أقلام حرّة

أرواح للبيع بلا مدفن

سلمى أبوالنجا تكتب:

أرواح للبيع بلا مدفن

 

 

بقلم ..سلمى أبو النجا

 

في وقتنا هذا نري العديد من الكوارث

والأكبر منها الأجساد التي تباع أو تستأجر

ما هذا ياالله ، هل وصلنا لهذا الحد من الانحطاط ، أجساد وأرواح تباع ، والمال هو الثمن ، والاصعب إن القرار بيد الجثه ، نعم جثه ، جثه عندما تباع يفوح منها رائحة العفن ، جثه يأكلها الدود العملاق ، أصبحنا نشتري بالمال ، هل وصلت بناتنا لهذا الحد ، رأيت ذلك بعيني وأنا أسأل نفسي ، من المسؤول ؟ من هو

المسوؤل ؟

وأصبحت أفكر بالأمر بكل جديه وواقعيه وأخذ كل شئ بالتدريج .

المسؤول الأول: الأهل ، لأنهم لا يريدون أن يتعبوا أنفسهم قليلاً ويصبحوا أصدقاء لأولادهم ، وتأخذهم متاعب الحياه والانشغال بالمعيشه والمال ومن أين يأتي ، والبعد عن الله والتفكير في الدنيا فقط ، فيبدأ الأولاد في البحث عن الصداقه بالخارج والبوح بالاسرار لمن نصيحتهم لهم أشبه بأنفجار يدمر عقول اولادنا وبناتنا.

والمسوؤل الثاني : المنطقه التعليميه ، أنها أصبحت إستثمار في أولادنا ، فرأيت بعيني الشاب يتناول المخدر وهو داخل سكشن للدراسه ويجلس يتلقي العلم وهو في جانب أخر من العالم ، والكارثه الكبري ، أن من يتلقي منها العلم تعلم بهذا وتقول له ( فوق ياابني لازم تتسطل دلوقتي )

ما هذا هل هذا العلم ، هل هذا توجيه أولادنا للطريق الصحيح ، المدرسه ، والمعلم ، لها دورا كبيراً في حياة أولادنا ، أين دورها الآن ، للأسف دورها أصبح يجلس في البنوك وتزويد الرصيد الخاص بكل مدرس ، وهل جمع هذا الشهر مبلغ مجزي من الدروس الخصوصيه أم لا ، هكذا أولادنا ، إستثمار فقط .

والمسؤول الثالث: وهو المسؤول الأكبر وهو المسؤول عن البلد وسمح بهذه المهزله أن تحدث ببلده ، ويباع بناته وأولاده بالخارج ، وبيع أجسادهم ليأكل منها الدود ، وعندما ينتهي يلقيها في زاويه ملطخه بالوحل ، سمح لهؤلاء الاوغاد أن يشتروا بناتنا ببعض المال

سمح لقواد أن يدخلوا بلدنا ويغوون بناتنا بالمال ، سمح لبلده التي ذكرت بالقرآن الكريم ، وكرمت من الله ، أن يحدث بها ذلك ، أصبحت أنظر لكلمة مكتوبه علي الطرق أدخلوها بسلام أمنين وأنا أضحك من السخريه ، أين أمنين ؟ أين هو السلام ؟ أين الأمان ؟ أين ذكر الله ؟

أين أعيش في بلد ، أصبحت قبر لشعبها ، أصبحت كل شيء فيها بالمال ، الحب بالمال ، الامان بالمال ، العلم بالمال ، الطب بالمال ، حتي الرحمه والود أصبحوا بالمال .

بناتنا يبيعون أنفسهم بالمال ، ويعودون ملطخون بالوحل ، يعودون بلا شرف ، لأن شرفهم تم بيعه بالمال ، انهضوا من الغفله ايها الآباء ، أنهضوا من الغفله أيها المعلمون ، أنهض من غفلتك أيها المسؤول الكبير ، فشرفك وشرف بلدك وعرضها يباع بالمال بالخارج ، وأصبحوا أرواح للبيع بلا مدفن .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق