أقلام حرّة

أنور وجدى يتحدى جورج كلونى

 

رؤية بقلم : إيناس السيد

 

 

لم تعد سينما الأربعينات والخمسينات والستينات مجرد فترة ذهبية وزمن جميل للفن الراقى بلونيها الأبيض إسود وطلة نجومها التى لا تضاهيها طلة مهما كانت جميلة ومنمقمة ومصححة بل إنها تحمل أسرارا تحتاج إلى إكتشافات عن سر جاذبيتها ونجاحها الأمس و اليوم وغدا

وربما من أحد أسرار هذه الفترة هو الإخلاص غير العادى وعشق الفن عشقا من نوع خاص وصل إلى إشهار إفلاس بعض الفنانين

الحقيقة أنها فترة خارج الزمن نشعر معها أنها شىءآخر مختلف وأن ما قبلها شىء وما بعدها شىء بينما هى شىء له سحر غير مفهوم

مارس بعض الفنانين فى هذه الفترة التمثيل والإخراج أحيانا أو كتابة السيناريو والتمثيل أحيانا أخرى أو الإنتاج مع التمثيل فى بعض الأحيان ولم يكن ذلك سوى لقناعة الفنان أن هذه الصناعة ملك الفنان لا يعيها إلا الفنان.

منذ عدة أيام قال الفنان العالمى جورج كلونى رأيًا عن الجمع بين التمثيل والإخراج فتحيز لإخراج وقال عنه : ممتع ، بينما يرى أن الجمع بين التمثيل والإخراج يقيد الإبداع

 

وهو رأى غريب لفنان عالمى مارس التمثيل والإخراج خاصة فى ظروف إنتاجية وتكنولوجية ضخمة تفوق بمراحل الإنتاج والخدع السينيمائية فى الفترة سالفة الذكر .. جعلني ذلك أعود بالأفكار إلى حبى الكبير ، كلايسكيات السينما المصرية وأول من خطر ببالي رجلًا عنيدًا امتلك وحده صناعة بأكملها داخل عقله وحنايا أفكاره وجوارحه ..لقد كان الفنان الكبير الراحل أنور وجدى صاحب صناعة بأكملها الذى حمله الجمع بين التمثيل والإنتاج والإخراج وكتابة القصة والسيناريو إلى طير حر فى سماء الفن لا يقيده شىء بل بالعكس فقد كسر أنور وجدى القيود وانطلق .. والأهم من كل ذلك أن كل أعماله كُتِب لها النجاح والجماهيرية لحوالى ٨٠ عاما رغم بساطة الأفكار وسهولة الحوار وعفويه التمثيل ومنها على سبيل المثال

– *ليلى بنت الفقراء* (1945)

– *ليلى بنت الأغنياء* (1946)

– *قلبي دليلي* (1947)

– *عنبر* (1948)

– *غزل البنات* (1949)

– *ياسمين* (1950)

– *ليلة الحنة* (1951)

– *قطر الندى* (1951)

– *حبيب الروح* (1951)

– *دهب* (1953)

– *بنت الأكابر* (1953)

– *أربع بنات وضابط* (1954)

 

هذه الأفلام تعتبر من أهم أعمال أنور وجدي وكانت نجاحات كبيرة في السينما المصرية. بل إن أنور وجدى استطاع تشكيل ثنائي سينمائي لم يشبهه ثنائي آخر مع الفنانة الرائعة ليلى مراد رحمها الله .. أضف إلى ذلك الاستعراضات التى علقت بالأذهان والوجدان..ويحسب لأنور وجدى اكتشاف أهم طفلة معجزة أنجبتها السينما ..فيروز التى تعلم من بعدها المخرجين أن يوكلوا أدوار بطولة لأطفال ..فكان إلى جانب مواهبه السابقة مكتشفا مغامرا ..ولم يكن الفن له مكاسب بالملايين والمليارات كما الآن وكانت الضربة الخاسرة موجعة ..فَلِمَ لَمْ يظهر بين كبار الفنانين الآن من يفعل مثل مصنع الفن المتكامل أنور وجدى .. إنتاج كبير وضخم لمواضيع تستحق وما أكثرها وفنان حقيقى لا يبحث عن المال فقط يستلهم القصص المفيدة للمجتمع ..رحم الله مصنع الفن أنور وجدى.

 

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق