أقلام حرّة
معركة بناء الوعي ٠٠رموز منسيةالأستاذ الدكتور(رؤوف عباس)المؤرِّخ الذي أدخل اللغة اليابانية في جامعة القاهرة

بقلم :أحمد مدكور
الحمد للّه ربِّ العالمين علي نعمة الإسلام وكفى بها نعمة٠٠ كعادتنا في نسيان رموز الفكر والثقافة٠٠ مرّت ذكري وفاة
الدكتور”رؤوف عباس” 2008/6/26م،وقد قرأتُ له أثناء
عملي في مؤسستي العريقة”دار الهلال” وكتاباته في الصحف
وأعجبت به كثيراً٠٠أولاً:أحبُّ أن أقدم للأجيال خلاصة علمي
وخبراتي وتجاربي، لكي تنهض الأمة فلابد من القراءة والتعلّم
فالحمد للّه ربِّ العالمين علي كل حال، فرُغْم آلام الفقدوالحزن لرحيل زوجتي الغالية العزيزة الراحلة، فبفضل اللّه سبحانه أنعم عليّ بنعمة القراءة في كافة المجالات؛ لذا لا أشعر بأي فراغ ولا أجلس في الكافيهات-كما يقولون للتسلية وقتل الوقت، والمناقشات الجدلية والعقيمة، وأذهب للندوات،
وونيسي وجليسي”الكتاب” المهم أتحدّث بادئ ذي بدء عن
مؤسستي العريقة”دار الهلال” التي تعتبر أقدم مؤسسة
قومية بعد مؤسسة “الأهرام” والتي أنشئت عام1876م
ثم أنشأ رجل مسيحي”جرجي زيدان” مؤسستي العريقة
وجعل رمز الإسلام”الهلال” اسمها وصدرت مجلة”الهلال”
أول مجلة ثقافية في”الشرق الأوسط”عام1892م، أي
تجاوزت ال 132 عاماً، وأداوم علي قراءتها ما حييت، ثم
توالت الإصدارات فجاءت مجلة”المصوَّر”بشكل جديد في
الصحافة، أي التي تُدعم المقالات والتحقيقات بالصور، وهذا
يعتبر سبق صحفي، “المُصوَّر”وليست”المُصوِّر” لأن” المُصوِّر”
هو اللّه الذي يُصوِّركم في الأرحام كيف يشاء، صدرت المجلة علي يديّ أبناء المثقف الراحل”جرجي وليس جورجي زيدان”
إيميل وشكري زيدان1924م، ثم صدرت”الكواكب” كملحق
في”المصوَّر” 1932م، ثم صدرت مجلة”الاثنين والدنيا” في
1941/5/2م وترأس تحريرها الكاتب الصحفي الكبير”علي
أمين” إلي أن توقفت نهائياً عن الصدور في إبريل1961م،
وأكتفي بهذا القدر، وأعود إلي الأستاذ الدكتور”رؤوف عباس”
الأكاديمي والباحث والمُورِّخ الذي نسيته”الميديا”، أُعجبت
بشخصيته؛ لأنّه العصامي الذي لم يخجل واعتز وافتخر
بنشأته في أسرة رقيقة الحال، وكان والده” عسكري دريسة”
أي عامل بسيط في السكة الحديد٠٠طبعاً هذا الكتاب الرائع
تمّ طباعته في مؤسستي العريقة خمس 5 طبعات بعنوان
“مشيناها خُطي” الذي عبّر فيه عن سيرته ومسيرته، ورصد فترة من تاريخ الوطن، وعرض فيه مواطن الخلل والضعف
في المجتمع المصري، ورصد التملّق والنفاق في الجامعة،
وتميّزت سيرته بالشجاعة٠٠مما أدي إلي كثير من المشاكل
والعداوات٠٠فكلنا يعلم ماذا تفعل مقولة الحقّ وكره البشر لصاحبها٠٠(الحقّ لازم يمشي) والحمدُ للّه عانينا وتألمنا كثيرااااااااااااااااااااااااااا جداً٠٠ولم نحدولن نحيدعن قولها
يسرد الدكتور”رؤوف عباس” أنّه من مواليد محافظة”بور
سعيد” الباسلة في الرابع والعشرين من أغسطس 1939م
وقرر والده إرساله إلي”الكتّاب” مثل أقرانه ليحفظ القرآن
فضاق الطفل”رؤوف” ذرعاً ب”الكتّاب”، فأخذه أبوه للعمل
معه بالسكة الحديد، ويشاء اللّه بمشيئته وبقدره وبمصادفة يتغيّرمصيره ومستقبل حياته حينما رآه أحد أصدقاءالعائلة
ويسترعي اهتمامه سرعة تعلّم الطفل ونبوغه؛ فيساعده في
الالتحاق بمدرسة أهلية تتبع الوقف الخيري(يعني بدون
مصاريف) ويتفوق” رؤوف” ويحصل علي” التوجيهية
والكفاءة)يعني الثانوية العامة، وهنا كانت مصاريف الجامعة
حينهاثلاثة3 جنيهات٠٠وقفت كحائط عثرة، ويأتيه الفرج واليسر فيقرر صديق العائلة إقراضه مصاريف الجامعة، وقدم
أوراقه بكلية” الآداب” قسم التاريخ” ويتخصص في التاريخ الحديث، وتمضي الأيام بحلوها ومرّها، ويصرعلي التفوق
ويُعين بالجامعة، ويحصل علي الدكتوراه في التاريخ الحديث
بمرتبة الشرف الأولي عام1971م، ويتدرّج في المناصب
الأكاديمية، وأصبح رئيساً لقسم التاريخ بكلية الآداب جامعة
القاهرة، وأستاذاً زائراً بجامعة”طوكيو” باليابان 1989م/1990م،وكان له الفضل بعداللّه تبارك وتعالى في إدخال اللغة
اليابانية ضمن أقسام كلية الآداب٠
وظل الأستاذ الدكتور المُورِّخ”رؤوف عباس”مدافعاً عن الحريات ومؤمناًبالديمقراطية٠٠شاهراً قلمه بشجاعة في وجه
الزيف والتملّق والانتهازية وركوب الموجة والتعريض والتزمير والتطبيل، خاصةً حينما تجرأ علي المسكوت عنه من
بعض الانحرافات الأكاديمية في جامعة”القاهرة” ٠
وفي شجاعة يُحسد عليها قدم الدكتور” رؤوف عباس”نموذجاً
مُغايراً في كتابة”السيرة الذاتية” التي تتسم بالصراحة والصدق والوضوح دون المداراة أو الاحتراس والمبالغة والاحتراز٠٠فجاءت”مشيناها خطي” تصويراً رائعاً للعصامي
سيرة كاشفة للذات والواقع، معبّرة عن سيرة الوطن في فترة
مسيرته عبر سيرة ومسيرة مواطن أثبت وجوده بعلمه وتفوقه وشجاعته، واستطاع أن يرتفع بعائلته إلي مستوي راقٍ والصعود من الطبقة الدنيا إلي المتوسطة”رمانة الميزان”
وقد ترأس اللجنة العلمية لدار “الوثائق المصرية”٠٠ كما تولي
رئاسة وحدة الدراسات التاريخية بمركز الأهرام للدراسات
التاريخية، وقد حصل علي جائزة الدولة التقديرية في
العلوم الاجتماعية عام 2000م،والحمد للّه أثناء حياته٠
وفي أخريات حياته تولي رئاسة مجلس إدارة”الجمعية
التاريخية” فأحدث نقلةً في المبني والمنهج والدور٠٠اللّهم
ارحمه واغفر له٠٠اللّهم انصر أهلنا الأبطال المؤمنين الصادقين
الصابرين المحتسبين الصامدين وأيّدهم وأمدّهم بمدد من عندك في فلسطين وكل بقاع الأرض، وأذل واقهر الصهاينة الملاعين أبناء القردة والخنازير وكل من يعاونهم ويساعدهم أويكون شيطانا أخرساًولا ينطق بكلمةالحق في هذا العالم الغريب٠٠المجتمع الدولي الحقير٠٠الذي لايعرف إلا القوة ٠٠اللهم كن معنا ولاتكن علينا٠٠إنّا للّه وإنّا إليه راجعون ٠
وآخر دعوانا أنِ الحمدُللّه على نعمة الإسلام وكفى بها نعمة٠