أقلام حرّة
مع تعقيد الأوضاع فى ليبيا : اشـتدي يا أزمـة تنـفـرجـي

بقلم: حاتم زكريا
كان من المفترض أن تبدأ اليوم بالشقيقة ليبيا الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقررة فى خارطة الطريق التي توصل اليها المؤتمر الوطني الليبي بمدينة جنيف السويسرية تحت إشراف ستيفاني ويليامز مندوبة الأمين العام للأمم المتحدة الى ليبيا بالإنابة لكن كل الشواهد تؤكد إنها لن تبدأ فى ظل الأوضاع المشتعلة فى ليبيا بسبب رفض بعض الميليشيات المسلحة مع مجموعات من الإخوان المسلمين لإجراءها وفق القواعد المعمول بها حالياً ..
وقد جاء اشتعال الأوضاع فى ليبيا متزامنا مع زيارة محمد المنفي رئيس مجلس الرئاسة الليبي واستقبال الرئيس عبد الفتاح السيسي له يوم الثلاثاء الماضي فى حضور سامح شكري وزير الخارجية المصري والوزير عباس كامل رئيس المخابرات العامة .. وكانت الزيارة مناسبة جيدة ليؤكد الرئيس السيسي على موقف مصر الثابت ودعمها الكامل لكل ما من شأنه أن يحقق المصلحة العليا للشقيقة ليبيا ، ويفعل الإرادة الحرة لشعبها ويحافظ على وحدة وسيادة أراضيها ..
ومن جانبه ثمن رئيس مجلس الرئاسة اليبيي دور مصر الحيوي وجهودها الحثيثة والصادقة بقيادة الرئيس السيسي لاستعادة الأمن والإستقرار فى ليبيا وتوحيد مؤسسات الدولة ، خاصة المؤسسة العسكرية المتمثلة فى الجيش الوطني الليبي ، وذلك بالتكامل مع جهود لجنة ” 5 + 5 ” المتعلقة بالمسار العسكري للأزمة الليبية ..
وعرض محمد المنفي مجمل الوضع السياسي الداخلي الحالي فى ليبيا ، وتم التوافق على تكثيف التشاور والتنسيق بين الجانبين خلال الفترة المقبلة لمتابعة مستجدات العملية السياسية والإجراءات الخاصة بإدارة المرحلة الإنتقالية بما يساعد على إستعادة إستقرار ليبيا وتوحيد مؤسساتها ، ولتكون للشعب الليبي السيطرة الكاملة على مقدرات بلاده ..
وفى الوقت الذى قام فيه محمد المنفي رئيس المجلس الرئاسي الليبي بزيارة القاهرة ولقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي التقي ستة من مرشحي الرئاسة الليبية بالمشير خليفة حفتر بمدينة بنغازي – وهو مرشح للرئاسة أيضا – على رأسهم فتحي باشاغا وزير الداخلية السابق وأحمد معيتيق نائب رئيس المجلس الرئاسي السابق ، وجاء هذا الاجتماع لمرشحي الرئاسة لبحث خطة ما بعد تأجيل الانتخابات وآليات سد الفراغ السياسي بعد 24 ديسمبر .. يأتي ذلك فى الوقت المنتظر أن يعلن فيه البرلمان الليبي فى جلسته القادمة برئاسة المستشار عقيلة صالح تأجيل الانتخابات من 3 الى 6 شهور ، بالإضافة الى الإعلان عن تشكيل حكومة جديدة ، وأن مهام الحكومة الليبية القادمة ستكون مفيدة ومحددة للتحضير للانتخابات ..
وقالت مصادر ليبية إن المجلس الرئاسي يستعد بدوره لإطلاق مبادرة تستهدف إنقاذ العملية الإنتخابية . وعملية السلام الجارية فى البلاد تتضمن الإعلان عن مواعيد جديدة للانتخابات والتأكيد على ضرورة إستمرار المؤسسات الحالية من أجل عدم حدوث حالة فراغ سياسي فى البلاد الذي قد يؤدي الى الفوضي ..
وفي نفس الوقت أعلن ريتشارد نورلاند سفير الولايات المتحدة وممثلها الخاص فى ليبيا إن حل الأوضاع المتشابكة فى ليبيا سيتم وفق عدة سيناريوهات ، كما اكدت ستيفاني ويليامز انها ستعلن عدة خطوات لحل الاوضاع الحالية والوصول الى حلول ناجعة للمسألة بكاملها كما جاءت تصريحات المشير خليفة حفتر خلال لقاء مرشحي الرئاسة ببنغازي متفائلة الى حد كبير وتطالب بالإستفادة من تجارب الماضي والدعوة الى نبذ العنف والإهتمام بالعمل على إستقرار ليبيا ونبذ الإرهاب ..
ووصف المحللون السياسيون اجتماع مرشحي الرئاسة بمدينة بنغازي وفقاً لما خرج به البيان الختامي للاجتماع إنه يعد نواة حقيقية للم الشمل والدعوة للوحدة من أجل ليبيا وإستقرارها والمحافظة على سيادة أراضيها .. وذلك رغم ما قوبلت به خطوة باشاغا من انتقادات من قادة ميليشيا مصراتة وعلى رأسهم صلاح بادي ..
ورغم صعوبة الأوضاع ، فإن الكثيرين من الليبيين لديهم أمال عريضة فى الوصول الى حلول مرضية تحافظ على بلادهم وسيادة أراضيهم .. ولسان حالهم يقول : اشتدي يا أزمة تنفرجي ..