مقال رئيس التحرير
فساد في حب الخير!!
لكن فساد الذمم هو أخطر أنواع الفساد الذي لا تستطيع أعتى الأنظمة مجابهته؛لأنه يختبئ خلف الضمائر والذمم الخربة..

بقلم: جمال عبد المجيد
لا يمر يوم إلا وتجد نفسك مضطر للتعامل مع أخبار فاسدة من نوعية ..
وجبات فاسدة،،
لحوم فاسدة،،
أسماك ودواجن فاسدة،،
مواد غذائيه فاسدة،،
إلى أخر الأخبار التي تؤكد صحة مستنقع الفساد الذي تعيشه المجتمعات العربية منها والغربية…
وتتصدي الأجهزة الرقابية والمعنية لتلك الهجمة الفاسدة التي تصيب المواطن العادي في مقتل وتنظر ساحات المحاكم يوميا قضايا متعددة كان الفساد هو بطلها…
لكن فساد الذمم هو أخطر أنواع الفساد الذي لا تستطيع أعتى الأنظمة مجابهته؛لأنه يختبئ خلف الضمائر والذمم الخربة…
الواقعة التي أتحدث عنها ساقتها إلى صديقة تعودت على فعل الخير مع أصدقائها وزملائها وعائلاتها ،الأمر الذي جعلها تفقد أى بصيص من ضوء قادم لإصلاح تلك النفوس الصدئه لكنها لم تيأس يوما ..
تتلخص الواقعة في زيارة صاحبة الواقعة إلى إحدى دور المسنات بإحدى المناطق الراقية بمنطقة العجوزة الواقعة بنطاق محافظة الجيزة ،….
جاءت زيارتها لتلك الدار بعد أن أوصت بها صديقه لها بهذه الدار التي يظهر من اسمها كم تحتاج إلى زيارات وتبرعات أهل الخير فكانت الزيارة التي حملت في طياتها كوارث وسهاما مسمومة..
دخلت متبرعة الخير إلى شقة كبيرة تسع من المسنات ألف فوجدتها ،
نظيفة ،
معقمة ،
أرض طاهرة،
لكن القائمين عليها غير ذلك وما إن عرضت عليهم مساعدات أصدقائها حتى وجدت سيلا من المطالب غير المناسبة وحال أصحاب تلك الدار ،إذ طلب منها القائمون على الدار مرتبات شهرية للمشرفين والمشرفات فضلا عن مواد غذائية تكفي خمسة دور رعايا شهريا ،وعندما طلبت المتبرعة معرفة كم عدد المقيمين بتلك الدار
فوجئت بأنهم ثمانية أفراد فقط من أصل 14 حسبما قيل لها ووجدت أن هناك شيء من الخوف في وجوه المسنات ممن التقت بهم ،على الفور قامت الصديقة بإعطاء مالديها من تبرعات للدار بموجب إيصال رسمي وانصرفت غاضبة غير مستوعبه لما يحدث…
على الفور ذهبت إلى مديرية التضامن التي تتبع لها الدار بالدور السابع لتجد المفاجأة غير المتوقعة،،،،،
رجل وسيدة كل في مكتبه بعد أن دخلت الصديقة وبدأت تسأل وتستفسر عن الدار سالفة الذكر حتى وجدت بركانا من الغضب موجها إليها وحوصرت بأسئلة لا إجابات كانت تبحث عنها وأسقط في يدها من هول التحقيقات غير الرسمية من الموظف الذي على صوته لمجرد سماع اسم الدار وظل مدافعا عما تفعله الدار ،بينما الموظفة الأخرى أخذت تسكب مزيدا من البنزين على النار المشتعله ،الأمر الذي أكد الشكوك كاملة حول هذه الدار المشهرة رسميا…..
ظنت المتبرعة أنها وقعت من طائرة من ارتفاع ألف متر وقبل أن ترتطم رأسها بالأرض من هول الصدمة حتى تلقفتها يد حانية تمثلت في كلمة أفصحت فيها عن هويتها الحقيقية بجانب كونها متبرعه حيث قالت لهما : أنا بنت ضابط شرطه ،كانت تلك الكلمة كفيلة بمشاهدة مسرحية هابطه قام ببطولتهاالموظف بأن وضع يده اليمني على الحجاب الحاجز مدعيا مرضه بالقلب ،وتوكأ بيده اليسرى على حافة المكتب خشية السقوط ،لتلتقط الموظفة طرف الجملة مؤكدة لها أنه مريض بالقلب وأنه لم يأخذ دواءه اليوم وهذا ما سبب له العصبية الزائدة ،ظنا منهما أن هذه الحيلة تنطلي عليها ،فما كان من موظفي التضامن إلا أن خرجا من الغرفة وأخذا يتهامسان ويفكران في مخرج لهذه الأزمة ….
سرعان ما عاد الموظفان وأخذا يطيبان خاطر المتبرعة التي من المفترض أن تتلقى أجوبة على أسئلتها بدلا من فتح تحقيق معها ..
الواقعة كاملة نهديها للسيدة نيفين القباج وزير التضامن إلا جتماعي ،للتحقيق في ما جرى مع متبرعة كانت تحب عمل الخير ،والأن بعد أن دخل الفساد في حب الخير لا نعلم هل تظل المتبرعه والمجموعهدة التي معها تعمل الخيرات وينطبق عليها قول الحق سبحانه وتعالى ” وكانوا يسارعون في الخيرات” أم نتركهم وأموالهم فريسة لنهب التبرعات ولعصابة لا رقيب عليهم سوى ضمائرهم بعد أن مات فيهم الخوف من الله…