أسرار وحكايات

أطلال المدرسة الأشرفية بشارع سكة المحجر

الصورة لأطلال مهيبة تسترها وتخفيها ماشيد أمامها من أبنية وزوايا بطول شارع سكة المحجر ‘ وتعاقب الناس علي إلقاء مخلفاتهم حتي صارت رديما وتلالا ‘ وتركت وحالها إنتظارا لغد يظهرها ويجليها ويعيد ماتبقي منها تاريخا وشاهدا وصفحة في تاريخ ً مصر أم الدنيا ً.
يذكر إبن إياس الحنفي في بدائع الزهور في وقائع الدهور ( وفي خامس عشره شهر صفر عام ٧٧٧هجريا أبتدأ السلطان الأشرف شعبان بن حسين بعمارة المدرسةالتي بالصوة ‘ تجاه الطبلخاناه من قلعة الجبل ‘ فشرع في هدم بيت الأمير سنقر الجمالي ليضيفه إليها).
يذكر المرحوم د. فهمي عبدالعليم في العمارة الإسلامية في عصر المماليك الجراكسة ( وكانت مساحة المدرسة الأشرفية تبلغ ٤٥٥٠مترا مربعا).
ويبدو أن بناء مدرسة السلطان الأشرف شعبان بن حسين _ والحديث للدكتورة مرفت محمود عيسي في ً دراسة في وثائق الملك الأشرف شعبان بن حسين ً _ قد أستغرق مايقرب من العامين ‘ وأنها قد تمت بعد وفاة الملك الأشرف شعبان في ذي القعدة سنة ٧٧٨هجريا /١٣٧٧م ‘ ويرجع ذلك بطبيعة الحال لضخامة المدرسة وتعدد طوابقها وتعدد وظائفها ‘ فقد شيدها الأشرف شعبان لتكون مدرسة وجامعا وخانقاه كما ذكرت إحدي وثائق وقفه).
يذكر المقريزي في السلوك لمعرفة دول الملوك ( وفي يوم الأثنين رابع عشره من شوال عام ٧٧٨هجريا خلع السلطان الأشرف شعبان علي الشيخ ضياء الدين عبيدالله القرمي الحنفي واستقر في مشيخة المدرسة الأشرفية ‘ ولقب بشيخ الشيوخ فسكنها ودرس بها قبل أن تكمل عمارتها وجاءت من أحسن البناء) .
وفي حوادث شهر رمضان عام ٧٧٨هجريا يذكر إبن إياس الحنفي في بدائع الزهور في وقائع الدهور (وفيه أحترق للسلطان شعبان عدة حواصل _ أي مخازن_ في مدرسته التي يعمرها تحت القلعة وكان بها قماش وسلاح ‘ فلما بلغ السلطان ذلك نزل من القلعة ليطفي النار ‘ فتفاءل الناس بذلك علي السلطان ‘ وأن قد قرب زواله ‘ وكان الأمر كذلك وقتل عقيب ذلك بأربعين يوما).
كان قصد السلطان شعبان حين عمل ً مدرسته الأشرفية ً بالصوة لتماثل وتضاهي مدرسة عمه السلطان الناصر حسن بميدان الرميلة ‘ بل تفوقها وتزيد عليها.
إلا أن عمارة السلطان شعبان وعمارة عمه السلطان الناصر حسن إبتليتا بمواجهتهما لقلعة الجبل مقر الحكم وإدارة البلاد. وصارت المدرستين أيام الفتن والإضطرابات مسرحا للضرب منها وعليها من قلعة الجبل ‘ فتركت أثارها علي جدران القبة الضريحية لمدرسة السلطان حسن ‘ أما المدرسة الأشرفية فقد هدمت أعاليها ليأمن جانبها من بقلعة الجبل مقر الحكم .
يذكر المقريزي في السلوك لمعرفة دول الملوك في حوادث شهر جمادي الأولي عام ٨١٤هجريا (وفيه أمر السلطان فرج بن برقوق بهدم مدرسة السلطان الملك الأشرف شعبان التي تجاه الطبلخاناه ‘ فوقع الهدم فيها وكانت من أعظم بناء رأيناه ‘ وعمر بأحجارها في مواضع بالقلعة).
ومما ساعد علي خراب المدرسة الأشرفية مافعله الأمير جمال الدين الأستادار صاحب المدرسة برحبة العيد بالجمالية والمتوفي عام ٨١٢هجريا وعن ذلك يذكر المقريزي في الخطط ( أشتري الأمير جمال الدين الأستادار من مدرسة الأشرف شعبان التي كانت بالصوة شبابيك من نحاس مكفت بالذهب والفضة وأبواب مصفحة بالنحاس البديع الصنعة المكفت ‘ وكان فيها عشرة مصاحف لها جلود في غاية الحسن ‘ معمولة في أكياس أطلس ‘ ومن الكتب النفيسة عشرة أحمال ‘ جميعها مكتوب في أوله الأشهاد علي الملك الأشرف بوقف ذلك علي مدرسته).
أستهل السلطان الأشرف شعبان بن حسين أعماله بالصوة عام ٧٧٥هجريا /١٣٧٤م بسبيل أقامه بأول سكة المحجر ‘ أستمد مائه من ً مصنعا ً أو صهريجا أقامه السلطان الظاهر بيبرس عام ٦٦٤هجريا ١٢٦٦م بجوار زاوية تقي الدين رجب بدرب اللبانة. وبعد عامين _ ٧٧٧هجريا/١٣٧٦ميلاديا – أقام مدرسته الأشرفية جوار سبيله ‘ وامتد إليها صهريج ً المصنع الظاهري ً لتمد المدرسة وتغذيها بالماء كما فعلت بسيله من قبل.
ومنذ أيام قلائل أزيل سبيل السلطان شعبان ‘ وظهرت معه الصهاريج المغيبة التي أقامها السلطان الظاهر بيبرس لتغذي السبيل والمدرسة بل وكل المنشآت الأثرية التي أقيمت بعدهما في تلك البقعة الصخرية القفر ‘ وظهرت أطلال المدرسة الأشرفية تنتظر المجهول المعلوم !!! … ابوالعلا خليل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق