أقلام حرّة

يحي سلامة يكتب: صناعة السجائر

 

أعلم مقدما أن مجرد الحديث عن السجاير سوف يغضب الكثير من القراء لأسباب صحية ودينية منطقية ومعروفة للجميع .

وأوضح بداية أن الحديث عن السجاير لن يتجاوز الحديث عن صناعة وسلعة تخضع لحسابات واقتصاديات السوق.

كانت السجائر المصرية التي تنتجها الشركة الشرقية للدخان (ايسترن كومباني) بمختلف أنواعها وأحجامها كافية للاستهلاك المحلي وبأسعار في متناول المستهلكين حتي وقت قريب (منذ عشر سنوات او أكثر) وذلك مع وجود اصناف سجاير مستوردة في السوق المحلي لها مستهلكيها وزبائنها بل والأكثر من ذلك أن السجاير الأشهر (كليوباترا والسوبر) كان يتم تصديرها للدول العربية وكانت مصدرا للعملة الصعبة وقد روي لي بعض من سافر للبلاد العربية ان السجائر المصرية لها سمعة حسنة في تلك البلاد والاقبال عليها شديد.

وأتذكر أن حكومات مبارك المتعاقبة (لمدة 30سنة) كانت تتعامل مع السجائرعلي أنها سلعة استراتيجية يتم تحريك اسعارها بنسبة محسوبة وعلي فترات ولم يشهد هذا التحريك قفزات أو ارتفاع مفاجئ مبالغ فيه.

وبالنظر الي واقع اليوم من قلة المعروض او يكاد اختفاء السجائر المصرية وارتفاع اسعارها الي أكثر من الضعف ويسير بالتوازي معه اغراق السوق بأصناف مختلفة من السجائر المستوردة مع تواتر أنباء عن توقف الانتاج واغلاق الشركة الشرقية للدخان يتضح ببساطة أن هناك من يلعب لحسابه الخاص لتحقيق أقصي الأرباح الممكنة من خلال الاستيراد علي حساب الصناعة المحلية.

ثم اننا بعد ذلك نشكو من ارتفاع سعر الدولار وزيادة الطلب عليه والغلاء الفاحش وبنظرة متأنية وغير متحيزة يتضح لنا الأمر ببساطة دون فلسفة أو احصائيات أو أرقام وقياسا علي السجاير ممكن اسقاط هذا الواقع علي اي سلعة أخري ليتضح الأمر

أن هناك تدمير ممنهج ومرسوم للصناعات الوطنية في مقابل الاستيراد وتحقيق الأرباح السهلة علي حساب اقتصاد البلد ومعاناة الناس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق