المناورة، وبالفعل نزلت بمقدمة الطائرة نحو الأسفل واندفعت بأقصى سرعتي، فاعتقد الطيارون اليهود العدو أنني سأقوم بالإنتحار حينها رفعت رأسي لله وناجيته وقلت له: أنا بقاتل في سبيلك، شوفلك حل فيا، أنا كده روحت أونطة، وهاموت والطيارة هاتتكسر” وتابع قائلاً : “بعد إطفائي لمحركات الطائرة ومع اقترابي السريع للأرض، ظهرت هالة من التراب اعتقد اليهود حينها أن طائرتي دُمرت، ولكن الله استجاب لدعائي وبعض بضعة ثوانٍ فوجئ اليهود بإنطلاق الطائرة من الأرض مرة أخرى مثل الصاروخ، ما جعلني في وضعية خلف طائراتهم ومن ثم أطلقت على الطائرة التي كانت تلاحقني صاروخين ودمرتها بفضل الله، وكانت هذه الشهادة أول تكريم لي من الجيش الإسرائيلي العدو، وثاني تكريم لي جاء من الرئيس السيسي في العيد الأربعين لحرب أكتوبر عن القوات الجوية.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق