المميزةالنص الحلو

التربية الجنسية ..مش خط أحمر

 

 

تقدمه..د..أماني موسى

 

 

“أيوه ما احنا كبرنا و اتجوزنا ومحدش قال لنا حاجة”

*جدل بين أولياء الأمور لتدريس التربية الجنسية:

قرار تدريس مادة التربية الجنسية، أثار حالة من الجدل بين أولياء الأمور، حيث أكدت بعض الأمهات أن الأمر لا يحتاج لمنهج، لأنهم يكتفون بغرس المعلومات البسيطة داخل أطفالهن لحمايتهم من أي إيذاء جنسي يتعرضون إليه، لعدم إثارة وعي الأبناء إلى الناحية الجنسية، فيما رأى البعض الآخر ضرورة تدريس هذه المادة لتبسيط المعلومات للأطفال ورفع الوعي السليم بطرق جيدة.

ويعتقد الآباء أن هذه التربية مرادف للممارسة الجنسية، وهو فهم خاطئ يجعلهم يتجاهلون تعليمها لأطفالهم.

 

التربية الجنسية لا تشجع الطفل على الممارسة أو الاستكشاف الجنسي قبل أوانها، كما يعتقد الآباء، لكنها تفتح باب الحوار والثقة بين الآباء والأطفال، وتجعل الطفل يلجأ لوالديه عند سماع معلومة خاطئة أو عند الرغبة في التأكد من معلومة ما أو عند التعرض لموقف سيئ، لذا من الضروري أن تكون التربية الجنسية مسؤولية الأب والأم معا بغض النظر عما إذا كان الطفل ولدا أو بنتا”.

 

وعندما نتحدث مع الطفل عن التربية الجنسية فنحن نغلق الباب على الشخص ذي النية السيئة من أن يستغله أو يهدده، فمثل هذه التربية ليست فقط لتعليم الأطفال لكنها أيضا لحمايتهم من الاعتداء والابتزاز.

 

لاشك أن تربية الأبناء تعد مهمة شاقة جداً وقد تكون مماثلة للوظيفة بدوام كامل، لكن هذه المهمة تزداد صعوبة في عصر التكنولوجيا والإنترنت حيث أصبح الأطفال محاطين بكل أنواع التكنولوجيا طوال الوقت.

الأطفال والمراهقون لديهم القدرة على الوصول لكل المعلومات، الصح منها والخطأ، المتاح منها و الممنوع، المناسبة لسنهم و غير المناسبة،العصر غير العصر والظروف غير الظروف.

 

 

**والحل هو أن يكون هناك مصدر علمي يكتسب ثقة الأطفال والمراهقين، يحترم احتياجاتهم ويرد علي استفساراتهم بلغة سهلة مناسبة وخالية من الوصم.

 

تتجه وزارة التربية والتعليم، لتدريس طلاب المرحلتين الابتدائية والإعدادية مادة التربية الجنسية، لتوعية الطلاب بالعنف الجسدي والتحرش، وكذلك التوعية بالانحرافات السلوكية التي انتشرت في الآونة الأخيرة.

 

وبدأت هذه الخطوة حيث خصصت وزارة التربية والتعليم، درسًا كاملا عن التحرش في مناهج الصف الرابع الابتدائي لتوعية الأطفال,

حرصت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، على توعية الطلاب بالتحرش الجنسي في منهج اللغة العربية للصف الرابع الإبتدائي للعام الدراسي 2021_ 2022.

 

ويستهدف الدرس تعليم الأطفال الفرق بين اللمسة “العادية” والمؤذية، وخاصة أن التحرش جريمة مرعبة لأنها خطوة في حماية الطفل المصري.

 

وأشارت الوزارة، إلى أنه يوجد فرق الثقافة الجنسية والوعي الجنسي، ويحمي المنهج أطفالنا مما قد يحث لهم من ممارسات للتحرش بالمدارس والشارع ومن الأقارب أحيانًا.

** كلفت الوزارة مستشاري المواد التعليمية بديوان عام الوزارة، بمراجعة كتب اللغة العربية والتربية الدينية بمراحل التعليم الأساسي الابتدائي والإعدادي، لتضمينها مفاهيم التربية الجنسية والعنف الجسدي والتحرش الجنسي، لتوعية الطلاب بهم.

ومن المشكلات الأساسية التي تمثل عائقا أمام تحقيق الأمر هو المخاوف التي تواجه أطراف المنظومة التعليمية.

*لم تكن مصر الدولة الأولى التي قررت تدريس مادة التربية الجنسية، حيث سمحت بعض الدول بتدريس هذه المادة في المناهج التعليمية لتوعية الطلاب، ونوضح هذه الدول وأسباب تدريسها لمادة التربية الجنسية، في السطور التالية:

 

*ألمانيا:

تعتبر ألمانيا من الدول صاحبة هذه التجربة في السماح بتدريس مادة التربية الجنسية للطلاب، وتختلف المعلومات التي يتلقها الطلاب طبقا لمراحلهم التعليمية المختلفة، كما أن نظام تدريس هذه المادة التعليمية يختلف من ولاية لأخرى ففي برلين، يبدأ طلاب الصف الأول في التعرف على الفرق بين الذكر والأنثى والأعضاء التناسلية، ومن ضمن المواضيع التي تطرحها مادة التربية الجنسية أيضا الحديث عن مرحلة البلوغ والأمراض الجنسية والعنف الجنسي.

 

*بريطانيا:

انتشار حوادث اغتصاب الأطفال في بريطانيا، كان دافعا قويا لإضافة بريطانيا تدريس مادة التربية الجنسية منذ 3 أعوام، ولم يجبر طلاب المدارس على حضور هذه الدروس الخاصة بهذه المادة التعليمية.

 

*المغرب:

مازال طرح مادة التربية الجنسية بين الطلاب يثير الجدل في المغرب، فحسب دراسة أجرتها مؤسسة “سونرجيا” بشراكة مع “ليكونوميست” أوضحت أن 55% من المغاربة يؤيدون تدريس التربية الجنسية بالمدارس، لكن رفض ثلث المجتمع هذه الخطوة.

 

 

واختلف خبراء التربية حول أهمية تدريس مادة التربية الجنسية في المدارس، حيث أكد البعض أن التوعية بهذه الأمور لا يجب أن تدرس على شكل منهج، فهذا الأمر يجب أن يتولاه مدرس التربية الدينية، لأن الأطفال ليس لديهم وعي بهذه الأمور، فيما رأي البعض الآخر عكس ذلك، وقدموا تصويرا يتضمن كيفية تطبيق هذه المادة التعليمية.

 

إذا لم نعطي اولادنا معلومات صحيحة عن حياتهم الجنسية، فإنهم قد يبحثون عنها بطرقهم الخاصة التي قد تجلب عليهم المشاكل بدلاً من حلها أو قد يصاب أحدهم بمخاوف تظل تلازمه طول حياته وقد تفسد عليه حياته المستقبلية او التي قد تمنع البعض من الاستمتاع بالزواج..

وخاصة أن الكثيرين يمتنعون عن طرح مشاكلهم الجنسية كنوع من الحرج الاجتماعي والخجل.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق