أقلام حرّة

لا ثورة ولا سياسة

 

بقلم: يحي سلامة

في فيلم (غزل البنات) استعرض الفنان سليمان نجيب معلوماته النحوية ذاكرا اخوات كان فاذا به يضيف (من حلا) باعتبارها من اخوات كان لينفعل الاستاذ حمام (نجيب الريحاني) قائلا من حلا دي لا من اخوات كان ولا عمات كان ولا خالات كان ولا تعرف ملة كان خالص.

وهذا المشهد الكوميدي استعيره للحديث عن مشهد تراجيدي ومأساوي طبقا لمقولة (ان شر البلية مايضحك) وهذا بمناسبة العفو الرئاسي عن بعض المسجونين ومنهم المحبوسين علي خلفية احراقهم للمجمع العلمي المصري.

مازلت اذكر حديث المدعو (احمد دومة) مع خيري رمضان علي قناة سي بي سي يتحدث بفخر وابتسامة عريضة قائلا (انا احمد دومة اللي حرقت المجمع العلمي) هذا الدومة الذي قدمه الاعلام وقتها انه ثوري ومتشبع بالروح الثورية وملهم للثورة .

والحقيقة اني اصبت بالدهشة والحسرة معا وقمت بعصف ذهني مرات ومرات مسترجعا معلوماتي وقراءاتي ورؤيتي للمشهد ككل (ثورة وسياسة) وعدت بخفي حنين.

فلم أري فيما علمت وقرأت أن احراق مجمع علمي بداخله عشرات الألاف من الكتب والمخطوطات النفيسة في شتي الموضوعات والتي تشكل أرشيفا علميا وثقافيا للبلد.

لم ألمح في ذلك العمل الهمجي البربري أي علاقة من قريب او بعيد بالعمل الثوري او العمل السياسي علي الارض.

هذا العمل الذي لا يضاهيه الا تخريب المغول لمكتبة بغداد والقاء الكتب والمخطوطات التي حوتها في نهر دجلة.

وكذلك احراق مكتبة الاسكندرية القديمة

وكل هذه الحوادث هي في الأخير كوارث علمية وثقافية مستهجنة ومرفوضة ولم تلقي دفاعا او تعاطفا من أحد علي مر التاريخ.

وستبقي جريمة احراق المجمع العلمي مصنفة بانها جريمة بربرية همجية نفذها من تقدموا يوما الصفوف وسلطت عليهم الاضواء والكاميرات وتم تقديمهم انهم ثوار وسياسيين وهم للاسف الشديد يعانون من الأمية الثورية والسياسية ولا يكادون يفقهون قولا ولا يحسنون عملا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق