المميزةالنص الحلو

أصرخ في ابني..وألوم نفسي

 

 

 

تقديم/ د. أمانى موسى

 

 

الأمهات يصرخن على أطفالهن ويقمن بمعاقبتهم، ثم يبدأن بالبكاء ويشعرن بالندم، بسبب ما شعر به أطفالهن من خوف وإهانة بسبب صراخهن

يوجه الصراخ رسالة غير مباشرة للطفل أن طرق التواصل بينه وبين أمه قد انقطعت، واللجوء إلى العنف اللفظي هو الحل.

 

الأم العاملة تمر بتفاصيل مزعجة منذ بداية يومها، سواء بالاستيقاظ مبكرا لتحضير الطعام لأطفالها، وتجهيزهم للذهاب للمدرسة ، ومشاحنات الأبناء

وبعد يوم شاق وطويل في العمل والتعرض للضغوط النفسية والأعباء الاقتصادية ومسؤوليات البيت كان عليها القيام برعاية الزوج والأولاد.

وربما نتيجة للضغوط التي تتعرض لها ما بين مسؤولياتها الأسرية وطموحاتها الشخصية وضغط إيقاع الحياة، تجد الأم نفسها في حالة غضب وصراخ دائم حتى أثناء النقاشات العادية مع الزوج والأبناء.

لم تلجأ للضرب واتبعت أسلوب الحوار مع أولادها، إلا أنها أحيانا تجد أن جميع الطرق مسدودة بوجهها بسبب عنادهم المتعمد، فاضطرت لتخويفهم بالصراخ حيث أن الصراخ كان حلا سريعا لتنفيذ أوامرها بسرعة، وصارت هذه هي العادة لتنفيذ المهام.

مما جعلها في حالة توتر وقلق دائمين مع استخدام الصراخ العالي للسيطرة على الموقف.وكل ذلك استنزف طاقتها وجهدها.

الصراخ جعل ابنتها الصغيرة تشعر بعدم الأمان والقلق، فقررت تغيير الأسلوب إلى لهجة صارمة وابتعدت عن الغضب والصراخ،. فاستجمعت كل قواها واعترفت بالخطأ، وبأنها غرست العصبية الزائدة في طفلتها، فازداد تمردها وعنادها.

الحياة صارت صعبة جدا، والتحلي بالصبر والحكمة والعزيمة لخلق جو عائلي متوازن دافئ بات مستحيلا خاصة مع المشاحنات اليومية مع الزوج والأولاد، ومحاولة العد لـ10 للحفاظ على الهدوء لم تعد في الحسبان.

 

لكنها عندما تجلس وحدها، ينتابها الشعور بالذنب لما وجهته من كلمات قاسية وجارحة لأولادها بدلاً من مناقشتهم بالمنطق.

فتقرر اتخاذ أسلوب آخر في التوبيخ مرة ثانية، لأنها ترغب بتعديل سلوكهم للأفضل بعيدا عن الغضب والإهانات.

تبحث عن وسائل أخرى للعقاب وتغيير الكثير من شخصية اولادها لاستعادة الاستقرار النفسي في المنزل.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق