المميزةالنص الحلو

الثانوية العامة…النجاح للجميع ..ولكن

 

تقدمه..

د.أماني موسى

 

فى يوليو الماضى… وفي ترقب وقلق …، وقفت أمهات فى عمر الأربعين عاما والخمسين ، ينتظرن أبنائهن أثناء تأدية امتحان شهادة الثانوية العامة المصرية فى إحدى المدارس ،.. في حين تحاول إحداهن تهدئة إحدى الأمهات الواقفات حتى تمر هذه اللحظات العصيبة بسلام .

 

حرارة شمس الظهيرة الحارقة زادت من توتر الأمهات ، وتساقطت حبات العرق على جبينهن وهن يتبادلن الحديث كيف أنهن أنفقن أغلب ميزانية أسرهم البسيطة على الدروس الخصوصية، ويأملن أن يلتحق ابنائهن بكليات *القمة*

 

حالهم لا يختلف كثيرا عن حال أسر أكثر من 783 ألف طالب وطالبة بدأوا خوض امتحانات الصف الثالث الثانوي هذا العام .

يقضي الطالب وأسرته الثانوية العامة في ضغط عصبي وبدني وتوتر وقلق عاما كاملا مما قد يجبر الطالب على الإنتحار أحيانا عندما لا يتحمل أو عندما يشعر بالفشل، وكل عام في خلال الامتحانات وأثناء اعلان النتيجة لابد من وجود مثل هذه الحالات، *لماذا ؟*

أنه نتيجة لهذه الأكذوبة الكبيرة، فهو فاشل من وجهة نظر المجتمع والأسرة، ويبدأ اللوم و لاينتهي والمقارنات مع هذا وذاك لايدرك الأهل أن هذا الطالب قد يكون متميزا في مجال أخر .

فالتميز ليس محصورا في كلية معينة بالعكس كل يبدع في مجاله والذي يحتل القمة فعلا من ينجز ويطور ويبدع .

*نجد لكل طالب قصة* مع الثانوية العامة وكليات القمة، فلن يخلو منزل من هذه القصة باختلاف تفاصيلها.

ولشهادة الثانوية العامة تاريخ طويل مع المصريين بدأ في القرن الـ19، وكانت وقتئذ مدخلا ملكيا للحصول على وظيفة حكومية، أو استكمال الدراسة في المدارس العليا (الكليات الجامعية لاحقا) وهو ما يمنح صاحبها مكانة مرموقة في المجتمع ويضمن له وظيفة ممتازة.

وعبر عقود تغير اسم شهادة الثانوية العامة وعدد سنواتها وقيمتها العلمية، لكن الثابت أنها ظلت *أسطورة مرعبة* يتوارثها المصريون، وصارت عبئا نفسيا يحطم الأعصاب وضغطا ماديا يلتهم دخل آلاف الأسر البسيطة والمتوسطة.

*_الثانوية العامة ليست المصير والنهاية_*

_*مجموع الثانوية العامة ليس نهاية العالم بل بداية الدخول لمرحلة تعليمية جديدة بتحديات مختلفة*_

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق