تحقيقات وتقارير
صوت الوطن تنشر تحقيقات نيابة أمن الدولة في اغتيال السادات واعترافات الظواهري
“” الظواهري واغتيال السادات “”
*عبود الزمر ارشد الشرطة للقبض عليه
* اقوال الظواهري امام النيابة بالتفصيل
بقلم : جمال عبد الرحيم
رئيس تحرير جريدة الجمهورية السابق
قد يندهش البعض عندما بعلم ان أيمن الظواهري أمير تنظيم القاعدة التي رصدت الولايات المتحده الامريكيه 25 مليون دولار لمن يقدم لها رأسه حياً أو ميتاً واتهمته بالتحريض والتخطيط علي ارتكاب العشرات من العمليات العدائية ضدها. وعلي رأسها أحدث سبتمبر الشهيرة والمطلوب الأول القائمة الدولية للإرهاب لم يعلم بحادث اغتيال السادات إلا في الساعة التاسعة من صباح يوم الثلاثاء 6 أكتوبر 1981. بل إنه سارع إلي عبود الزمر بمخبئه بالهرم. وأقنعه بعدم تنفيذ مخططه بتفجير الجنازة.
هذا ليس كلامي أو من نسيج خيالي. ولكن من ملف التحقيقات في قضيتي “اغتيال السادات” التي نظرتها المحكمة العسكرية. و”الجهاد الكبري” التي نظرتها محكمة أمن الدولة العليا “طوارئ”.
وقبل الدخول في تفاصيل واعترافات للظواهري هناك وقائع وحقائق يجب توضيحها منها :
1 أن تنظيم الظواهري السري رفض الاندماج مع تنظيمي “الجهاد” بقيادة محمد عبدالسلام فرج و”الجماعة الإسلامية” بقيادة كرم زهدي بالرغم من أن الظواهري كان قد تعرف قبل الاندماج علي عبود وطارق الزمر.. أعوان محمد عبدالسلام فرج.
2 لم يعلم الظواهري أو أعضاء تنظيمه بالاجتماع الذي عقده محمد عبدالسلام فرج قبل الاغتيال بأسبوع. والذي ضم كرم زهدي وطارق وعبود الزمر وعددا آخر من تنظيم الجماعة الإسلامية. علاوة علي المنفذين الأربعة لحادث الاغتيال وهم خالد الاسلامبولي وعبدالحميد عبدالسلام وعطا طايل حميده وحسين عباس.
3 لعبت المصادفة دورها في عملية التنفيذ عندما تم اختيار الملازم أول خالد الاسلامبولي للاشتراك في العرض العسكري يوم 22 سبتمبر.. وعرض الفكرة علي محمد عبدالسلام فرج الذي وافق عليها. وأمده بالذخيرة وإبر ضرب النار والمتفجرات. وجند له المنفذين الثلاثة الآخرين. وكانت هناك دوافع شخصية للاسلامبولي باغتيال السادات عقب اعتقال شقيقه محمد عضو تنظيم الجماعة الإسلامية بأسيوط في قرارات اعتقالات 5 سبتمبر.
4 القبض علي أيمن الظواهري جاء بسبب اعترافات أدلي بها عبود الزمر عقب القبض عليه بأن الظواهري التقي معه بشقته بالهرم عقب حادث الاغتيال. ولم يكن بسبب اشتراكه في أية أحداث وقعت في ذلك الوقت.
5 الظواهري لم يتضمنه قرار الاتهام في قضية الاغتيال التي نظرتها المحكمة العسكرية وجاء اسمه متأخرا “113” في قضية “الجهاد الكبري” التي نظرتها محكمة أمن الدولة العليا “طوارئ” وأن العقوبة التي وقعت عليه بالحبس ثلاث سنوات كانت بسبب حيازته لسلاح بدون ترخيص. بينما برأته المحكمة من الاتهامات الأخري. وهي الاتفاق الجنائي وتولي إدارة تنظيم سري.
أقوال أيمن الظواهري يوم 2 نوفمبر 1981 أمام النيابة:
“أنا عايز أقول إن في عام 1966/1967 كنت منضما لتنظيم ديني يرأسه إسماعيل طنطاوي. وكان معنا شخص يدعي سيد حنفي. وكنا نسعي من هذا التنظيم إلي العمل علي قلب نظام الحكم. وانضم إلينا بعد ذلك علوي مصطفي عليوه.. كما انضم أيضا عصام الدين القمري ثم آخرون. حيث اتسع هذا التنظيم وبلغ ذروته في عام 1974/..1975 وفي خلال عام 1975 حدث انشقاق علي هذا التنظيم. حيث انفصل عنه علوي مصطفي عليوه. وشكك في الخط الذي ينتهجه التنظيم وانضمت مجموعة من المنشقين إلي تنظيم الفنية العسكري ولكني أنا وإسماعيل طنطاوي ومحمد عبدالرحيم واصلنا السير في خط هذا التنظيم. ثم سافر إسماعيل طنطاوي إلي ألمانيا أواخر عام 1975 تقريبا. فبدأت في تكوين مجموعات لهذا التنظيم فضلا عن وجود مجموعة أخري لمحمد عبدالرحيم.. ومن بين الأشخاص الذين قمت بضمهم لتنظيمي: نبيل البرعي وشقيقي محمد ربيع الظواهري وسيد إمام عبدالعزيز الشريف ومحمد مصطفي شلبي وعصام حشيش.. وبدأت في تكوين مجموعات لهذا التنظيم بالمعادي عن طريق نبيل البرعي ومن بينهم وحيد جمال الدين وخالد مدحت الفقي وخالد عبدالسميع وحسن علي وصديق له يدعي طارق ولا أذكر باقي اسمه وشخص يدعي عصام وهو طالب بكلية الطب البيطري وشخص يدعي يوسف رياض وهو طالب بكلية الزراعة بالأزهر.. أما محمد عبدالرحيم فكان قد ضم مجموعة أخري في تنظيمه. ولم أكن أسأل عنهم تفصيلياً إلا أنني أعرف منهم شخصا يدعي أبوالحسن كان مقيماً في شبرا. وكان زميلا لمحمد عبدالرحيم بهندسة عين شمس. وكان معه شخصان آخران أذكر أن أحدهما يدعي محمود ولا أعرف باقي اسمه.. وقد أبلغني محمد عبدالرحيم أنه في الفترة الأخيرة ومنذ حوالي شهر تقريبا معه مجموعة من الشباب الصغير يقوم بالإشراف عليهم.. وفي خلال العامين الماضيين قمت بضم أمين يوسف الدميري إلي تنظيمي. كما قام شقيقي محمد الموجود في السعودية الآن بضم شخصين أخرين بالسعودية. وهما مصريان أحدهما يدعي مصطفي كامل مصطفي وآخر يدعي عبدالهادي التونسي وهما يعملان بالسعودية.
ويضيف الظواهري: “وقد انشق عن تنظيمنا هذا بعض الأفراد علي فترات.. أذكر منهم وحيد جمال الدين وطارق وحسين علي ويوسف رياض. وأصبح تنظيمنا قبيل أن يقبض علي يتكون مني أنا كأمير لهذا التنظيم ومعي محمد عبدالرحيم وسيد إمام عبدالعزيز الشريف وأمين الدميري ونبيل البرعي وخالد مدحت الفقي وخالد عبدالسميع والثلاثة الموجودون بالسعودية ومنهم شقيقي محمد”.
ويستطرد الظواهري قائلا: ومنذ حوالي شهر أو شهرين تعرف أحد أعضاء تنظيمي وهو أمين الدميري علي أحد أعضاء تنظيم عبود الزمر. وهو في الغالب طارق الزمر. وأثمر هذا التعارف الاتفاق علي التعاون التدريجي بين تنظيمنا وتنظيم عبود الزمر.. ومن صور هذا التعاون أن تنظيم عبود الزمر قام بتخزين بندقية آلية لدي أمين الدميري وكذلك بعض المتفجرات.
شقة مفروشة
وفي الفترة الأخيرة عندما احتاج عبود الزمر شقة مفروشة لكي يختبئ بها. نظرا لهروبه. فإن أمين الدميري قام بتدبير هذه الشقة. كما قام الدميري بدفع مبلغ ثمانمائة جنيه من نقود تنظيمنا قمت بتسليمها لأمين حيث سلمهم هذا للزمر لكي يشتري مكبرات. لأن من خطة عبود الزمر بعد اغتيال رئيس الجمهورية القيام بمظاهرات بواسطة مكبرات الصوت في ميادين مختلفة عقب إذاعة بيان سيلقي بالإذاعة بعد اغتيال رئيس الجمهورية كما قام عبود بإعطاء أمين متفجرات يوم 12/10/1981 لتخزينها بمعرفته.
“وأحب أن أقول إن صلتي بعبود الزمر بدأت يوم 6 أكتوبر عقب الاغتيال الساعة 10 مساءً تقريبا. حيث توجهت إلي الشقة التي يختبئ بها بالهرم. وكان معي أمين الدميري وسيد إمام عبدالعزيز. وقد توجهنا إليه بسيارة الأخيرة حيث مكثت أنا وسيد إمام بالسيارة وتوجه أمين إلي الشقة وأحضر عبود.. وقد ناقشت عبود في مسألتين الأولي وهي أنه يكفي ما تم من واقعة الاغتيال. ويجب عدم تطوير الموضوع إلي صدام مع الحكومة والنقطة الثانية سألته عن معرفته برائد بالجيش يدعي عصام الدين القمري. وما إذا كان من بين الأشخاص الذين قاموا بالاغتيال ضابط يدعي جمال راشد. وما إذا كان من نفذوا حادث المنصة يتبعونه من عدمه فأجابني بأنه لا يعرف عصام القمري. وأنه لا يعرف الضابط جمال راشد. وأن الذين قاموا بواقعة الاغتيال يتبعونه هو مباشرة”.
“وقد تقابلت مع عبود بعد ذلك ثلاث مرات إحداها كانت بعد هذا اللقاء الأول بيوم أو يومين تقريبا. وكان معي فيها أمين الدميري وعصام القمري. وتوجهنا إليه بشقته بسيارة أمين الدميري. وفي خلال هذه المقابلة التي تمت بسيارة أمين خارج الشقة أيضا وقام عصام القمري بسؤال عبود عما إذا كان جمال راشد اشترك في عملية الاغتيال من عدمه.. فأجابه بالنفي.. كما سأل عصام القمري عبود عما إذا كان لديه خطة لضرب الموجودين بالجنازة. إذ انه سمع بذلك فقرر له عبود أنه يفكر في هذا الموضوع.. ثم تطرق الحديث بين عصام القمري وعبود عن فكرة الأول في القيام بانقلاب عن طريق ضرب الحرس الجمهوري وتحريك كتيبة دبابات إلا أن عبود قرر له أن هذا العمل العسكري غير محكم.. وفاتني أن أذكر أن عصام القمري كان له اسم تمويه وهو زكريا وعبود الزمر تعرف علي عصام القمري بأن أسمه زكريا وعرفه عندما توجهنا إلي عبود وعرفناه عليه فقرر أنه هو الضابط الذي له قضية بالمخابرات وهرب قبل القبض عليه”.
اللقاء الثاني
ويواصل الظواهري اعترافاته بقوله: “أما اللقاء التالي بعبود فكان المفروض أننا نقابل عصام القمري قرب ميدان الكيت كات ونصطحبه إلي شقة عبود يوم 10 أو 11/10/1981 إلا أننا لم نوفق في لقاء عصام وتوجهت أنا وأمين الدميري إلي شقة عبود وقد كانت أول مرة أدخل فيها شقة عبود وجلسنا في الحجرة الموجودة في نهاية الشقة ودار الحديث بيننا عن عملية أسيوط التي تمت بعد يومين من اغتيال السادات وما تم بها وأذكر أنني قلت له إن عملية الهجوم علي مديرية الأمن بأسيوط خسائرها أكبر من نفعها ولم يكن هناك شئ محدد في هذا اللقاء سوي أننا اتفقنا مع عبود علي أن نلتقي به في اليوم التالي وهو يوم 12/10/1981 ومعنا عصام القمري لأن عبود كان قد طلب من عصام عشرة قنابل يدوية ومسدسين في اللقاء السابق الذي أوضحته. وخلال هذا اللقاء كان يوجد بالشقة مع عبود حوالي ثلاثة أشخاص بخلاف شخص آخر كان يرقد علي السرير نادي عليه عبود باسم طارق. وطلب منهم جميعا مغادرة الغرفة وأن يمكثوا بغرفة أخري. ولكن لا أعرف أحدا من هؤلاء الأشخاص الأربعة من قبل ولم أسمع ما كان يتحدث به عبود معهم قبيل حضورنا أنا أمين الدميري. لأنه بمجرد دخولنا الشقة طلب منهم عبود التوجه لحجرة أخري”.
