أقلام حرّة

احذروا من القوادين الجدد

 

بقلم: مريم يعقوب

 

من سنين طويلة والسينما المصرية كانت ليها بصمة كبيرة فى إلقاء الضوء على بعض من النماذج والاشخاص المتسلقة المدمرة اللى كانت بتضر بأخلاقياتنا وديننا وبناتنا وابناءنا ونساءنا ومجتمعنا ككل وإن كانت منها أشكال وأنواع من النماذج والشخصيات القوادة واللى كانت مهنة بيمتهنها البعض من اجل الحصول على أهداف شخصية وفى المقابل تتم التجارة بالمرأة وتوظيفها لخدمات هؤلاء..القوادة كانت انواع واشكال متعدده وليها اكتر من وجه وده لم تغفله السينما ايضا فى عرضها لمختلف نماذج الشخصيات القوادة فمنها مثلا النموذج اللى يبيع شرفه مقابل القيادة والمنصب بمعنى ان كان بيطمح انه يكون قائد زى مثلا نموذج محجوب عبد الدايم اللى عرضته السينما بشكل قوى وجريىء وواقعى جدا فى فيلم من اروع افلام السينما المصرية (القاهرة ٣٠) واللى كان من تأليف الأديب العظيم نجيب محفوظ وهنا محجوب عبد الدايم علشان يوصل ويبقى ليه مكانه فالمجتمع اختار يكون قواد ملو هدومه قواد اد الدنيا..فكانت القوادة عنده مقتصرة على الشخص اللى يبيع شرفه ويتاجر بالنساء والبغايا لتحقيق اهدافه ومصالحه يعنى من الاخر تبادل مصالح أشبع ليك رغباتك واكون ستار يدارى اى فعل مشين وفى المقابل طلباتى تتحقق وفالغالب بتكون الطلبات هى تقلد المناصب والتقرب لأهل السلطة والكرسى ده غير نموذج عباس القواد فى فيلم خمسة باب واللى تم عرضة عام ١٩٨٣ بطولة نادية الجندى وعادل امام وهنا نموذج القواد مختلف شوية لأنه كان واخدها بالدراع والفتونه وشغل العصابات والخناقات والصوت العالى علشان تكتمل رسمته بالترهيب والتخويف وحشد الناس اللى حواليه ضد اللى يضايقه او يقف قصاده وفى نوع اخر من القوادين ودول بقا اللى بيصنعوا الكيان نفسه وحجر الاساس لتسهيل المهنة زى صالح وحسنية العالمية فى فيلم درب الهوى واللى تم انتاجه وعرضة سنة ١٩٨٣ ايضا وهنا الثنائى قرروا يفتحوا فندق للدعارة وممارسة البغاء فى منطقة درب طياب لتسهيل الشغل واستقطاب الزبائن من كل شكل ولون لتيسير اعمالهم فمنهم الباشا ومنهم الموظف ومنهم الافندى ومنهم كمان صالح نفسه اللى بيقع فى غرام واحدة من البغايا وكتير من النماذج الاخرى اللى تم عرضها ومحاكاتها فالسينما المصرية على مدار سنين وسنين لكن من الواضح ان مع الوقت والسنين وتغيير العقود والتكنولوجيا الرقمية والمنصات بالسوشيال ميديا اللى للاسف بيتم استخدامها فى مجتمعاتنا العربية اسوء استخدام لم تنتهى القوادة بل بالعكس أصبح ليها مكان مستتر داخل مواقع التواصل الإجتماعي والمنصات والقنوات الخاصة وخاصة منصة اليوتيوب وبدل ما كانت زمان ففندق لممارسة الرذيلة اصبحت الان فى قنوات لتشويه سمعة المرأة المصرية بخطة مدروسة ممنهجة من اجل القضاء عليها بأبشع الطرق

وده اللى اكتشفته بمحض الصدفة لما قادتنى الأقدار الفترة اللى فاتت لمتابعة بعض القنوات والمنصات على اليوتيوب وفوجئت بكارثة أخلاقية علنية لبعض من الشرزمة والشاذين فكريا واخلاقيا والقوادين الجدد اللى لابسين ثوب الفضيلة وعاملين فيها الجهابذة واصحاب الفصاحة وبيدعوا الشرف والمبادىء وهما فالحقيقة بيعرضوا وبيتناولوا قضايا العرض والشرف واختلاط الانساب بشكل واسلوب فج يؤذى بل ويدمر ويشوه سمعة وقيمة المرأة العربية بشكل عام و نساء مصر بشكل خاص واتباع نهج ومنهج تشويهى للحصول على الأموال والهدايا بل وربما كمان الحصول على تمويلات خارجية من اعداء الوطن والتابعين للجماعات المشبوهه والحركات المحظورة لتشويه صورة المرأة المصرية الوطنية المكافحة الشريفة بأى ثمن حتى ان كان هذا الثمن هو الأبناء والخوض فى الحياة الشخصية أو اقتحام ستر المحصنات من الأمهات والمتزوجات وتسريب التسجيلات الصوتية والصور والفيديوهات من اجل الحصول على الحشد الجماهيرى ضد الضحايا وتلويث السمعة والالحاق بالتهم والكذب والادعاءات الباطلة بدون اى دليل واحد يثبت صحة ما يقال .. ده غير جريمة التربح من وراء التبرعات واستقطاب فاعلى الخير من المصريين واشقائنا من الدول العربية للحصول على مبالغ مالية وهدايا عينية طائلة بإسم الغلابة والمساكين واستخدام الفقراء والمحتاجين والتسول بإسمهم دون وجه حق.. القوادين الجدد لم يرحموا فقر الفقراء وحال المساكين لم يرحموا احتياج المريض وضعف الغلبان ولم يرحموا استغلال الشرف والخوض فى الأعراض .. والسؤال هنا اين نحن من تلك الجريمة الاخلاقية فى حق نساء مصر والوطن العربى بأكمله؟!!! اين نحن من استغلال الفقراء والمحتاجين والتربح من ورائهم؟!!! اين نحن من القوادين الجدد؟!!!

هل سوف ندفن رؤوسنا فى الرمال ونشاهد ونكتفى بدور الشيطان الاخرس بل وربما نهلل ونمجد ونعطى لمن لا قيمة له الحق والقيمة؟!!! أم نقوم بدورنا المجتمعى فى التصدى لمثل تلك الجرائم والابلاغ عنها والقبض على مرتكبيها ومحاربتهم حتى لا ينهش هؤلاء الذئاب فى شرف أم ملكومة وزوجة محصنة وسيدة مصرية لا تملك سوى سمعتها وشرفها وابنائها واحترامها لذاتها ولوطنها

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق