أقلام حرّة
مع المقاطعة …جشع استغلال

بقلم/د. رضا محمد طه
ما رأيناه ولا يزال مستمرا من تعاطف شديد من الشعوب العربية لاهل غزة وكل فلسطين فيما تواجهه من عدوان إسرائيلي غاشم وتجبر وانتقام بربري لا يرحم طفل او امرأة او شيخ مسن. هذا التعاطف والمشاركة الوجدانية لاغلب الشعوب العربية مع أهالينا في غزة ظهر جليا في استخدام هؤلاء لسلاح المقاطعة للمنتجات التي تنتجها البلاد الغربية والتي تساعد وتؤيد او تمول اسرائيل مثل الولايات المتحدة الأمريكية بالسلاح والاموال وكل ما يلزم الحرب.
المثير للدهشة ان جيل الشباب كانوا أكثر اقبالا وحماسا بل واصرارا في مصر للمقاطعة ففي بعض المواقف التي يتهاونون فيها او ينتابهم النسيان من أولياء أمورهم ويقومون بشراء منتج تم مقاطعتة تجد الجيل الشاب هو من يصر علي رفضه حتي لو كان مفضلة عندهم ويحبونها. ذلك يحدث وأمام ناظريهم مشاهد القتل والهدم والخراب الذي يعاني منه اهل غزة الذين قتل منهم ما يقرب من 15 ألف أكثرهم أطفال ونساء شيوخ أبرياء.
موقف الشعوب العربية وخاصة الشباب هذا هو ما يطمئن قلوبنا في ان الخير فيهم والوفاء والأمل سيبقي فيهم للدفاع عن قضايا الأمة العربية مهما تخاذل او تواطيء او تهاون البعض في سلاح المقاطعة وان استهان به البعض يكفي انه أظهر لنا معدن شبابنا النفيس والاصيل وكيف ان الشعوب العربية لن ينسوا اخوانهم في غزة مهما حدث ويريدون ان يفعلوا اي شيء للوقوف معهم ومساعدتهم علي اعدائهم المتجبرين عليهم.
في هذه الظروف ووسط مقطعة المنتجات الغربية اصبحت بعض البدائل المحلية عليها إقبال كبير وكانت هذه فرصة لإثبات جدارتها ومميزاتها لكن مما يؤسف له ان بعضها اغلي سعرا وأقل جودة بما يمثل ضغط علي جيب المستهلك في الوقت الذي يعاني منه الكثير من أولياء الأمور من الضغوط المعيشية وغلاء الأسعار وبدا لو ان اصحاب تلك الشركات المنتجة للبديل المحلي مستغلين للفرصة ويستتغلون ايضا ويستثمرون في مشاعر وعواطف الناس، ناسين انهم بذلك يمنحون أصحاب المنتجات التي تمت مقاطعتها المبررات ان لم يكن للشماتة فهم يؤكدون علي انهم الأكثر حرصا علي جيوب وصحة المستهلك.