اللقاء الرابع
أما عن اللقاء الرابع والأخير مع عبود فقد توجهت إليه أنا وأمين الدميري وعصام القمري بالشقة التي يختبئ بها بالهرم مساء يوم 12/10/1981. وفي هذه المرة كان عصام القمري قد أحضر لعبود القنابل اليدوية التي طلبها منه. ولم أعرف عدد القنابل التي سلمها إليه وقد مكثنا انا وعصام وأمين وعبود بحجرة ثانية لها باب يطل علي منشر حوالي ساعة وفي خلال هذا اللقاء قام عبود بتسليم كل من أمين الدميري وعصام القمري بعض المتفجرات. وهي عبارة عن اصابع ديناميت وفتيل تفجير ومتفجرات.. كما قام بتسليم عصام القمري علبتين صغيرتين بداخلهما طلقات عيار 7.65.. كما سلمه بعض الطلقات عيار 9 مم ولا أذكر عددها. كما قام عبود الزمر بشرح فكرة القنابل اليدوية التي يقوم بتصنيعها عن كيفية تصنيعها وكيفية استخدامها وعصام القمري قرر لعبود أنه توصل إلي فكرة المفجر الزمني للعبوة الناسفة عن طريق دائرة كهربائية يستخدم فيها المؤقت الزمني الخاص بالمراوح الكهربائية ولمبة صغيرة زجاجها مكسور ومدفونة وسط بودرة بمب. وعصام حاول أن يشرح هذه الفكرة عمليا أمامنا. فانفجر المفجر منه خطأ وأحدث صوتاً مرتفعاً. فخرج عبود إلي المنشر ليري ما إذا كان أحد قد استلفت نظره هذا الانفجار. ثم حضر إليه أحد الموجودين بالشقة ليستفسر عن ذلك فقال له عبود إذا سألك أحد أخبره بأن كرسيا وقع وعقب ذلك انصرفنا من مسكن عبود وقمنا بتوصيل عصام القمري إلي شقة بالجيزة كان قد استأجرها مفروشة من حوالي شهرين أو أكثر عن طريق أمين الدميري. حيث قمت بتعريف أمين الدميري علي عصام القمري. لكني لم أبلغه أنه ضابط هارب وقد علم أمين الدميري بأن عصام القمري ضابط هارب عندما توجهت مع عصام إلي صيدليته لاصطحابه إلي مسكن عبود. وكنت قد أبلغته أن ضابطاً هارباً يريد مقابلة عبود ليستعلم منه عن موقف ضابط يدعي جمال راشد ومدي اشتراكه في واقعة الاغتيال وكذلك في البحث عن مدي التعاون بين عصام القمري وعبود الزمر.. وفاتني أن أذكر أن عصام عبدالرحيم الشرقاوي حيث أبلغني الأخير أن عصام القمري له مجموعة في الجيش تهدف إلي قلب نظام الحكم لإقامة الدولة الإسلامية وأبلغني أيضاً أن كلا منا يريد التعاون مع مجموعة الآخر ويحدث تنسيق بين مجموعتنا أنا ومحمد عبدالرحيم ومجموعة عصام القمري بالجيش وقد حضر إلي بمنزلي محمد عبدالرحيم ومعه عصام القمري وكانت معهما حقيبتان تقريبا وقد أبلغني محمد عبدالرحيم أن بهما ذخائر أحضرهما عصام القمري من القوات المسلحة وطلب مني أن أحتفظ بهما كنوع من التعاون مع مجموعة عصام لأن عصام لن يجد مكاناً يخفيهما فيه وبعد كده بفترة بسيطة أحضر لي محمد عبدالرحيم حقيبة سمسونايت بداخلها بعض الكتب العسكرية وبعض الألغام وبعض القنابل اليدوية وخرائط للحرس الجمهوري ومواقعه وأخبرني أن عصام القمري يريد إخفاءها لأنه علم بأنه مراقب وهذه الاشياء السابقة عدا الحقيبة السمسونايت قمت باخفائها في شقة قمنا باستئجارها بدار السلام لصالح التنظيم باسم حسن علي. وقمت بتسليم الأخير الحقيبة لتوصيلها لهذه الشقة لاخفائها بها ألا أن هذه الشنطة ضبطت بمعرفة المباحث أثناء سير حسن علي بها في الشارع لكنه تمكن من الهرب وبعدها عصام قال لي إن فيه متفجرات أخري في امبابة ويريد نقلها طرفنا لاخفائها فتوجهت أنا وأمين الدميري بسيارة فيات 124 وتقابلت مع عصام القمري بالكيت كات وتركنا له السيارة وكان معه شخص يدعي نبيل نعيم وله اسم آخر السيد ولا أعرف باقي اسمه واتفقنا علي أن يتوجها بالسيارة لإحضار المفرقعات ويسلمها لي أنا وأمين. حيث سننتظرهما بالقرب من ميدان الكيت كات لأن عصام القمري لم يوافق علي توجهنا معهما لأنه حريص علي إلا يعرف أحد شقة امبابة. وبعد حوالي ساعة تقريبا حضرا بالسيارة ومعهما المتفجرات فأخذتها أنا وأمين الدميري. وتوجهت بها إلي شقتي بالمعادي. واحتفظت بها بشقتي من حوالي عشرة إلي خمسة عشر يوماً. وفي هذه الفترة أبلغت حسن علي أنني أريد نقل هذه المتفجرات إلي شقته وقرر لي أن الشقة أصبحت في خطر وأنه يريد نقل المتفجرات الأخري والذخائر الموجودة بها أصلا. فتوجهت أنا وسيد إمام إلي شقة دار السلام. وقمنا بنقل المتفجرات والذخائر الموجودة بها إلي مسكن نبيل البرعي ليحتفظ بها طرفه بعد أن أبلغته بذلك ثم نقلت المتفجرات الأخري التي كنت أحتفظ بها بشقتي إلي شقة نبيل البرعي علي مرتين وكان ذلك بسيارة سيد إمام أيضا. وهذه المتفجرات احتفظنا بها كنوع من التعاون مع تنظيمه الذي يهدف لقلب نظام الحكم والذي كان سيستخدم هذه المتفجرات لتحقيق هدفه. وتوجد طلقات أخري وقنابل يدوية بدون متفجرات أحضرها خالد عبدالسميع وهو عضو تنظيمنا عن طريق أحد أقاربه بالقوات المسلحة ولا أعرف اسمه وقمت بنقلها أيضا إلي شقة نبيل البرعي.. وبالنسبة لأصابع الديناميت والمتفجرات وفتيل التفجير التي قام عبود الزمر بإعطائها لأمين في آخر لقاء معه قبيل القبض عليه. فقد قام أمين بتسليمها إلي سيد إمام بالإضافة إلي مسدسين وقنبلتين يدويتين قمت أنا وسيد إمام بنقل هذه الأشياء الأخيرة إلي شقة خاصة بشقيقة سيد إمام بالمعادي شارع 106 قمت بإرشاد رجال المباحث عنها”.
“وأحب أن أضيف أيضاً أنه توجد أرض قرب قرية بهبيت بالعياط مملوكة لوالدة نبيل البرعي.. فأنا فكرت أن ننشئ عليها شقة وزريبة ومخزنا ونقوم بتسويرها كي نستخدمها كمشروع استثماري لتربية الأغنام وكملجأ عند الضرورة لأفراد تنظيمنا أو لتخزين أسلحة. شريطة أن يوجد شخص منا يقيم بها بصفة دائمة. ولكن هذه الشقة مازالت تحت التشطيب ولم ينته إعدادها ولم تستغل حتي الآن وقد أنشئ هذا البناء من فلوس التنظيم وتكلفت حتي الآن حوالي ألفين وسبعمائة جنيه كما أنه توجد شقة أخري في الهرم بالقرب من صيدلية أمين الدميري قام الأخير بدفع مقدم لها. وهي مازالت تحت التشطيب وذلك. من أموال التنظيم ولم نتسلمها بعد. كما يوجد مخزن آخر استأجره أمين الدميري بالقرب من صيدليته كان يخفي به بعض الاسلحة التي تسلمها من عبود الزمر وقد ضبطت فيه هذه الأسلحة وقد أرشد أمين حسب معلوماتي عن هذا المخزن بعد القبض عليه.. وبالنسبة لتمويل تنظيمنا فكان تمويلاً ذاتياً عن طريق التبرعات والاشتراكات من الأعضاء. ولكنها كانت قليلة وعقب سفر شقيقي محمد إلي السعودية أواخر عام 1976 كان يقتطع جزءاً من راتبه ويقوم بإرساله لنا وكذلك زميلاه الآخران الموجودان معه بالسعودية.. كما اتصل شقيقي محمد بصديق لنا يدعي سالم عزام موجود بلندن وطلب منه نقوداً لاستغلالها ضد الحكومة المصرية. فأرسل مبلغ ألف دولار إلي شقيقي محمد الذي أرسلها بدوره إلي. وقد قمنا بإعداد مذكرة عن فكرة تنظيمنا وأهدافه. وتم توزيعها داخليا علي الأعضاء. وقد قمت بحرق هذه المذكرة عندما علمت بالقبض علي أعضاء الجماعات الدينية. وكان يوجد نسخة من هذه المذكرة مع محمد عبدالرحيم الشرقاوي”.
