المميزةالنص الحلومن القلب للقلب

فتيات على أرصفة الأحلام

أخشى الزواج بشخص لا يعني له الله الكثير، ولا يُعينني على الصلاة، ، أخشى الارتباط بشخص يغلق قلبه أمامي ويتركني على العتبه، العتمة من أمامي والمجهول من خلفى

 

تقدمه ..

د.أماني موسى

انا فتاة عشرينية ابلغ من العمر 27 عاما

أخشى الارتباط، وأخشى فقدان ذاتي في كائن آخر

أخاف أن أقترن بالشخص الخطأ وأظل بقية عمري أدفع ثمن اختياري.

اخشى شخصا يتضجر من حساسيتي، ويتأفف من اهتمامي المبالغ بالتفاصيل.

أخشى أن أتزوج بشخص لا يكترث لنبرة الحزن في صوتي.. لا يعنيه ماذا حدث في يومي، ولا يهمه إذا ما كُسِر قلبي.. ولا يسعى لترميمه.

 

أخشى الزواج بشخص لا يعني له الله الكثير، ولا يُعينني على الصلاة، ، أخشى الارتباط بشخص يغلق قلبه أمامي ويتركني على العتبه، العتمة من أمامي والمجهول من خلفى .

اخشى من شخص لا يتقن فن الحوار ويؤذيه أن يعتذر أو يراجعني إن أخطأ أحدنا في حق الآخر.

أن يغلق الدرج على مشاكلنا بمفتاح التجاهل ويستيقظ في اليوم التالي كأن شيئًا لم يكن، شخص يخيفه أن يحسب معي سنوات عمري وعدد الشعرات البيضاء التي ستنبت في رأسي ورأسه ويعتقد أنني جميلة ولكن.. كلمة (لكن) التي ستتبعها دائما مؤشرات لوزني أو طولي أو لون بشرتي أو بهتان شكلي، شخص لا يأخذني في جولة فضفضة في منتصف الليل عندما يشعر بحزني، شخص يخجل أن يمسك بيدي لأنحت أحلامي على صخرة الواقع، ولا يقرأ نصوصي المجنونة قبل الآخرين، وأخجل من ذكر أحلامي أمامه كأنها عورة !

أخشى الارتباط بشخص لا يقرأ الكتب ولا يشمها قبل فتحها ولا يهتم بنوع الخط ولون الورق وبالأخطاء الإملائية والنحوية فيها.

أخشى الارتباط بشخص لا يهتم بنوع عطره أو تنسيق لون قميصه على لون حذائه وهنا لا أقصد الاهتمام الشكلي بقدر ما أقصد الاهتمام بالتفاصيل التي تخرجنا من موتنا للحياة وتجعلنا نبتسم حين ننظر لأنفسنا ولمن نحب، وبالطبع أخشى الارتباط بشخص لا يعني له الحب شيئا .

شخص لا يلاحظ وجود هالات سوداء تحت عيني، أو تغير نبرة صوتي أو اختلاف طريقة ارتدائي لثيابي، ولا يهتم إن خرجت تحت المطر بدون مظلة أو لا يأتي لمساعدتي في أموري التافهة كأن ينكسر كعب حذائي في منتصف الطريق!

أخشى الارتباط بشخص انتهت الحياة بالنسبة له وأصبح الزواج في منظوره ديكورا أخيرا لواجهة العمر، وتوقفت عنده كل الإعدادات، فلا حلم بدراسة جديدة أو عمل أفضل أو شغف أكبر أو طموح يرسم تفاصيله كل يوم في مخيلته ويشاركني به.

أخشى الارتباط بشخص لا يقاسمني خبز قلبه، وماء روحه كل يوم ولو حتى بأبسط الأشياء.

نعم، أخشى الارتباط بكل هؤلاء، ولكنني دائما أمنح نفسي الحق في الثقة وفي توقع الأجمل، سيقول البعض: أنت حالمة! أقول: “الحالمون هم وحدهم من غيروا العالم”.

نحن فتيات نخشى الزواج بدون وعي وبدون تقبل وبدون قناعة نحنُ حقًا نشعر بالخوف من فكرة الزواج البهلواني العشوائي التي تعرض علينا بكرة وعشيا!

إنه أكثر أمر نخشى الوقوع فيه، نأخذ الطريق الشاق والطويل لتجنبه ، ومع ذلك، هو لابد واقع ، إنه الــزواج بالشخص الخطأ.

كل يوم نستمع الى قصص عن عدم الرضا في العلاقات، ومع اطلاعنا على مواقع التواصل الاجتماعي وعلى التجارب الطيبة منها والسيئة، يزيد وعينا وتنمو ثقتنا بأنفسنا. قد نشعر احيانا أننا لسنا في العلاقة المناسبة، واننا نستحق الأفضل وأنه ليس من المفترض أن نقبل بمثل هذه العلاقات غير المرضية لنا.

نبحث جميعاً عن علاقة حب مثالية، تنتهي بالزواج، ولكن الزواج المثالي غير موجود على الإطلاق.

معظمنا يخشى أن يحدث ذلك، ونفعل أقصى ما لدينا لنحمى انفسنا من الوقوع فى هذه المسألة، لكننا نقع فيها رغم ذلك، ونتزوج من الشخص الخطأ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق