أقلام حرّة
ابنك المُراهق وشبح نتيجة الثانوية العامة

أعدته كتبته: د.ياسمين ناجي مدرس مساعد بقسم الصحة النفسية- كلية التربية- جامعة السويس
هذا اليوم يُمثل بمثابة حدث كبير بالنسبة للعديد من الأُسر المصرية.. فهو يوم مصيري.. وهو يوم حصاد تعب عام كامل بكل ما تحمله الكلمة من معنى.. وهو اليوم الذي تترقب كل أسرة بزوغه للإطمئنان على أولادهم ومستقبلهم.. ألا وهو يوم نتيجة الثانوية العامة..
وِلُدنا وكَبُرنا ونحن نسمع كل عام عن معاناة الأسر في ذلك اليوم.. فالبعض يستبشر بظهور النتيجة وحصول ابنه على مجموع عالي.. والبعض الآخر يملأ وجهه الحَّزن لعدم حصول ابنه على المجموع الذي يتمناه..
وبين هذا وذاك تكون النفوس مُعلقة بآمال وطموحات وأحلام.. وكأن مستقبل ابنهم في ذلك المجموع الذي يحصل عليه.. أعلم جيدًا أن كل أسرة تتمنى أن يكون ابنها أفضل ما في الكون.. ولكن ليس بذلك المجموع.. جميعنا وقعنا فخًا لذلك اليوم من فرح وحَّزن.. ولكن النقطة التي قد نسيناها جميعًا أن مُستقبل الطالب مكتوب على الجبين من قبل أن يُولد في تلك الحياة.. فلما لكل هذه المعاناة.. فما هو مكتوب له سوف يأخذه..
واليوم أود أن أوجه رسالة لكل أسرة تنتظر ذلك الوقت.. رفقًا بأنفسكم.. فكل ما هو مكتوب خير لأبنائكم.. وليس مجموع الثانوية العامة هو الذي يُحدد مصيرهم.. فما أكثر كليات القمة المليئة بالطلاب وياآسفاه يكون فاشلين بعد ذلك في المجال المهني والعملي..
فلا داعي أن نقيس مستوى أبنائنا بذلك المجموع.. فالخير مكتوب له في أي مكان.. والأمثلة والنماذج كثيرة من حولنا.. وهنا بعض النصائح التربوية لكل أسرة بخصوص ذلك اليوم:
♠ تسليم الأمور لرب العالمين: فكل ما يجري في الكون بأمر الله عز وجل، ومستقبل كل فرد بيده وحده، فالتسليم لأمر الله يُهدىء النفس ويريح البال ويجلب الأمل والاطمئنان.
♠ مراعاة مشاعر ابنك: عدم احباطه أو التقليل من شأنه أو ثقته بنفسه، بل بالعكس من الواجب تشجيعه على استقبال النتيجة بكل ثقة وكل صمود وثبات انفعالي.
♠ تقدير قدرات ابنك: لكل فرد قدرات ومواهب لا تتعارض مع ما يحصل عليه من مجموع درجات، فسبحانه وتعالى مَّيز كل شخص عن الآخر بقدرات تجعله مُميز في كل مكان.
♠ تهيئة نفس ابنك: من المهم تهيئة نفس ابنك قبل الانتقال من مرحلة الثانوية العامة لمرحلة الجامعة، وهى مرحلة جديدة في عمر ابنك.
♠ التعامل مع ابنك على إنه شاب وليس طفل: بمجرد أن تنتهي فترة الثانوية العامة يرى ابنك أنه أصبح شاب جامعي، ويجب معاملته على ذلك؛ لذا من واجب الأسرة مراعاة ذلك.