أقلام حرّة

الأزهر تحت القصف

 

بقلم: يحي سلامة

(أن تأتي متأخرا خير من ألا تأتي أبدا)
تذكرت هذه المقولة وانا اتابع رد صحيفة صوت الازهر في صفحتها الاولي علي (الاعلامي) الذي اختلق ازمة مع شيخ الازهر محرفا او مجتزءا جزء من فتوي سابقة له ليشعل معركة اعلامية هي في الاخير تمثل اساءة وتطاول غير لائق علي المؤسسة الدينية التي يمثلها شيخ الازهر احمد الطيب
(وبالمناسبة كلامي ويجب الا يكون الكلام اصلا علي شخص الشيخ احمد الطيب ايا كانت مواقفه وافكاره التي قد تروق او لا تروق للبعض ولكن كلامي عن صفته وانه في الاخير ممثل لاكبر كيان ومؤسسة دينية لها احترامها ومكانتها لا في مصر وحدها ولكن في جميع الدول الاسلامية بلا استثناء)
ومن هذا المنطلق أعود لبداية ماقلته
هل هذه هي المرة الاولي التي يتم فيها التعرض للازهر ومؤسساته
الم يطالب سيد القمني (الذي رحل امس الاول) علي الهواء مباشرة وفي برنامج تليفزيوني علي فضائية مصرية باعتبار الازهر منظمة ارهابية وانه يسعي لدي الامم المتحدة ان تتبني هذا القرار (والفيديو موجود لمن اراد الرجوع اليه)
وعلي شاشة فضائية مصرية اخري ظهرت 4 سيدات من المعروف انهن مفكرات ومثقفات ومعروف عنهن ايضا اتجاهاتهن العلمانية والفكرية
قد ظهرن جميعهن في برنامج تليفزيوني ينظرن ويقترحن تشكيل المجلس الاعلي للازهر والمجلس الاعلي للشئون الاسلامية ويطالبن شيخ الازهر بالاستقالة علي الهواء
وجميعنا يذكر ذلك المذيع الذي اعترض علي تفسير فاتحة الكتاب في قوله تعالي (غير المغضوب عليهم ولا الضالين) ونذكر طريقته الاستفزازية والساخرة وهو ينادي علي شيخ الازهر وكانه يضع الرجل في موقف المتهم ويطالبه بالدفاع عن نفسه.
بل ان ذلك الاعلامي صاحب الازمة الاخيرة ظهر منذ فترة مطالبا شيخ الازهر بالتنحي وقائلا له بالحرف الواحد (ماتمشي يا اخي انت قاعد بتعمل ايه)
وبالتاكيد هناك الكثير والكثير من البرامج والمشاهد والمقالات التي امتلات بها الصحف والمجلات نالت من الازهر وشيخه سواء بحق او بدون حق.
وهنا يجب التنبيه ان مساندة شيخ الازهر ليس مساندة لشخصه (مع كل الاحترام والتقدير لشخصه الكريم) ولا مساندة عاطفية من باب حب الشيخ وبغض معارضيه
ولكن يجب ان تكون المساندة مساندة موضوعية علي اساس احترام الكيان وقبل ذلك احترام التخصص والعلم خاصة واننا نتحدث عن كيان ديني ومسائل فقهية وشرعية لا يتوافر للكثير العلم بها ومناقشاتها واولهم من يظهرون علي الشاشات ويكتبون في الصحف اصحاب الاسماء الرنانة.
فانا اتفهم مثلا ان يقوم احد محللي المباريات بانتقاد مدرب المنتخب علي طريقة اللعب واختيار اللاعبين والامور الفنية الاخري مطالبا. بعلاج الاخطاء او حتي باستقالة المدرب.
اتفهم هذا باعتبار ان هذا المحلل قد مارس اللعبة وانه ملم وعلي علم بكل تفاصيلها وخباياها.
اما ان يتحدث في الفتاوي وفي اداء مؤسسة وكيان بحجم الازهر الشريف ويتصدي لمسائل فقهية وشرعية في الفقه وتفسير القران الكريم وهو بتكوينه وثقافته وفكره غير مؤهل بالمرة للحديث في مثل هذه الامور فضلا عن ان البعض منهم معروف عنهم مواقفهم الثابتة من الاسلام ومن الدين عموما والبعض الاخر عليه احكام بقضايا ازدراء الاديان.
وهذا هو الفيصل في هذه الازمة يجب ان يترك الامر لاهله والا عشنا في فوضي كتلك التي نعيشها اليوم من اعلام قائم علي التفاهات والصراخ ومقاطعة المتحدث والتشنج والعصبية ولا احد يسمع الاخر وكل هذا من اجل تحقيق الترندات ونسبة المشاهدة والاموال الطائلة ليس علي حساب وعي المشاهد واحترام عقله فقط بل علي حساب الحديث لمجرد الحديث واثبات الذات حتي لو كان المتحدث جاهلا كل الجهل بما يتحدث عنه.
والمدهش في الامر ان هؤلاء انفسهم هم دعاة المدنية والعلم واحترام التخصصات ويرفضون التعرض لهم او الحديث عن شخصهم وافكارهم وكأنهم فوق النقد وفوق المساءلة
وهم أنفسهم لم يتركوا احدا الا وانتقدوه سواء حيا او ميتا ومنهم (والامثلة كثيرة وموجودة) من تطاول علي الصحابة رضوان الله عليهم وعلي الرسول صلي الله عليه وسلم بل وعلي الذات الالهية والعياذ بالله.
وفي الاخير اتمني ان يتنبه مسئولو ومنظمو الاعلام ان مثل هذه البرامج وهذه الاطروحات وهذه الشخصيات وظهورها علي شاشات الفضائيات هي ماتهدد سلامة الامن المجتمعي وتعمل علي اثارة الفتن وان خطرها لا يقل في رأيي عن خطر الارهاب المسلح او الغزو الفكري القادم من الخارج
ويجب التصدي لهذه الفوضي الاعلامية (الغير خلاقة بالمرة) قبل فوات الأوان وحدوث ما لا يحمد عقباه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق