أقلام حرّة

أيقظوا القلوب

 

 

 

بقلم/ عصام الدين عادل ابراهيم

 

في ليلة اهتزت الدنيا وسمواتها لأنين خير خلق الله ، وتأدبه في دعائه لمن يملك الأمر فدعاه( .. إن لم يكن بك على غضب فلا أبالي.. لك العتبى حتى ترضى..) لم يحشد الحشود ويتحالف مع قوى أو طرق أبواب الذل والاستسلام حتى يرفع عنه أذى الجهلاء القاسية قلوبهم والمتحجرة عقولهم

لكنه طرق باب من بيده الأمر من قبل ومن بعد. فكان الجزاء من جنس العمل ، فقد بلغ به الحلم مبلغه والصبر مكانته فكانت الجائزة الكبرى بإرتقائه إلى أعلى مكانه فبلغ سدرة المنتهى فعندها جنة المأوى والأنس بنور الجلال والكمال.

فقال تعالى:

سورة النجم، آية (١٨)

بسم الله الرحمن الرحيم

“لَقَدْ رَأى‏ مِنْ آياتِ رَبِّهِ الْكُبْرى‏”

وقد مهد لإرتقائه بإسرائه فهون عليه من أذى الخلق ومحاربته ومحاولاتهم في إخفاق رسالته من أجل الحفاظ على مصالحهم وسيادتهم بفسادهم وحرصهم على الدنيا التي سكنت قلوبهم السوداء المتحجرة. فكانت رحلته مع ربه ليسري عليه فقال تعالى:

سورة الإسراء، آية (١)

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏ “سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى‏ بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بارَكْنا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آياتِنا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ”

وهكذا مامن صاحب رسالة جاء للإصلاح إلا واجه مكائد ومعوقات من صناعة البشر يبيتون ويستيقظون عليها . فما أصاب نبي الله لوط من قومه إلا إصرارهم على فسادهم فقال تعالى:

سورة الأعراف، آية (٨٢)

بسم الله الرحمن الرحيم

“وَ ما كانَ جَوابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَنْ قالُوا أَخْرِجُوهُمْ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُناسٌ يَتَطَهَّرُونَ”

فليس بغريب أن تتجدد الصور والمواقف بإختلاف مكانة الأشخاص والزمان والمكان. لكن العبرة أن تتمسك بحلمك وصبرك وثباتك ولا تتخلى عن رسالتك في الإصلاح وستجد ما يثلج صدرك بمراد الله وحكمته وإنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب. فوجود المصلحون بيننا رحمه

فقال تعالى:

سورة هود، آية (١١٧)

بسم الله الرحمن الرحيم

“وَ ما كانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرى‏ بِظُلْمٍ وَ أَهْلُها مُصْلِحُونَ”

فاحرص على أن تكون مصلحا ولا تكتفي بصلاح أمرك وكفى

فما استفحل وتفشى الفساد والمفسدين إلا لإرتكاننا على أننا في زمن الرويبضة ، فكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته.

فقال تعالى:

سورة الأعراف، آية (٥٦)

“وَ لا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِها وَ ادْعُوهُ خَوْفاً وَ طَمَعاً إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ”

نسأل الله تعالى أن نكون من المحسنين المصلحين ولله وحده عابدين وبنصره على يقين بأنه سيأتي ولو بعد حين.

ولا حول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم

فمن أعان على الإصلاح أعانه الله ومن ظلم الناس وأعان على الفساد فعليه ما عليه من الله ، وليسرع في الاستغفار والتوبه والعوده إلى الله.

فقال تعالى:

سورة النجم الآيات ( ٣٨ : ٤٢ )

بسم الله الرحمن الرحيم

“أَلاَّ تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى‏(٣٨)وَ أَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسانِ إِلاَّ ما سَعى‏ (٣٩) وَ أَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرى‏ (٤٠)ثُمَّ يُجْزاهُ الْجَزاءَ الْأَوْفى‏ (٤١) وَ أَنَّ إِلى‏ رَبِّكَ الْمُنْتَهى‏ (٤٢). صدق الله العظيم

فإذا كان المنتهى إليه وحده فلماذا لا يكون المنجى والملجأ إليه وحده. فلنتراحم فيما بيننا ونتقى الله ربنا فيما أسند إلينا من أمانات فالعمل أمانه ، ولا إيمان لمن لا أمانة له.

والله المستعان والموفق وعليه قصد السبيل

ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق