أقلام حرّة

الإيكولوجيا الإنسانية

 

الدكتور معراج أحمد معراج الندوي
الأستاذ المساعد، قسم اللغة العربية وآدابها
جامعة عالية ،كولكاتا – الهند
merajjnu@gmail.com

الإيكولوجيا الإنسانية هو علم يقوم بدراسة العلاقة بين الإنسان والبيئة من حوله، وهو مزيج من علم الاجتماع والبيولوجيا والأنثربولوجيا، هو علم تخصص فرعي من علم البيئة والذي يركز على الإنسان ويستولى على معرفة كيفية تأثر سلوك الإنسان اتجاه البيئة بمعتَقَداته الفكرية والثقافية، وتكمن أهمية ذلك في فهم الأثر الحقيقي الذي يتركه الإنسان على بيئته، وهذه القضية الأساسية التي يتناولها هذا العلم.
ان لكلمة ايكولوجيا اشتقاق لغوي يعود الى الاصل اليوناني وهو (Oikos) الذي يعني منزلا او مكانا نعيش فيه،في حين يتضمن مصطلح (Logic) العلم. وتستعمل كلمة ايكولوجيا مرادفة لكلمة البيئة الجغرافية، والدراسات الايكولوجية تركز على دراسة الآثار المباشرة للبيئة على الحضارة المادية والمثالية للشعوب ذات الوسائل التكنولوجية البسيطة.
إن لفظ الايكولوجيا لا ينحصر في نطاق العامل البيئي او الطبيعي المتمثل بالاقامة والعيش ضمن منزل ما، وإنما يتعداه ليشمل كل الأنشطة او الفعالياتالتي تمثل مجال حياة الانسان، وفي هذا السياق تعرف الإيكولوجيا دراسة العلاقات بين الكائنات الحية وبيئاتها، لكن دراسة ومعنى الايكولوجيا يتعدى عملية التكييف المادي والحضاري للإنسان مع بيئته الاجتماعية. ولقد أدت معرفة الإنسان المتزايد بطرق الاستفادة بموارد البيئة، تلك المعرفة التي تتخلص في في كلمة ثقافة، فقد ساعدت الثقافة الإنسان على أن يتحكم في البيئة ويعدلها لصالحه، وأدى تكيف الإنسان بالبيئة الطبيعية.
يتسع مجال الأيكولوجيا العامة ليشمل دراسة الكائنات البشرية، حيث أن الإنسان يمثل نوعا متميزا يشارك غيره من الكائنات الأخرى نسيج الحياة في أغلب أجزاء هذا العالم الأرضي ؛ لذلك اعتبرت الأيكولوجيا البشرية شأنها في ذلك شأن أيكولوجيا النبات والحيوان، تطبيقاً لوجهة النظر الأيكولوجية العامة على قطاع معين من نسيج الحياة الأرضية أو نوعاً متميزاً من أنواع الكائنات الحية هو النوع الإنساني.
إن الأيكولوجيا البشرية تهتم بعلاقة البيئة الطبيعية بالإنسان وتبحث في مساءل العلاقات بين الأنسان وبيئته، مما يتطلب دراسة العلاقات القائمة بين الأفراد من حيث نشاطاتهم وثقافاتهم وعاداتهم وتقاليدهم والأعراف السائدة في المجتمع.
الإيكولوجيا البشرية بالمجتمع يركز على الأدوار التي يقوم بها الأفراد داخل المجتمع وعلاقاتهم بالإطار العام الذي يعيشون فيه ودوافع السلوك، وذلك من خلال مجموعة من العمليات الثقافية والاجتماعية، وهي تهتم بتوضيح العلاقة بين الظروف الجغرافية والسلوك الإنساني والتنظيم الاجتماعي والعمليات الاجتماعية والمقدرات التاريخية.

 

 

 

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق