أقلام حرّة

أمريكا وعملية مساعدة غزة….نجحت العملية ومات المريض

 

كالذي يقاوم المرض بأخذ مسكنات دون محاربة الميكروب الممرض نفسه مما قد يهدد بانتصار الميكروب وموت المريض كذلك تفعل الولايات المتحدة الأمريكية بمحاولاتها إيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة الذي تهدده شبح مجاعة قريبة، حالياً عن طريق عمليات إنزال جوي والتي لم تفلح كما وصفها الكثير حول العالم أما لسقوط المواد الغذائية في البحر أو تعرضها للفساد أو أنها لا تفي بالاحتياجات المطلوبة لسد جوع أهل غزة أو أنها تعرض حياة الغزاويين للموت وهو ما حدث بالفعل عندما قتل خمسة منهم يوم الجمعة خلال أحد عمليات إنزال المساعدات.

تلك المحاولات الأمريكية والتي تتم بالتعاون مع دول أخري انتقدت من الكثير حول العالم حتي أن خبير بالامم المتحدة وصف تلك الأفعال والجهود التي تقوم بها امريكا لإيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بأنها أساليب عبثية ومثيرة للسخرية طالما إستمرت المساعدات العسكرية الأمريكية لإسرائيل. ومعروف انها مساعدات ومساندة المتجبر نتنياهو علي إبادة الضعيف وهم الفلسطينيين كي تحقق إسرائيل أهدافها التي تعلنها في التخلص من حماس لكن الهدف الغير معلن يبدو أنها مقدمة علي إبادة فلسطين. هذا بالتأكيد أفقد الولايات المتحدة الأمريكية جل ما كانت تدعيه أمام العالم بحرصها علي سيادة القانون وحق الشعوب في تحديد مصيرها ومعه إنهيار الثقة في النظام الدولي العادل والتأكيد علي أننا نعيش بقانون الغابة اي البقاء للاقوي والفناء الضعيف.

السؤال الذي يطرحه منطق وطبيعة الاشياء وهو الا تستطيع الولايات المتحدة الأمريكية أن توقف تلك الحرب الظالمة علي غزة ووقف الأزمة والحصار الذي تفرضه إسرائيل وتجويع أهلها وقتلهم بالقوة علي غزة بكل ما تملكه أمريكا من قوة وتأثير؟ أو علي الاقل توقف امداداتها من الأسلحة وغيرهما لإسرائيل بدلاً من سعيها مؤخرا استعراضا إنشاء ميناء مؤقت يستقبل فيه الواردات من المساعدات لغزة علي ساحل البحر المتوسط في صورة ممر بحري أو رصيف عائم قبالة غزة يتم ربطه بجسر مؤقت لتسهيل وصول المساعدات، تلك الأمور هي في حد ذاتها إنسانية فهل تفعلها أمريكا لتبييض وجهها أمام العالم بعدما انكشف القناع عن وجهها الحقيقي ؟.

دكتور رضا محمد طه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق