أقلام حرّة
التدخين السلبي الثالث

التدخين السلبي الثالث (THS) يعني التعرض للمركبات السامة لدخان التبغ والذي قد يتواجد علي الأسطح والغبار في غرفة او سيارة جراء تدخين في وقت مضي. يشغل هذا الموضوع الباحثين وهو مجال حديث الدراسة نسبيا حيث ظهر أول بحث علمي في ٢٠٠٩ ومنذ ذلك الحين وهو يحوز الاهتمام لما له من تأثير كبير علي الصحة العامة.
كشف الباحثون عن العديد من الملوثات والتي يبلغ عددها أربعة آلاف من دخان السجائر، تبقي تلك الملوثات فترة طويلة في السجاد والجدران والأثاث والغبار، وعلي الملابس والجلد وشعر المدخنين. ويتعرض الناس لمخاطر هذه الملوثات عن طريق استنشاقها او لمسها او تناولها، لكن الأمر الأكثر خطورة هو ان بقايا دخان التبغ التي تمتصها الأسطح تتفاعل منتجة مواد سامة، حيث يحدث لها تحول كيميائي عندما تتفاعل مع المركبات الموجودة في الغلاف الجوي مثل حمض النيتروز حيث يتفاعل النيكوتين في دخان السجائر فينتج مركبات النيتروزوامين الثانوية، اثنين منها خطيرة وتعرف اختصارا ب ان ان ايه NNA وان ان كي NNK وهما يرتبطان بالحمض النووي وتعمل علي تحلله مما يؤدي ذلك الي فقدان السيطرة علي عملية الانقسام داخل الخلايا ويترتب علي ذلك نمو أورام سرطانية، بالإضافة الي أضرار بالكبد والرئة والجلد.
يمكن للملوثات الناتجة عن التدخين السلبي الثالث ان تبقي في المنزل علي الأسطح والمفروشات والجدران حتي بعد زوال الدخان وذهاب الرائحة، حتي لو في مكان نظيف حديثا يمكن ان يستمر تواجد مواد الدخان السلبي والتي ينبعث منها مواد سامة الي البيئة وقد أشار الباحثون الي ان كمية المواد الكيميائية التي يحدث فيها التدخين بانتظام يمكن ان تتجاوز حدود السلامة والمسموح بها، وهذا ما كشفت عنه نتائج الدارسة التي نشرت مؤخرا في مجلة العلوم البيئية والتكنولوجيا.
وفقا لمراكز السيطرة علي الأمراض والوقاية منها سي دي سي CDC فأنه ولتقليل خطر التعرض للدخان السلبي الثالث في مكان تم تدخين السجائر فيه هو ببساطة إزالة الاثاث الملوث، وإعادة طلاء الجدران والأسطح الأخري ومسح وتنظيف الاسطح بشكل مستمر وكذلك تنظيفها بانتظام باستخدام مرشح هيبا HEPA وبعض اجهزة تنقية الهواء. وأشار التقرير ايضا الي ان الأطفال الرضع والصغار هم الأكثر عرضة لمخاطر هذا النوع من التدخين حيث مازالوا في طور النمو وكذلك يتعرضون بكثرة للمس او ابتلاع او استنشاق مركبات التبغ السامة من خلال زحفهم ووضع ايديهم او العابهم في افواههم، لذلك وللحفاظ علي اطفالنا ان نمتنع عن التدخين في المنازل ولو صعب ذلك فمن الأفضل ان يكون في مكان مفتوح ومع ان ذلك ضار بالبيئة وللشخص المدخن لكنه يقلل المخاطر.
دكتور رضا محمد طه