لا علاقة لي باغتيال السادات
وعن حادث اغتيال السادات يؤكد الظواهري عدم وجود أي دور له عندما يقول: “أما تنظيمنا فلم يكن له أي دور في واقعة اغتيال السادات. بل كان علي العكس من ذلك فقد حاولنا عدم تطوير الموقف وتصعيده. وحث عبود الزمر علي عدم المصادمة مع الحكومة.. ورغم علمي بموضوع اغتيال السيد رئيس الجمهورية قبيل حدوثه وكان ذلك في الساعة 9 صباح 6 أكتوبر. حيث أبلغني به أمين الدميري إلا أنني كنت غير مقتنع بفكرة الاغتيال”.
وسألته النيابة: متي بدأت اهتماماتك بالنواحي الدينية؟
قال: “كان ذلك في المرحلة الثانوية سنة 1965 / 1966. حيث كنت أقوم بقراءة الكتب الدينية. وعقب حادث الإخوان المسلمين سنة 1965 بدأ بعض الناس يحدثونني عن ضرورة تجمع الشباب المسلم لأن هذا الحادث موجه ضد الإسلام. فاقتنعت بهذه الفكرة”.
س: ومتي نمت فكرة تكوين التنظيم؟
ج : خلال عام 1966 / 1967 تقريبا.
س: ومن الذي فكر في إنشاء هذا التنظيم؟
ج : كنا مجموعة من الطلبة بمدرسة المعادي الثانوية وطلبة آخرين من مدارس أخري من بينهم إسماعيل طنطاوي.
س: كان معنا طالب اسمه عادل العياط فكر في إنشاء هذا التنظيم ثم قمت أنا وإسماعيل طنطاوي وسيد حنفي وعادل العياط بإنشاء هذا التنظيم إلا أن عادل العياط انسحب منه مبكراً.
س: وهل أطلقتم اسما معينا علي هذا التنظيم؟
ج: لا
س: وما هو هيكل هذا التنظيم منذ إنشائه؟
ج: إسماعيل طنطاوي كان أمير التنظيم وكان معه في عضوية التنظيم أنا وسيد حنفي ثم انضم بعد ذلك علوي مصطفي عليوه ثم بدأ التنظيم ينمو باستمرار حتي عام 1974. حيث حصل انشقاق من بعض الأفراد عليه.
س: وما الغرض من إنشاء هذا التنظيم؟
ج : كنا نهدف إلي اقامة الحكومة الإسلامية.
س: وما المقصود بالحكومة الإسلامية في ظل تنظيمكم هذا؟
ج: هي الحكومة التي تحكم بشرع الله سبحانه وتعالي.
س: هل أعددتم الوسيلة الكافية للقيام بهذا الغرض؟
ج : احنا سعينا لذلك وكان أمامنا مشوار طويل لم نبلغه. لأن إمكانياتنا لم تصل لتحقيق هذا الغرض.
س: وما رأيك بصدد نظام الحكم القائم؟
ج : لا ينطبق بصورة تامة مع أحكام الشريعة الإسلامية.
س: وما أوجه الخلاف بين هذا الحكم القائم وبين أحكام الشريعة الإسلامية؟
ج : توجد أوجه خلاف كثيرة منها علي سبيل المثال اباحة الخمور والملاهي وأندية القمار وعدم تطبيق الحدود الشرعية.
س: وكيف يمكن من وجهة نظرك تغيير الحكومة إلي الناحية الإسلامية؟ وكيف يمكن تغيير الشعب؟
ج: عن طريق تفهيم الشعب لأصول الإسلام.
اعترافات الظواهري السابقة تؤكد ما سلفت الاشارة إليه وهو عدم وجود أي دور له في نهاية عام 1984 تم الافراج عن عدد كبير من المتهمين في قضية الجهاد الكبري وأغتيال السادات الذين قضي ببراءتهعم أو الذين انتهت عقوبتهم.. الحرب الأفغانية ضد الاحتلال الروسي كانت مشتعله. ذلك الوقت لذا سافر بعضهم إلي افغانستان فيما فضل البعض الاخر الاستمرار في مصر.