أقلام حرّة

إلي وزيرة الثقافة٠٠وإلي السادة الحريصين علي تراثنا الثقافي٠٠كفانا إهمالا وتدميرا لرموزنا الوطنية”١”الحلقة”١”

مائة عام علي وفاة مجدد "الموسيقي العربية" ٠٠جدنا"سيد درويش"٠٠بيته ب"كوم الدكة" تنعق فيه"البوم" والزواحف

بقلم:أحمد مدكور

الحمد لله رب العالمين على نعمة الإسلام وكفى بها نعمة٠٠

حرصا منا نحن الغيورين علي لغتنا العربية “الخالدة” لغة”القرآن العظيم الكريم٠٠لغة أهل الجنة٠٠وتراثنا ورموزنا

أجدادنا العظام٠٠هالني وأفزعني ما قرأته أمس عن مئوية

مجدد الموسيقي العربية الرائع المناضل الثوري مؤازر ثورة

١٩١٩م وزعيمها الوطني” سعد زغلول”ومعه مؤلف نشيد” بلادي بلادي٠٠لك حبي وفؤادي” العظيم الذي يجهله الكثيرون

” محمد يونس القاضي” والعملاق المتمرد ضد الظلم والطغيان حبيبي الذي عاني الأمرين” محمود بيرم التونسي”٠

وعن السيرة والمسيرة لهذا العملاق العظيم٠٠الذي تعمّقت في معرفة كل شئ عنه من المولد حتي الممات، وتعجبت منه ومن عبقريته الفذة، عاش عمرا قصيرا، ولكن الإنجازالهائل كان عظيما٠٠فبحول الله وقوته نبدأ سيرة هذا العملاق٠

، ولد في السابع عشر من مارس١٨٩٢/٣/١٧م وتوفي في

العاشر من سبتمبر١٩٢٣/٩/١٠م٠٠قدر الله له أن يعيش ثلاثة

وعشرين”٢٣”يوما وخمسة أشهر”٥”شهور وواحد وثلاثين عاما

البداية في “كوم الدكة” بوسط “الإسكندرية” ٠٠اسم الولادة:

السيد درويش البحر وشهرته”سيد درويش” ٠٠كان أبوه نجّارا

فقيرا وله ورشة صغيرة في”كوم الدكة” لصناعةالقباقيب”جمع

” قبقاب” يلبس في باطن الرجل، ويوجد في مراحيض المساجد، شئ خشبي ينتعله الرجل، ويدخل به الحمام،

وكذلك صناعة الكراسي الخشبية، ويحصل علي رزقه بصعوبة

شديدة، وكان أمًيّا لا يقرأ ولا يكتب، وكانت والدته تُدعي”ملوك” من أسرة فقيرة أيضا، وكانت أميّة هي الأخري،

وله ثلاث شقيقات”٣” يكبرنه قليلا٠٠شقيقتان متزوجتان وشقيقة أخري٠

وقد وُلد في عهد الخديو” عباس حلمي الثاني” أنظف وأشجع حكّام أسرة”محمد علي” الذين لا أحبهم؛ لما فعلوه

بالشعب المصري؛ الذي هتف له الشعب المصري”الله حي٠٠

عباس جاي”، وألحقه والده ب”كُتّاب سيدي أحمد الخيّاش”

وتلقي فيه خلال عامين مبادئ القراءة والكتابة والحساب،

بالإضافة إلي حفظ “القرآن”، ثم انتقل إلي مدرسة” حسن

حلاوة”؛ وفيها ظهرت موهبته الغنائية، ثم انتقل إلي مدرسة

“شمس المدارس” بمنطقة”رأس التين”، وكان أحد مدرّسيها

يعمل ليلا بفرقة الشيخ”سلامة حجازي”ويحفظ قصائده؛ فكان يلقّنها لتلاميذه، وهنا اكتشف موهبة”سيد درويش”،

فقرّبه إليه وتعهّده بالرعاية الفنيّة، ولقّنه مجموعة من الأناشيد والسلامات ثم الألحان، وقصائد الشيخ”سلامة حجازي” ٠٠وفي عام١٩٠٥م التحق” سيد درويش” بالمعهد الديني بمسجد سيدي”المرسي أبو العباس”ثم انتقل إلي

مسجد”الشوربجي”؛ ليستكمل دراسته بالسنة الثانية، حيث

استكمل حفظ “القرآن” وتجويده، وظل”سيد درويش” يؤذن

للصلاة في هذا المسجد طيلة ذلك العام الدراسي، حتي ذاعت شهرته وداع صيته بين مشايخ المعهد وطلبته، واكتسب ودّهم وصداقاتهم٠٠وأنوّه بأنه قد التقي لأول مرة بشريك الكفاح ٠٠حبيبي الرائع المناضل المتمرّد علي الظلم والطغيان”محمود بيرم التونسي”بمسجد سيدي”المرسي أبو العباس” ٠٠وتأتي الرياح بما لا تشتهي السفن ٠

ماذا حدث له بعد ذلك من مصادفات وأقدار٠٠نكمل في

الحلقة القادمة بإذن الله تعالى، إن كان في العمر بقية ٠٠

نستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه ٠٠هو مولانا عليه توكلنا

وإليه أنبنا٠٠نعم المولي ونعم النصير٠

أحمد مدكور

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق