المميزةمن القلب للقلب

ابني …. مدمنا

 

 

 

تقديم/ د. أماني موسي

 

 

في لهجة طغي عليها الحزن والأسي بدأت الأم حكايتها بعبارة واحدة لخصت فيها كل معاناتها قائلة: «لم أتخيل يوماً أن ابني الأكبر الذي أستند عليه، بعد وفاة زوجى يمكن أن يسقط مني بعد أن عرف الإدمان طريقه إليه»

تحكى وهي عاجزة عن منع الدموع من أن تتساقط من عينيها وتقف عاجزة لا تملك أن تفعل له أي شيء..

تخرج فى كلية الآداب واستسلم للبطالة ولم يسعى لإيجاد فرصة عمل مناسبة ، ولذلك رفض أهل فتاة أحبها الارتباط بها لعدم حصوله على فرصة عمل مناسبة، وبعد زواج حبيبته أصيب بالاكتئاب.

 

بدأ بتناول حبوب مهدئة وتطور الموضوع بشكل سريع للإدمان ،فى يوم من الأيام وجدت بين أغراضه شريطا شكله مختلف فاحتفظت به وذهبت للصيدلية لاكتشف أنه شريط مخدرات، وعندما واجهته أخبرنى أن إحدى اصدقاءه أعطاه له ليساعده على التركيز .

تناول المخدرات رغبة فى النسيان، كنت ارى ابنى ينهار أمامى وأقول لنفسى بسبب عدم عمله وفقده حبيبته.

تعرضت للسرقة أكثر من مرة، فأصبح الشك حقيقة فتداركت الأمر وذهبت به إلى عدة مستشفيات للعلاج .

ومع منع الأموال عنه تطور به الأمر إلي سرقة الأشياء الثمينة من داخل المنزل، وكلما زادت كمية تعاطيه للمخدرات ازداد هياجه علينا لدرجة أنني كنت أدعو الله في أحيان كثيرة أن يأخذه، حتي نرتاح منه وأكثر من ذلك راودتني بعض الأفكار أن أزج به تحت عجلات أي سيارة، لتنتهي آلامه وآلامنا، ولكن إيماني بالله وتديني كان يحول بيني وبين هذه الهواجس الشيطانية.

 

ومنذ ذلك الحين والجميع ينظرون لي ولبناتي، وكأننا مرض معدى يجب الابتعاد عنا، ولذلك دعوت الله سبحانه وتعالي أن يرزق بناتي أزواجاً من خارج مدينة الإسكندرية لا يعرفون حقيقة الابن المدمن، والحمد لله الذي استجاب لدعائي،

وتركت الإسكندرية طاوية الطريق تحت قدمي لأبحث في القاهرة عمن يمد لى ولابنى يد العون، بعد أن أغلقت الدنيا أبوابها في وجهى.

 

وتكمل الام حكايتها:

بأنه الابن الأكبر وكان واجباً أن يساعدنى فى الإنفاق علي أشقائه الثلاثة ولكنه انقاد خلف أقران السوء وتعاطي المخدرات بجميع أنواعها .

 

عندما كنت أراه وهو في حالات التعب والضعف، كنت اصبر نفسي وأقول قد يكون حزينا من جلوسه بالبيت بلا عمل والذى وضعه في صف واحد مع شقيقاته البنات اللاتي تخرجن من الجامعة غير أنهن جلسن أيضاً في البيت بلا عمل».

 

وتضيف الام

بدأ يسهر خارج المنزل حتي الفجر يوميا، وعند عودته كان ينقلب إلي انسان آخر لا يستطيع أي منا أن يتحدث معه، حاولت التماسك ومعالجة الموقف بطريقة عملية، فعرضته علي الكثير من الأطباء في أحسن مستشفيات علاج الإدمان، ولكن العلاج كان يفشل دائماً نتيجة قيام بعض معدومي الضمير بتوصيل المخدرات للمرضي بالمستشفيات، الأمر الذي أعاق شفاؤه وأرهقني ماديا لدرجة دفعتني لبيع شقة كان قد تركها والده له ليتزوج فيها.

 

وتنهمر دموع الأم وهي تتذكر كيف تطاول عليها ابنها الوحيد، ورفع السكين في وجهها، عندما رفضت إعطاءه أموالاً، لشراء المخدرات وحاولت حبسه بالمنزل. ففقد صوابه، وأخذ يضربها ضربا مبرحا بكل قوته كادت تقضي عليها لولا تدخل أخواته الذين أنقذوها من بين يديه.

 

كل طموحى أن يتعافى ابنى من الإدمان

ولا اعرف كيف اتعامل معه وانا مريضة سكر وسريعة الانفعال ماهو الحل وفقكم الله.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق