أقلام حرّة

معاناة طفلك في الإمتحانات (1)

 

 

كتبته: د.ياسمين ناجي مدرس مساعد بقسم الصحة النفسية- كلية التربية- جامعة السويس

كل عام في ذلك الموعد نجد حالة من التأهب والإستعداد لفترة صعبة على كل الأسرة من الأطفال حتى الآباء لقدوم فترة حسم تعبهم طوال العام ألا وهيا فترة الإمتحانات..

تعتبر الأهالي والأسر تلك الفترة من أصعب الفترات عليهم.. لما تحمله تلك الأيام من قلق وحيرة وضغط وتفكير واكتئاب واضطراب نوم وأكل واضطرابات جسمية..

نجد كل منزل بقدوم تلك الفترة يعلنوا حالة من الإنعزال والشدة في كل الأمور.. كأننا في حرب ولكن من نوع آخر.. لما كل هذه المعاناة التي تكونوا عليها.. إن الأمور أبسط من ذلك بكثير.. فتلك الفترة مثلها مثل أي فترة في حياتنا هتمر بحلوها أو مُرها..

أحب أن أوجه نصيحة لكل أسرة أن مستقبل أولادكم بيد الخالق عز وجل وذلك مكتوب على جبينهم من قبل أن يأتوا لهذه الحياة.. فنصيبهم وقدرهم حتما سيأخذوه من الدنيا.. شأتم أم أبيتم..

فالله تعالى قدر لكل واحد منا رزقه ونصيبه في كل شيء.. وجعل لكل واحد نصيبه بالتساوي مع الكل ولكن بإختلاف النسب ولكن في النهاية لكل واحد 24 قيراط مثله مثل الآخر..

فقد وهبنا الله تعالى نعم كثيرة في حياتنا وتلك النعم مُقمسة حسب نسب مُقرها هو عز وجل.. ولا أحد يعلم أنها سبحان الله تكون ملائمة تمامًا لكل واحد..

فمهما حاولتوا من معاناة خلال الإمتحانات.. فلا مفر من القدر والمكتوب.. بالإضافة إلى أن كل طفل له قدراته التي منحه الله إياها ولا أحد يستطيع نُكران ذلك.. فإبنك/ بنتك لهم قدرات في التعليم.. فليس عيبًا أن يكون مستواهم العلمي والتعليمي منخفض أو مختلف عن أقرانهم في الفصل الدراسي أو حتى أقاربهم على المستوى العائلي..

فمن واجبكم أن تنموا القدرات التي تُميز طفلك وجبلها الله عليه ولا تنظروا للقدرات الضعيفة فيه.. فلما كل هذا الإحباط.. فبتلك الصورة تُحبطوا أولادكم وتشعروهم بالنقص عن غيرهم وتقل ثقتهم في أنفسهم.. بل قد يصل الحال بهم لليأس والإكتئاب الذي يوصلهم للآسف للإنتحار كما نرى في يومنا هذا..

فرفقًا بأولادكم.. فالله وهبكم تلك النعمة لتحافظوا عليها من عثرات الحياة.. فأنتم أول من يأخذوا بأيديهم لمستقبل باهر ومشرق.. فلا داعي لنظرة اليأس والإحباط لهم..

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق