أقلام حرّة
طفلك والصيف (3)
أعدته وكتبته: د.ياسمين ناجي مدرس مساعد بقسم الصحة النفسية- كلية التربية- جامعة السويس
ها قد اقترب شهر من شهور الأجازة الصيفية على الانتهاء.. ولكن لا بأس هناك البقية للإستفادة منها.. فما زالت الفرصة موجودة لاكتشاف وتنمية مواهب طفلك.
فكُل ما عليكِ فعله هو التركيز مع طفلكِ واكتشاف مواهبه لمُساعدته على تنميتها والاستفادة منها وملىء فراغ يومه بعد انتهاء الدراسة.
فلقد وهبنا اللهُ سبحانهُ وتعالى قُدرات ومواهب تُضفى على شخصياتُنا العديد من المزايا والسمات التي ينفرد بها كلٌ مناعن الآخر.
فطفلكُ يستحق أن تُعطيه وقت من يومك لكي تكتشفيه وتعرفي ما يُفكر فيه ومُساعدته وتوجيهه نحو الطريقِ الصحيحٍ.
لا تتركي طفلك للفراغ والإنترنت.. فإنهما يأكلان من عقلهِ وتفكيرهِ ونفسهِ ووجدانهِ ويصبح فارغ من داخلهِ ولا هدف ولا طموح له في الحياة.
وما أكثر الجرائم والحوادث التي تُصيب الأطفال والشباب اليوم بسبب الإنترنت وما به من نفوس وعقول مريضة يكون هدفها افساد النفس البشرية.
فأنتي وحدكِ من تستطيعن حماية طفلك من ذلك الظلام والجهل والأخذ بيده إلى النور والأمل والتفاؤل.
ولكن كيف يُمكن اكتشاف مواهب وقدرات طفلك.. إليكِ عزيزتي الطرق لذلك:
♣ من خلال مُلاحظة الطفل وما يقوم به في المنزل وما يكثُر الحديث عنه وما يُحب أن يُشاهده سواء في التلفاز أو الإنترنت.. وكذلك من خلال الألعاب فميوله للألعاب مُعينة ستكون بمثابة مِفتاحٍ جيدٍ لمعرفةِ مواهبه.
وهناك أيضًا العديد من الطُرق العلمية التي يُمكن من خلالها معرفة ذلك.. وذلك بمُساعدة إحدى المراكز المسئولة عن ذلك أو المدرسة أو مُعلم الفصل، مثل:
◄ الاختباراتُ الموضوعيةٌ المقننةٌ مثل اختبار القدرات العقلية، واختبار الذكاء، واختبار التفكير الابتكاري، والاختبارات التحصيلية.
◄ اختباراتُ الاستعدادِ والدوافعِ كمقاييسِ الدافعِ للإنجاز.
◄ مقاييسُ السماتِ الشخصيةٍ والاتجاهاتِ والسلوكِ الابتكاري وغيرها، وهي مقاييسُ تُحدد درجةَ الإبداعِ.
◄ وسائلُ التقويمِ والتقديرِ الشخصيةٍ مثل تزكية المُعلمين، وتزكية الوالدين، والأقران، أو التزكية الذاتية.
◄ المُلاحظةُ المُنظمةٌ والمُقابلاتٌ.
◄ السجلُ الأكاديمي والسجلُ الصحي والاجتماعي والاقتصادي والأسري، لجمع أكبر قدر مُمكن من المعلوماتِ عن النموِ الجسميٍ والانفعاليٍ والعقليٍ والاجتماعيٍ والاقتصاديٍ والأسريٍ.
فما أجمله من احساس عندما يشعر طفلكِ بأن له أهمية في حياتكِ وإنه أهم أولوياتكِ.. وإنكِ اليد التي تُساعده وتوجهه وتنصحه.. دمتم بخير لأبنائكم وأسركم..